بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إلى (سيادة وزير الثقافة ..!) فيصل الياسري

 

 

شبكة المنصور

محمد الصقر

 

شاهدت ُلقاءك في فضائية البغدادية في مساء ليلة الـ 31/12/2007 لقد كنت َذكياً ماهراً كعادتك وكاذباً ماهراً كعادتك أيضا ولهذا سأتعامل مع ما قلته في اللقاء على أني أقرؤه مكتوباً على ورق ولم أشاهده وأسمعه لكي يكون َمَـنْ يقـرأ هـذا الردّ قريباً من ذكـائـك وأكـثـر قـرباً من كـذبكَ .. تقول 

الوطن في محنة ولهذا عدت ُللعراق عام 1991.. ولكنك لم تذكرْ بأنك َعُدت يوم السبت صباحاً واستلمت َمنصبك مديراً لتلفزيون العراق يوم السبت مساءً ! وتقول كنت ُأتحدث ُعن (الخطوة الرعناء غزو العراق للكويت) وأتحدث عن كارثيتها في جلساتي الخاصة ولقاءاتي مع عددٍ من الوزراء والبعثيين أصدقائي وكان الجميع يغلقون عيونهم وآذانهم خوفا ً.. أنت لم تتحدث مع مَنْ تحدثت لأنك حزين ٌومتألم ٌعلى العراق بحيث أريتهم قمصانك التي شققتها حسرة ًعليه ولهذا لم يعيروك اهتمامهم لأنهم عراقيون حقيقيون وقفوا مع العراق وهم تحت رايته ووقفوا مع العراق وهم في المعتقلات بعد الإحتلال وتقول الوحيد الذي كان يشعر بهذا الشيء وحماني في أكثر من مناسبة هو نوري المرسومي والآخر حميد سعيد الذي تعاطف معي وأيّـدني إلى حد ٍما وهو متألم .. أما نوري المرسومي (رحمه الله) فيتحدث ُعنه موقفه من القيادة العراقية بعد الإحتلال وللتأريخ سأذكرُ هنا ما يتذكره كل مَنْ كان يعمل في الثقافة والإعلام أنذاك وهو أن نوري المرسومي وفي إحدى اللقاءات مع الرئيس الشهيد طلب منه أن يترحّل إلى درجة عضو في الحزب فقال له الرئيس (رحمه الله) أنت لست َعضواً للآن ! أجابه لا سيدي فقال الرئيس مبتسما ً(حزبنا حقاني يابه) !!.. أما عن حميد سعيد فهو شاعر وكان لزاماً عليه أن يكونَ متعاطفا ًمعك بعد أن أريته أكوام القمصان التي شققتها حزناً على العراق أمّا عن تأييده لك فإني أشك ُبهذا كلَّ الشك وهو أمرٌ متروك لنزاهة تأويلاتِك لحظتها .. وتقول كان هناك مَنْ يكتبُ عن لساني في الصحف العراقية وأنا خارج العراق كتهنئة صدام في عيد ميلاده (سيادة الوزير ..) لقد فعلتها أنت مراتٍ عديدة بعد عودتك للعراق دون أن ينوب عنك أحد هذه المرة !! وتقول حينما كنت مديراً لتلفزيون العراق كنت ُأعترض على بعض الأخبار فقالوا الخبر يجب أن يذاع كما ترسله وكالة الأنباء العراقية دون اختصار أو إعادة صياغة .. لماذا لا تختصر أو تعيد صياغة ما يُصرِّح به علي الدباغ وغيره من مراحيض المنطقة الخضراء قبل إذاعته في فضائيتك ؟ وتقول قبلتُ أن أعمل في الإعلام العراقي بعد أن شعرتُ أن العراق يستغيث بي .. نعم لقد كنت َوأنت في الكويت مَنْ يضعُ لوزارة الثقافة والإعلام خططها ومناهجها ولا أدري كم مرة بُح َصوتك وأنت ترسل تعليماتِك الإعلامية َعبر الهاتف لوزيرها فيعمعم ُعلى موظفيه ما تغيثه به !!... أيها الذكي هناك حِرفيّة إعلامية في العراق يتقزّم تعملقك أمامها ولا تنسَ أن كل الفضائيات التي أ ُستحدثت بعد الإحتلال تعمل الآن بطاقات هؤلاء وخبراتهم فإذا كان هناك ثمة استغاثة فهي منك وليس من الإعلام العراقي .. رجل عائد للتو للعراق ولا يجيد غير العمل الإعلامي لا يمكن أن يضعوك خلف طاولةٍ زجاجيةٍ براقة وخلفك رفوف من الأدوية وأمامك يافطة صغيرة زجاجية وبراقة أيضاً مكتوبٌ عليها (الصيدلي فيصل الياسري) !!.. أما نصيحتك النادرة التي وجهتها للرئيس الشهيد في تغيير اسم وزارة التصنيع العسكري إلى وزارة التصنيع الوطني وارتداء الوزراء زيّاً مدنياً بدل الزي العسكري وقولك للرئيس أننا خارجون من معركة خاسرة .. هذا مضحك بامتياز ومع هذا فهل فهمت َلماذا لم يجبك الرئيس ؟ ليس لأنه رحمه الله تيقن من صدق طرحك كما قلت في اللقاء ولكننا نعرفه جيدا فهو حين يسمع كلاماً من شخص عراقي مثلك قضى نصف حياته ببرجوازية فقاعية وفي الوقت الذي كان فيه شباب العراق فاتحين صدورهم للرصاص في السواتر الأمامية للجبهة كان هو يفتح الشامبانيا في مساءاته الشهريارية ، يكتفي الرئيس بالنظر إليه ... وتقول عن برنامج الملف الذي صادرت َجهود كل مَنْ وثق وعمل وفكّر وبرّمج  له من أساتذة ومثقفين ومؤرخين وسياسيين وأنت تطرح نفسك باسطوريةٍ زائفةٍ كبطل أوحدٍ له .. لم يعلن أحد اكتشاف الجانب الآخر الذي كنت ُأريده وأسعى إليه وبالتالي أظهرت ُللمشاهد والمتتبع هل أن غزو الكويت يستأهل هذا التدمير هذا الشيء أساسي لم ينظر إليه أحد ... طيب هل يستأهل العراق كل هذا التدمير الذي حصل بعد الإحتلال لماذا لم تدنه ؟ لماذا لم تتباك على كارثية ما يحصل الآن من قتل وتشريد وانتهاك للحرمات وموت بالجملة على مرأى ومسمع منك ومن فضائيتك أما إذا أردت أن تمرر علينا مراوغاتك وتقول أني وفضائيتي نسمي ما حصل إحتلالا فحتى عبد العزيز الحكيم يسمى ما حصل إحتلالا وهو حشرة نتنة في البسطال الأمريكي ... ومع هذا اتمنى عليك أيها الجريء أن تعيد برنامج الملف وتبثه ثانية من فضائيتك ليرى الناس كم أنت كاذب ماهر مع أني أجزم بأنك لن تخطو مثل هذه الخطوة لسببين الأول لا يمكن أن تسعى لتعرية نفسك وفضحها والسبب الثاني ستـُغلقُ فضائيتك الديارية قبل أن تقول في إولى حلقاته (أسعدتم مساء) ولكنك إن فعلتها وهذا مستبعد كما أسلفت فأنك ستصيبُ مقتلا ولا تحتاج عندها تمويلا من المحتل ولا حكومته الخضراء لأن العراقيين والشرفاء من العرب سيزحفون على بطونهم للوصول إلى أقرب جهاز تلفزيون يشمون به رائحة العراق الحقيقي ... وتقول أن الوزراء الذين كنت ُأستضيفهم في الملف وأحاورهم كانوا يتوسّلون لعدم إحراجهم شاهدت عليهم ضعفا إنسانيا ... تذكرْ أيها الفطحل بأنك كنت أمام وزراء العراق وليس أمام بالونات المنطقة الخضراء.. وتقول كان الوزراء يقولون والله ما كنا ندري حجم هذا الخراب الذي جرى في العراق طيلة الحرب ... وتعلم أنهم مقاتلون ومناضلون وكل ٌمنهم كان والحرب مستعرة يؤدي واجبه سواء المهني أو الحزبي في الوزارات أو الشوارع مع العراقيين فكيف كنت تجلب لهم معلومات عن وزاراتهم كما تدّعي ؟... وتقول كان هدف حامد يوسف حمادي والذي كان وزيرا للثقافة والإعلام من الملف شتم العرب والأكراد وشتم الآخر فقط ... أيها المدلل  ألقمك حامد يوسف حمادي ما تقوله في البرنامج حرفاً حرفاً ثم إذا افترضنا أنه أراد أن يشتم فهل ستمنعه أنت أم سترفض التقديم أصلا ... أما أنك لا تستطيع أن تمنعه فهذه بديهية وأما تركك لتقديم البرنامج فهذا ما لا أتوقعه لأنك تعلم أن تقديمك لبرنامج الملف فرصتك للتدحرج نحو نجومية كنت َتفتقدُ إليها في سنواتك الأخيرة التي قضيتها مِهنيّاً بوصفك الإداري المجرد وانتقالك من الباطن الذي يظهر على تايتل سريع وخاطف في التلفزيون إلى ظاهر يوقع اتوكرافات المعجبين ثم لا تنس يا سيادة الوزير أنك لم تكتف بتقديم الملف والذاكرة الحاضرة بل هرولت لتقديم غيرهما من البرامج ويتذكر العراقيون كيف وقفت في شركة (سامكو) وفي إحدى غرفها الممتلئة بأكياس النقود وقلت سامكو شركة تحتال على العراقيين في زمن الحصار وتسهم بتخريب الإقتصاد العراقي فهل لم يجد وزير الثقافة والإعلام غيرك من المقدمين ليستغيث به !. وتقول أنني كنت أتقصّد نزع الألقاب عن صدام حسين ولا أقول الرئيس أو حفظه الله ورعاه أنا لم أكن بوقاً ولهذا في إولى حلقات الملف قلت أين كان صدام حسين في اليوم الأول للحرب دون ألقاب وكنت أتقصّدُ هذا لكي أقربه إلى الناس .... يا لبؤسك هل أنت من تقرب صدام حسين للناس !! كنت ُمنتظراً منك أن تقول بأنك كنت َتأخذه معك لمحافظات العراق وتدخله بيوتها وتصطحبه في شوارعها ولكنك فاجئتني وكنت َنبيلا للغاية بعدم كشفك هذا السر الرئاسي الخطير !!! وتقول أنا قدّمت ُإحدى حلقات الملف في ملجأ العامرية ووقفت ُتحت الفوهة التي دخلت منها الصواريخ ورأيت ُلحم الإنسان على الجدران أكثر من 400 عراقي قتلوا في الملجأ وكنت أبكي... كلام جميل حقاً ولكنك جعلت َكل َّمَنْ شاهدتك يُبصق عليك حينما قلت .. ان القوى المعادية (خلي انسميها) كـذبَـت ْ!!!! كيف أبكاك المشهد وأنت ترى اللحم البشري على جدران الملجأ وتستدرك بعد وصفك للقوى بالمعادية وتقول (خلي انسميها) كم كنت َجباناً بهذا الإستدراك المخزي .... أما عن الجرو الصغير الذي أهداك إياه وطبان ابراهيم الحسن بعد أن طلبته منه فأنا وغيري نفهم بأنك سوف تلقي على أكتافه المسكينة مهمة الحراسة ولكنَّ الذي لا أنا ولا غيري نفهمه هو المسدس الذي تقول أنك طلبته من الوزير لزوجتك هند !!! ولا أدري هل كانت هند مطلوبة لثأر عشائريّ لتحمل مسدسا ًربما .. لا أدري !! مع أنك كذبت َهنا أيضا لأن هنداً هي التي طلبت ْالمسدسَ بنفسها من الوزير في مكتبه في وزارة الداخلية ... ثم لماذا لم تذكر تكريم الرئيس الشهيد لك بسيارة أولدزموبيل إنك لم تنسَ ولكنك تناسيت َومَنْ بوصفك الكثير الذين تنكروا لرعاية الرئيس لهم في وقت كنت َوكانوا يلصقون آذانهم على الهاتف حينما يتصل بهم عامل ُبدّالةِ القصر الجمهوري ... (سيادة وزير الثقافة ) الذي لم يجب بعد لا بنعم ولا بـ لا على تزكيتك وترشيحك من قبل (الأخوان في الحكومة ) وزيراً للثقافة .. نحن نعلم جيداً بأن (الأخوان في الحكومة) لو قاموا بتزكيتك وترشيحك وزيراً للمجاري لذهبت َسعياً على الرأس لا مشيا ًعلى القدم ِفأنت قناص ٌماهر ٌللفرص ما دمت َستنهي حياتك تحت مسمّى (وزير سابق ) خيرا ًمن أنك تنهيها تحت مسمى آخر حتى وإن كنت َوزيراً كارتونياً في حكومةٍ كارتونيةٍ يبول ُعليها الجميع وهذه الفرصة التي تنتظرها ليست لها علاقة بالمراوغة المدروسة التي اختصرتها بقولك أن هذه الحكومة تسعى لتجميل صورتها أمام الناس وأنا أرفض أن أكون واجهة أو ساترا لأمور أخرى .. ومع هذا فأنت لم تجبهم بنعم أو لا وهنا تحديدا ينطبق عليك المثل القائل (يتمنعن وهن الراغبات ...!)  فما زال في الكعكة من بقية وسيكون لديك يا سيادة الوزير كلاب ٌللحراسة بدل كلب ٍواحدٍ وسيكون لدى هند دبابة بدل المسدس .. نصيحتي إليك أن تقبل فالمنطقة الخضراء تسَع ُالوضاعة بكل ِّحجومها .. كم كنت َدبقا ًوأنت تثير قرفنا باستغرابك المهين من أن بريمر لم يلتقيك من أجل دعم فضائيتك ثم جعلتنا نتقيأ ونحن نشاهد طريقة استجدائك المقززة وأنت تقول أن هذا النظام الجديد وهذه السلطة ما دقوا الباب عليَّ لحد الآن وهذا غباء منهم لا أعرف لماذا لم يطرقوا بابي ... أيها الذكي أن أصحاب هذا النظام الجديد والسلطة الجديدة لا يستطيع واحدهم أن يطرق باب غرفة زوجته دون أن يستأذن السيد الأمريكي وأنت وغيرك من المصدقين بأنه نظام جديد وأنها سلطة جديدة وتنتظر مرسوم تعيينك المختوم بالبسطال الأمريكي بفارغ الصبر ولكن اطمئن فالأمريكان مكتفون حاليا ولديهم من الحمير الكثير ولكنهم دائمو البحث عن حمير بديلة أتمنى مخلصا أن تكون واحدا ًمنها في القريب العاجل ...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 25 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 03 / كانون الثاني / 2008 م