بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

زيارة نجاد للعراق .. أمال مرجوه وخسارة بالجملة

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 الوعي العربي

 

في مشهد بوهيمي سريالي غامض كانت زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد للعراق ومن وقت غير بعيد لو طرحت هذه الفكرة لكانت درباً من دروب الخيال لإعتبارات كثيرة قد يكون أخرها حرب الثمانية أعوام بين الطرفين ولكن أبرزها الوجود الأمريكى في العراق وما هو ظاهر ومعلن من شقاق وخلاف واضح علي سطح الأحداث بين ملالي إيران وصقور امريكا وإن كان فى ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها العراق ليس هناك بالشيئ المستغرب فكل شيئ ممكن ومتاح وما هو مستبعد ومستهجن اليوم مباح ومرحب به غداً . لكن هناك سؤال هام ويطرح نفسه بقوة حول التوقيت ومن هو المستفيد من هذه الزيارة هل الجمهورية الاسلامية ؟ هل الحكومة العراقية ؟ أم الوجود الامريكي فى العراق ؟ قد يكون لكل طرف حسباته المنطقية القريبة والبعيدة ولكن بنظرة تحليلية بسيطة نرى أن القيادة الإيرانية التي تجيد فن لعبة السياسة بهذه الزيارة قد رسخت الوجود الأمريكي في العراق وخاصة انه معروف ان الحكومة العراقية لا تملك من أمرها شيئاً أن هذه الزيارة برعاية وحماية أمريكية وكان الأجدر ألا تقبل وتتم هذه الزيارة علي هذا المستوي من التمثيل منذعام 1979وعلي هذه الأهمية لرئيس دولة إسلامية ومن دول الجوار منذ الإحتلال إلا بعد رجوع السيادة الكاملة والانسحاب التام والكامل للقوات الأمريكية من العراق وإن هذه الزيارة ماهى إلا إعتراف ضمني بالإحتلال وإن المطالبة بسرعة خروج قوته ماهوإلا كلام ظاهرياً فقط كما أفقدت وداً وتعاطفاً وتقارباًعربياً شعبياً للقيادة الأيرانية . وإن رأت إيران أن هذه الزيارة تمثل تدشينا واحتفالا بوجود أذرع طولي وهيمنة قوية علي الأراض العراقية عذراً فقد تعجلت وأن الخسارة ليست علي قدر المغانم . أما الحكومة العراقية وما هو معروف عنها جيدا من انتمائها الطائفي وتكوينها الفارسى فهي الخاسر الاكبر حيث ما تبلور من الاستقبال الحار والحفاوة البالغة بالضيف الذي أُستقبل إستقبال الفاتحين المنتصرين وفي ظل غياب اكثر من خمس وزراء ممثلين في هذه الحكومة من السنة وعلي رأسهم السيد طارق الهاشمى نائب رئيس الجمهورية مايعمق ويزيد هوة فكرة الصراع الطائفي وحدوث إحتكاكات وصراعات وأحداث بما لا يحمد عقباه . وان رأت الحكومة العراقية من المستعرقين أصحاب الهوي والهوية الإيرانبة أن هذه الزيارة تمثل لها دعماً وثقلا ًووجوداً يكون هذا في خيالهم المريض فقط وليس له وجوداً علي الأرض وأن الخسارة ليست علي قدر المغانم . أما امريكياً فمن المعلوم جيداً لها السيطرة الايرانية مرجعياً وعسكرياً علي قطاع من العراقيين والرغبة في إستمرار تحييدهم وكذا ليس من المستبعد وجود مفاوضات ومساومات أخري بين الطرفين فيما يتعلق بالقضية العراقية وخاصة الولايات المتحدة تعيش مرحلة العد التنازلى لها من حيث الوجود والإستمرار في العراق قبل تطبيق خطط جديدة لإعادة إنتشار قوتها هناك . وعليه تكون أمريكا قد قامرت مرة أخري وخاب رهانها لان من تمد لهم يدها اليوم لمساعدتها هم من سوف يدفعونها الي قاع المستنقع العراقي وستطبق أذرعهم الأخطبوطية للقضاءعلي البقية المتبقية من القدرات الامريكية وذلك نظراً لطموحهم وحلمهم الكبير في العراق وإستعادة المدائن عاصمة امبرطوريتهم والمساومة علي ملفهم النووى وعلي ذلك تكون الخسارة الأمريكية ليست علي قدر المغانم .

وهكذا الكل خاسر اليوم وحسير وان كل من وقف منتشياً معتقداً انه حقق نصراً مؤزراً هو في حقيقية أمره فشل ذريع ومابعده فشل ووقع الجميع في شرار أعمالهم وعلى الباغي تدور الدوائر . أما الكاسب الوحيد من هذه الزيارة الشعب العراقي ومقاومته الصامدة والتي لم تفت هذه الزيارة من عضدهم بل زادتهم وحدة وإصراراً علي رص صفوفهم وإن هذه الزيارة ماهى إلا بشرة خير إنشا الله حيث تعجلت الادارة الايرانية في قطف الثمار معتقدة ان المشروع والحلم العراقي بالنسبه لها قد بدأ يتحقق بعد إن إقترب الإحتلال الأمريكي من إن يحمل عصاه ويرحل تماماً كما فعل الأرعن بوش بعد أيام من غزوه العراق من على إحدى اكبر القطع البحرية الأمريكية معلناً بإنتهاء المهمة علماً أن في كلا الحالتين علي المستوي الأمريكي أو الإيراني لم تكن المهمة قد بدأت بعد .
 

http://www.alarabi2001.blogspot.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  01  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  08 / أذار / 2008 م