بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إلى معالي عمرو موسى .. نفط العراق كافٍ لدعم اللاجئين

 

 

 شبكة المنصور

 د. أحمد عبدالسلام

 

شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والقوات المتحالفة معهما الحرب على العراق بدون غطاء من الشرعية الدولية، بعد أن تعثر مسعاهما بمعارضة أوربية ودولية، حالت دون منحهما تفويضاً من الأمم المتحدة، رغم كل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يعقب قراره المرقم 1441، للترخيص لهما بشن الحرب على العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل (التي لم يتم العثور عليها فيما بعد) وعلاقته بالإرهاب الدولي (تنظيم القاعدة) التي لم تثبت صحتها مصادر الإدارة الأمريكية، إلا إن المنظمة الدولية حينها لم تستطع أن تلبي رغبة الإدارة الأمريكية بسبب تعارض طلبها مع الشرعية الدولية ولم يكن بإمكانها منع الولايات المتحدة من غزو العراق ، لكن جامعتنا العربية وبعض دولها ساعدت الولايات المتحدة على احتلال العراق والاعتراف بالحكومة صنيعته .

لقد جاءت الحرب على العراق ضمن السياق العام للمشروع الأمريكي لغرض الهيمنة على العالم، والتحكم بموارده النفطية، حتى إن المستشار الألماني (غيرهارد شرودر) قد أعلن صراحة، وشاطره الرأي العام الأوربي ((بأن الهدف الأمريكي ليس العراق ولا نظام صدام حسين، بل إدارة الطاقة على امتداد العالم، انه الدم الأسود لحضارة تبدو كئيبة إلى حد كبير)) وأكد ذلك أيضا كولن بأول وزير الخارجية الأمريكية السابق بقوله ((إن غزو العراق سيتيح للولايات المتحدة فرصة إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالحها)).ومن المعروف إن العراق بلد غني بثرواته النفطية ، إذ يعد البلد الأول في العالم في احتياطاته النفطية وفقا لتقديرات المختصين في شؤون النفط ،وجاء الاحتلال ليستبيح تلك الثروة هو وعملائه الذين أتوا على ظهور الدبابات وأصبح النفط نهبا للخونة من آل الحكيم والصدر وحزب الرذيلة والحزب اللااسلامي وغيرهم وأصبح ذلك جليا للقاصي والداني.

أهم ما نبغ من ذلك، إيضاح فكرة موجزة؛ بان العراق بلد غني..شرد شعبه من كفاءات علمية ونخب ثقافية وأدبية وفنانون وصحفيون وشخصيات وطنية مقاومة للاحتلال ،قسرا وبشتى الوسائل الإجرامية التي لم يعرف لها التاريخ صورة من قبل ،كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيران المحرك الأساس لإثارة حملة التشريد تلك بعد احتلال العراق واستهداف شعبه ومعها الحكومة العميلة التي نصبها الاحتلال.وتحت وطأة الخطف والقتل والاعتقال وتهديم المنازل، لجاء العراقيون إلى بعض دول الجوار العربية وتركز وجودهم في كل من سوريا ، الأردن ومصر وقد صرفوا كل فلس ابيض ادخروه لأيام الاحتلال السود .

ينبغي على الأمم المتحدة _ لتثبت إنها منظمه دولية غير خاضعة للهيمنة الأمريكية _ إن تعالج مشكلة اللاجئين العراقيين الناشئة بسب الاحتلال الذي خلق كل تلك المشكلات.لذلك نطالب جامعة الدول العربية وكل الشرفاء في العالم والمنظمات الدولية وبدلا من إطلاق حملة لجمع التبرعات للاجئين العراقيين وكأنهم متسولون يستجدون الصدقات أو رعايا دولة افريقية أصابها القحط وتفشت فيها المجاعة - عذرا لإفريقيا وأهلها - ، نطالبهم بتبني مبادرة واسعة لمطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق مشروع (النفط لدعم اللاجئين العراقيين) من خلال تخصيص صندوق توضع فيه نسبة من عوائد صادرات النفط العراقي توزع كمنح شهرية على اللاجئين العراقيين لتوفير مستلزمات الحياة الضرورية لهم ولأبنائهم من مصدر عيش ورعاية صحية وتعليمية، أو تطبيق نظام على غرار قرار النفط مقابل الغذاء والدواء السابق ، بدلا من أن تذهب عائدات النفط هدرا للاحتلال وفي حسابات عملائه الخونة. ونُذكر بان العراق ليس بلدا فقيرا، بل غني بثرواته وأهمها النفط، على أن ينتهي العمل بالمشروع بعد دحر الاحتلال وتشكل أبناء العراق حكومتهم الوطنية، إنها دعوة لكل الشرفاء من دول عربية و أجنبية محبة للخير وللسلام وقوى وطنية و إنسانية،لمعالجة مشكلة بدأت تتفاقم دونما إيجاد حلول ناجحة لها. فالعراق وشعبه بلد عظيم وليس دولة من الدول التي تستجدي المساعدات إلا إذا كانوا يريدونه كذلك رغم خيراته التي باتت نهبا للصوص المنطقة الخضراء.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 05 محـــــرم 1429 هـ الموافق 13 / كانون الثاني / 2008 م