بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نجاد .... في ضيافة الشيطان الأكبر

 

 

 

 

 شبكة المنصور

الوعي العربي

 

جاءت زيارة الرئيس الإيراني نجاد إلي العراق في الاسبوع الماضى لتقطع الشك باليقين نحو الدور الإيراني الخبيث نحو العراق وكنا نتمنى أن نكون مخطئين فيما كنا نتفهمه عن الدور الإيراني في تفكيك وتفتيت وحدة وسيادة الدولة العراقية بالإشتراك مع الإحتلال الأمريكي وعندما أعُلن عن زيارة احمدي نجاد كنا نتمنى أن تكون هذه الزيارة مجرد فكرة أو خطوة لن ُيقدم عليها ولكن طالما قدُر لهذه الزيارة أن تتم فلا خيراًَ في الزائر أو المزور وبالطبع لا نقصد العراق وإنما المستضيف وكيف للزائر أن يلبي هذه الزيارة والعراق يرزح تحت وطأة الشيطان الأكبر والإحتلال البغيض فلا يمكن للرئيس الإيراني ومرافقيه السماح لهم بهذه الزيارة بمعزل عن الموافقة الأمريكية فهي صاحبة الدعوة وصاحبة القرار الأول والأخير في هذا البلد الجريح ولا يمكن أن يقدم نجاد علي هذه الزيارة التي أعُلن عنها منذ فترة إلا بعد موافقة إدارة الإحتلال وبوش شخصيا هذه الزيارة التي وصفت بالتاريخية فهي فعلاً وحقيقةً تاريخية وكانت دربا من دروب الخيال فلم يدر بالخلد الإيراني يوما من الأيام أن العراق الذي تصدي للمد الفارسي وحافظ علي أمن وحدود دول الخليج العربي أصبح بين أياديهم وصار مرتعاً وأرضاً خصبة له و لعملائه الذين نصبهم الإحتلال الأمريكي علي رأس الحكومة والدولة ومن تراصوا لاستقباله . لقد أخطأ الرئيس الإيراني في توقيت هذه الزيارة وفقد الكثير من تعاطف الشعب العربي مع القضية الإيرانية في مواجهة الشيطان الأكبر بشأن ملفها النووي وبقدر ما كان التدخل الإيراني في الشأن العراقي يزعجنا بقدر ما كان التهديد الأمريكي لإيران الجمهورية الإسلامية يُقلقنا نحن الشعوب العربية والاسلامية التي تحاول التشبث بأي قوة إسلامية أمام الغطرسة الامبريالية إلا أن هذا القلق الذي تسرب إلينا قد تبدد وتبخر مع هذه الزيارة التاريخية التي بددت كل هذه المخاوف وهذا القلق بعد أن ظهرت لغة المصالح بين طرفي اللعبة وما تبعه من مد وجزر فيما بينهم علي فرض نفوذه علي أرض العراق وما نشاهده اليوم من مواقف لا تتطابق مع الأقوال والأفعال ما هي إلا ستاراً لما يحدث خلف كواليس مسرح الأحداث فمنذ اليوم الأول للإحتلال وحتي تاريخ هذه الزيارة تساهم إيران بما لديها من نفوذ إستيطاني في التغلغل في مفاصل الدولة العراقية وأيضا أقدمت عن طريق عملائها المستعرقين والتي نصبتهم علي رأس الدولة بمنح الجنسية العراقية إلي مئات الآلاف من الإيرانيين والتي دفعت بهم إلي أرض العراق لإحداث التغيير الديموغرافي الذي تنشده من وراء ذلك بل هناك من يشارك في الحكومة والبرلمان من أصحاب الجنسية الإيرانية مما يدعونا إلي أن نقول أو نذهب إلي ابعد من ذلك بان النفوذ الإيراني في العراق أصبح ألان يتفوق علي الإحتلال الأمريكي بما تحت يديه من جيش وعتاد وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا السياسات العدوانية والطائشة للإدارة الأمريكية العنصرية والغبية فقد قدم العدوان والإحتلال الأمريكي خدمة تاريخية وكبيرة لاتنسي إلي إيران ليس فقط بإسقاطهم النظام الشرعي للبلاد وإغتيال رئيس الدولة الذي كان يقف لهم بالمرصاد ومنع التدخلات والأطماع الفارسية وإنما بفتح الاحتلال أبواب العراق وحدوده أمام جميع التدخلات الأجنبية والأحزاب والميلشيات وفرق الموت التي ترعاها وتشرف عليها إيران وتدعمها من أجل القيام بأعمال التطهير العرقي والمذهبي لعروبة العراق.و لقد وضحت الرؤية اليوم وتأكد للقاصي والداني بان التهديد الأمريكي لإيران واستهداف منشاتها النووية ما هوالا أكذوبة كبري وتعلم إيران جيداً بان أمريكا لن تتمكن من تنفيذ تهديدها وهي مازالت تقدم المساعدات لها في كل من العراق وأفغانستان وبخاصة بعد أن مرغت المقاومة العراقية الباسلة هيبة أمريكا في التراب العراقي وأفشلت مشاريعها الإستعمارية وأقتربت من النهاية للهروب من هذا الجحيم وأن من يعرقل هذا الهروب هو إيران فهي لا ترغب ألان في إخراج المحتل الأمريكي من العراق لإحداث حالة من الفوضى التي تمكنها من فرض سيطرتها أكثر وإن كانت ُتظهر غير ذلك كما أن المحتل الأمريكي بات يدرك جيداً بأنه بدون المساعدة الإيرانية لن تستطع أمريكا الخروج من هذا المستنقع ولكن هذا الإعتقاد خاطئ فمن يقرر ذلك هم أبناء العراق من الشرفاء والأبطال وبدون ذلك لن تخرج أمريكا من هذا المستنقع فالحل بيد المقاومة . إن أبرز ما جاء علي خلفية هذه الزيارة لاحمدي نجاد إلي العراق هو المدلول والقواسم المشتركة بين كل من الإحتلال الأمريكي والإحتلال الإيراني في القضاء علي عروبة العراق البوابة الشرقية للأمة العربية ولكل منهم مأربه في ذلك فالإحتلال الأمريكي يسعي إلي أمن إسرائيل ونهب ثروات وخير العراق أما النفوذ الإيراني فيسعي إلي الأطماع التاريخية التي تراوده و الثأر ممن جرعهم السم أثناء الحرب العراقية الإيرانية وأستطاع الحفاظ علي عروبة أرض وشعب العراق .لقد خسرت إيران الكثير بهذه الزيارة وفشل نجاد في كسب ود الشعب العراقي وفقد الكثير من إحترام الشارع العربي ولم يتحقق من هذه الزيارة المنشودة سوي إكتشافنا نواياهم الخبيثة نحو العراق وشعب العراق وأن الشيطان الأكبر كل ما استطاع أن ينجح فيه هو موافقته علي إستضافة نجاد تحت الحماية الأمريكية وإبتلاعه الطعم الذي أشعل الغضب في صدور الشارع العربي والتأثير علي دول المنطقة من الخطر الإيراني القادم فهي أستطاعت أن تساهم بجزء كبير في حشد الكراهية وفقد التعاطف العربي مع المشروع الإيراني ولن يفلح الرئيس الإيراني فيما وعد به من تقديم مليار دولار إلي العراق لكسب ود وحب الشعب العراقي العظيم الذي لن يغفر أخطاء الماضي إلا بالنية الحسنة والوقت المناسب وأن ما يخفف وطأة هذه الزيارة علي نفوسنا أن نجاد لم يكن في ضيافة الشعب العراقي وإنما كان في ضيافة الشيطان الأكبر وأذنابه من العملاء .

http://www.alarabi2001.blogspot.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  01  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  08 / أذار / 2008 م