بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سـيــرة ومسـيــرة
في ذكــري أربعـينيـــة
إستـشهـاد الإمــام الحســين دروس وعبر

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 الوعي العربي

 

كانت سيرة وحياة سيد شباب أهل الجنة مليئة بالعبر والمواعظ ففي الساحة والدوحة المحمدية الشريفة ولد إمام المتقين وسيد الشهداء سيدنا وإمام الورعين الحسين ابن علي بن أبي طالب وأمه الزهرة الفيحاء السيدة فاطمة الزهراء إبنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لقد نشأ الإمام الحسين تحوطه رعاية الجميع وحنان الكل أنه سبط الحبيب عليه الصلاة والسلام أنه شهيد كربلاء في اليوم العاشر من المحرم في العام الواحد وستون من الهجرة حامل لواء الدفاع عن المظلومين والتصدي للظلم والظالمين و كان نموذجا من النماذج السامية يتصف بأعلى الصفات وأرق السجايا وأعظم المواقف في البطولة والدفاع عن الإسلام ونشر الدعوة الإسلامية وتعليم الناس أمور دينهم والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وكان سيدنا ومولانا الحسين رضي الله عنه عفاً ، كريماً، حليماً ،عالماً ،فارساً، شجاعاً، عابداً، زاهداً، راشداً، نال من الشرف ما لم ينله غيره في أسمه ورسمه وخصاله وكان رمزاً في القداسة كيوم كربلاء قداسة الحق وروعة الصمود وعظمة التضحية والفداء وبسالة النضال من أجل العقيدة والحق والثبات علي المبدأ والتصدي للظالمين وأيضا سيبقي هذا اليوم نقطة سوداء في وجوه الظالمين الفاتنين المفتونين هو يوم يحقق المقولة دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة وقد أبرزت بطولات كربلاء شرف التضحية علي نحو عظيم وجليل حتي نكاد نحسب أن الأقدار إنما أرادت ذلك اليوم بكل أهواله وتضحياته لتؤكد شرف التضحية في وعي البشرية كلها ولتضيء بمغزاه العظيم ضمير الحياة من أجل ذلك إختارت لها في يوم كربلاء نماذج رفيعة بالغة الرفعة وقضية عادلة بالغة العدالة ونضالاً باسلاً بالغ البسالة ولكل الحسينيين والعراقيين نقول انه مادام الحق بحاجة إلي تضحيات تحميه وتفتديه فان التضحية إذن هي شرف الإنسان وشرف الحياة وما دامت التضحية شرفاً فمرحبا ًبهذا الشرف وهذه التضحية لقد وقف الحسين وأهله وأصحابه من أجل الحق موقفا أستحق ببطولاته وتضحياته أن يكون للتضحية عيداً لقد رفضوا الباطل واختاروا الحق ثم رفضوا الصمت وآثروا المقاومة ثم رفضوا المساومة وصمدوا مع إيمانهم في سبيل الحق وما دامت في سبيل الحق فالأجر يكون من عند الله ورضوانه وجناته والعبرة من وراء ذلك أن تضحيات الحسين وأهله وصحبه لم تكن تضحية من أجل تحقيق إنتصار وان كان هذا هو الهدف الاسمي ولكن أقدموا علي التضحية من أجل التضحية ذاتها وهكذا كانت وسيلة وغاية ولذا يجب أن نستقي وأن نتتبع العبر والدروس عن يوم كربلاء بآلامه وبطولاته وعظمته ودروسه العظيمة فالحسين حين خرج إلي الكوفة لم يكن طالب دنيا ولا جاه إنما كان مستجيبا لسلطان الإيمان الذي لايعصي ولا يغلب ولكن ما يحدث اليوم في العراق من مشاهد وإحتفالات فارسية مبالغ فيها وما ينتج عن هذه الإحتفالات باسم الإسلام والدين من ( لطم وندب وغرق في الدماء من جراء جلد الذات بالسكاكين والسلاسل) منها براء ويدخل في نطاق ما يسمي بالخطط الشيطانية و الجهنمية للإحتلال فهي وسيلة من وسائل المحتل لإغراق أبناء الشعب العراقي في مستنقع الرزيلة والخطايا والبعد عن المقاومة والجهاد التي ارسي أولي لبناتها الإمام الحسين وإن كنا نحن أبناء الشعوب الإسلامية ممن يحييون الإحتفالات الدينية إلا أن ما يحدث في هذه المناسبات باسم الدين يقع في باب الموبقات و أن المحتل وأذنابه من العملاء يريدوا للعراق والعراقيين الغرق في مستنقع المخدرات والحبوب المخدرة والجنس والسرقة وزواج المتعة التي انتشرت بكثرة هذه الأيام في العراق وذلك للقضاء علي مكمن القوة والمقاومة عند الشعب العراقي وبذلك يستطيع الإحتلال تنفيذ مشاريعه الإستعمارية . لقد أحسن النظام العراقي السابق صنعا عندما منع الإحتفال بهذه الطريقة الغير أسلامية والتي لا تمت إلي الدين بصلة وعمل علي الحفاظ علي مراقد ألائمه من عبث العابثين والأشرار ولقد أعاد المحتل الصهيوامريكي والفارسي منذ اليوم الأول للإحتلال هذه البدع العبثية والتي لا ترقي إلي الإسلام في شئ وبنفس الأسلوب والطريقة التي يتعامل بها المحتل الأمريكي في العراق من دعمه لمثل هذه الاحتفالات العبثية فإنها تقوم برعاية ودعم بعض المذاهب الإسلامية الباطلة التي تعمل علي خدمة الصهيونية والأفكار الهدامة وهي حريصة علي تقديم الدعم الإعلامي لمثل هذه المذاهب والطوائف والقصد من ذلك هوإ بعاد المسلمين عن صميم روح الدين فأي دين هذا الذي يأتي بالألم والحزن والندب واللطم والسواد والدروشة واختلاط الحابل بالنابل من البشر لقد أراد الإحتلال إحياء وإزكاء أمور بعيدة عن الدين لكي يغرق العراقيون في ملذات العبث بينما المخططون البارعون من بني صهيون وبني صفيون يتآمرون وأي دين هذا الذي يأتي بالنواهي ما ظهر منها وما بطن وأي دين هذا الذي نسمع عن مرجعيته ولا نراه كما ولو كان الرجل الخفي . كل ذلك يأتي في الوقت الذي اشتدت فيه الضغوط السياسية والأمنية علي كل من فرعون ووزيره هامان وذلك لما أصاب كل من الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية من تصدع وانهيار وانشقاقات في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والإسلامية ضرباتها للإحتلال وأذنابه من العملاء بلا هوادة ولم يبقي أمام بوش وجنوده وعملائهم إلا الهروب من ارض الرافدين وان ألفرصه الأخيرة تكمن في الآلية التي يخرج بها هذا المحتل بأقل الخسائر الممكنة .أن حكومة العملاء في سباق مع الزمن للبقاء في المنطقة الخضراء أكبر وقت ممكن ولا زالت مهمة المالكي وبوش هي القيام بعمل ترقيعات ومناورات فتارة يلجوا إلي سوريا وتارة يلجوا إلي إيران وتارة يتبادلون الإتهامات مع بعضهم البعض أن بوش والمالكي هم وجهان لعمله واحده فكلاهما طائفي وعنصري و كلاهما فاشل بينما نشاهد إنهيار أركان حكومة المالكي أيضا نشاهد انهيار إدارة بوش وتساقط أركان إدارته ولكن إلي متي يستمر هذا الصمت العربي والي متي تبقي رقاب العراقيين تحت مقصلة الإحتلال الخارجي والإحتلال الداخلي إلي متي تستمر هذه الفوضى الخلاقة والتي خلفت الموت والدمار والإغتيالات والتصفيات الجسدية وسيطرة عصابات القتل الطائفية علي المدن والوزارات لا بد من اعترافهم بالفشل أو الإجبار علي الإعتراف إن إستمرار فرعون وجنوده من المارينز في جعل مصير الشعب العراقي مرهوناً بإرادته هو درب من دروب الخيال وقد حان وقت الحساب و علي الشعب العراقي من شماله إلي جنوبه ومن شرقه إلي غربه إن ينهض من كبوته وأن يقف وقفة رجل واحد وأن يضرب بيُد من حديد علي رؤوس هؤلاء القتلة واذنا بهم الذين يتشدقون بالحرية وحقوق الإنسان فقد حان وقت قطف الثمار وها اليوم يعترفوا مهندسي سياسة الغزو علي العراق بقولهم بأنه لم يعد هناك أملا في تحقيق نصر عسكري في العراق وأن الأمر يخرج عن نطاق السيطرة ولا يستطيع الإحتلال وعملائه من وقف عجلة مقاومة هذا المشروع .وفي ظل أجواء التأمر ضد العراق والشعب العراقي يتزايد الجدل الأمريكي بين جنرالات البنتاجون أنفسهم عن خطط الهروب وهذا يتناقض مع ما يظهره بوش وعصابته من أن الأوضاع في العراق تسير علي مايرام وخير دليل علي ذلك ما يقوم به العراقيون من احتفالات دينية.أن فرعون وهامان ومن سوف يأتي بعدهم يجهلون حقيقة هذا الشعب ولن يتوصلوا إلي معرفة سر هذه التركيبة العجيبة في الشعب العراقي لأنهم لا يفقهون إن سر هذه ألتركيبه في العراقيين أنفسهم وفي داخلهم ولن ينفع بوش أو أذنابه من العملاء واللصوص إلا البعد والهروب عن هذه البلد ولتكن كل ارض العراق كربلاء وليكن كل يوم عاشوراء .

http://www.alarabi2001.blogspot.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  20  صفر 1429 هـ الموافق  27 / شبـــاط / 2008 م