بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

     سموها أعداء العروبة والإسلام أنظمة  إعتدال ومعتدلة

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

وحتى إسرائيل والادارة الأمريكية باتوا يوصفون ويصنفون أنظمة دول العرب والمسلمين وغيرهم من الدول.

فهي بنظرهم إما دول وأنظمة شريرة ومارقة وإرهابية, أوهي دول خيرة إن بصمت لهم على ما يريدون بالعشرة.

وآخر صرعاتهم توصيف بعض الدول والأنظمة بالاعتدال والوسطية والمعتدلة, وبأنهم قلاع  للحرية والديمقراطية, شيدتهم القوى الاستعمارية والإدارات الأمريكية على ثغور العالم والوطن العربي لحماية مصالحهم.وأرسوا فيها نظم, تحكم بالقبيلة أو الأسرة, وبأطياف ألوان لا حصر لها من الطائفية والطغيان والفساد.

وأكثر ما يضحك ويحزن المرء. أن تسر وتطرب  هذه النظم بتسميتهم وإنصافهم والشهادة على حسن سلوكهم  وعروبتهم أو حسن إيمانهم بالله, كانوا مسيحيين أو مسلمين, من عصابات  إرهابيين وقتلة ومجرمين ولصوص نفط  ومغتصبي أرض وأوطان. وحينها لا نملك إلا أن يقول المرء لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وهذا المدح والمديح والإطراء  لمثل هذه الأنظمة لا يصدر إلا  عادة  إلا عن من شذاذ الآفاق, أو لمن كان به لوثة في عقله , أو كان به حمق أو غباء, أو مجرم وقاتل وإرهابي ومنافق ولص وعدو لله والإنسانية جمعاء.

ونسأل هذه الأنظمة التي أسبغت عليهم الإدارة الأمريكية وإسرائيل تسمية أنظمة معتدلة: هل بعد من شك في عداء إدارة بوش للعرب والمسلمين, حين سارعت في ظرف عدة ساعات لعقد اجتماع لمجلس الأمن لإدانة عملية فلسطينية فدائية, بينما تقف متفرجة,وتمنع  عقد مجلس الأمن أو تحبط أي محاولة لإدانة مجازر إسرائيل في غزة؟

وأنظمة الاعتدال إنما هي أنظمة العلة والاعتلال. زيفت كل من الصهيونية و إسرائيل والادارة الأمريكية أوضاعها , واعتبروهما أنظمة  نموذجية في الحرية والديمقراطية والإعتدال. فانبرت هذه الأنظمة لتشيد بهؤلاء القتلة والمجرمين والإرهابيين , ويتحالفون معهم, على ما أسبغوه ويسبغونه عليهم من نعم  ظاهرة وباطنة.

ونكشف لأنظمة ودول الاعتدال سر هذه التسمية, علها ترعوي وتعود لرشدها قبل فوات الأوان.فالإدارة الأمريكية والصهيونية وإسرائيل, قسموا دول العالم بما فيهم الدول العربية والإسلامية  إلى قسمين أو معسكرين:

  1. معسكر الرفض والصمود والممانعة : وهو  المعسكر يضم الدول الرافضة لمنطق الاستعمار والاحتلال, وسياسات فرض الأمر الواقع. ولا يتنازلون عن حقهم, ولا يفرطون باستقلالهم , ولا يسمحون لأحد سوى شعبهم وجماهيرهم بأن يشاركهم القرار ولذلك يعتبرون بنظر الصهيونية والادارة الأمريكية وإسرائيل دول  إرهابية وشريرة ومارقة وخارجة على القانون, ومعرقلين لمخطط استعمارهم واحتلالهم واغتصاب الأرض من جديد. وحتى أنهم خطر على وجودهم واحتكاراتهم ومشاريعهم البلهاء. ناهيك عن أنهم يمنحون القوة لمن يريد من باقي الدول والأنظمة إن قرروا الدفاع ن حقوقهم ,أو إنتهاج الطريق القويم, أو راح يطالب بإعادة حقوقه المسلوبة, أو سعى  لاسترداد أرصدته الموضوعة في بلاد العم سام وغيرها من باقي الدول. وطرد كلوب باشا (أبو حنيك ) من الأردن عام 1958م ليس ببعيد. وهؤلاء بنظر الإدارة الأمريكية والصهيونية والامبريالية وإسرائيل والإدارات الأمريكية, يجب القضاء عليهم. لأنه بوجودهم لن تقوم لمصالحهم الاحتكارية والاستعمارية قائمة.ولن يتحقق مشروع الشرق الأوسط , ولن يحصدوا  بوجودهم سوى الخيبة والهزائم والفشل. ولن تقوم قائمة للإمبراطورية الأمريكية التي يطمح إليها المحافظين الجدد وصقور الإدارة الأمريكية , ولن يتحقق المشروع  الصهيوني لدولة إسرائيل الكبرى بحدودها من النيل إلى الفرات.

  2. معسكر الاعتدال والمعتدلين: وهو بنظر أعداء الإنسانية والعروبة والإسلام , معسكر قرر الانصياع  للإدارة الأميركية بمحض إرادته ,أو بدافع الخوف لكل ما ترغب وتشاء.ولا يريد  منها سوى ضمان بقاء عروشه وأمواله وممتلكاته وإماراته, وليكن من بعده الطوفان. وهؤلاء لا يشكلون أي خطر على الصهيونية والامبريالية وقوى الهيمنة والاستعمار والاغتصاب. وأنظمة الإعتدال بنظر هؤلاء الأعداء,يجب توظيفهم واستغلالهم ,في تحقيق مشاريعهم الاستعمارية الجديدة كما تسخر الأحصنة والثيران لجر المحراث. وحين ينجحون في  تجسيد مشاريعهم على أرض الواقع, سيتعاملون مع هذه الأنظمة المعتدلة بسهولة وببساطة. فإما أن يبقوا على بعضهم على بعض الوطن الذي هم عليه الآن,أو يختصرونه ويقزمونه بقدر الإمكان التي تخدم مشاريعهم المعادية للعروبة والإسلام. أو ينفونهم, أو يقتلونهم ويصادرون أموالهم وممتلكاتهم, أو يطردونهم بحيث لا يلون على شيء,لأن جماهيرهم سئمت منهم ومن فسادهم وسرقاتهم وجور وطغيان أسرهم وفضائحهم التي تملأ الأفاق, وحينها لن تجد الإدارة الأمريكية معارضة من أحد ولا حتى من جماهيرهم على تصرفاتها وهذا يعطيها الفرصة, لتبدأ بتغيير الوجوه القديمة بوجوه جديدة يكونون الممثلون الجدد  في مسلسل يعرض على العالم من جديد.

 ومن لا يصدق هذا الكلام فليقرأ أو يسمع  بعض تصريحات وأقوال  من يجهدون في محاربة العروبة والإسلام.

فشارون قال بأن المبادرة العربية لحل الصراع العربي الصهيوني, لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به. وبعد سنوات كتبت معاريف مقالا قالت فيه: أن المبادرة العربية وفرت لإسرائيل فرصة شق كل من الصفين العربي والإسلامي, وأقرت بوجود إسرائيل بدون أن تكلف إسرائيل نفسها حتى الإقرار بالوجود العربي والحق العربي. ويهود أولمرت قال: بأن حربنا على لبنان  صيف عام 2006م حققت لنا نصرا سياسيا كبيرا, حيث أننا لأول مرة نخوض حربا بتأييد وبمباركة وبمشاركة علنية من بعض الدول العربية والإسلامية المعتدلة ضد بلد عربي وهو لبنان, وهذا لا يقدر بثمن ويعتبر نصرا لإسرائيل. والادارة الأمريكية وإسرائيل ترى في دول الوسطية والاعتدال: أنها دول تمنحهم الفرص الكبيرة, ليسلبوا من الأرض والنفط  والثروات العربية ما هم بحاجة إليهم, وقبولهم بكل ما تجود به كل من إسرائيل والادارة الأمريكية على العرب من الأمن والسلام والدور والإستقرار.

لو راجعنا تاريخ وحوادث وأحداث القرون الماضية. لوجدنا أن دول الاعتدال, هي سبب كل مصيبة وداء وبلاء. فبعض من أجدادهم هم من تآمروا على الدولة العثمانية مع الانكليز والأسبان والهولنديين والفرنسيين والبرتغال. وشكلوا على ثغور الوطن العربي محميات تأتمر بأمر المستعمر. والبعض منهم  لجأ حاكمه لقتل وإبادة كل أخوته وعمومه بمجزرة ,لكي يبقي حكم  الإمارة لبنيه وأحفاده من بعده. والبعض يقف متربصا لإجهاض كل مشروع وحدة أو إتحاد عربي , ليبقي على كيانه مستقلا بدولة أو إمارة ,أشبه بمزرعة  يرتع فيها وبنيه و الأحفاد. وبعضهم أعتبر تدخل الدول العربية في حرب فلسطين عام 1948م لا يفيد, ففلسطين بنظره لا يحررها سوى جهاد ومقاومة أبنائها الفلسطينيين , وأنهم لو فعلوها فهو مستعد لتقديم المال والسلاح لهم لهذا الغرض. ولكن أبنائه وأحفاده يقفون الآن ضد الفلسطينيين ويناصبونهم العداء,لأنهم يجاهدون ويقاومون كما أبيهم او جدهم قرر وأشار.  وبعضهم وقف سرا مع  كل عدوان صهيوني على العرب عام. وراح بعضهم يجهر بتأييده لعدوان إسرائيل على لبنان صيف عام 2006م. وبعضهم يتهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنه سبب هزائم العرب والمسلمين, في حين نرى بعضهم اليوم يريدون جر العرب غصبا وعنوة وبقوة الإرهاب والسلاح والهيمنة الأمريكية والإسرائيلية إلى الهزيمة والاستسلام والانصياع. وحتى الرضوخ لمنطق الاستعمار والاستعباد. ويكدس بعضهم الأرصدة النفطية وغيرها في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الغرب, والتي توظف لتغطية العدوان على العرب والمسلمين, والإساءة للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, و لتوفير القروض والمعونات والمنح لإسرائيل من استثمارات هذه الأرصدة والودائع النفطية. أشعلت بعض أنظمة الاعتدال نيران الفتنة بين العراق وإيران , وجروهما إلى حرب ضروس استمرت لثماني سنين.وهدرت  أرواح الملايين من العراقيين والإيرانيين, واستغلوا الحرب لإفقار البلدين وتدمير المفاعل العراقي, وشق الصف العربي والإسلامي, وذرعهما بالشكوك والحزازات. ثم انقلبوا على العراق وتآمروا عليه ووفروا كل جهد لضمان احتلاله وتدميره, وحتى أنهم توسلوا لإيران وتذللوا إليها أليها كي تشارك بالغزو على العراق. وهاهم الآن يعيدون الكرة مع إيران لتدميرها أسوة بالعراق. ويتهمون كل من عارض غزو العراق ويعارض أن يحل ببلد مسلم ما حل بالعراق, على انه منضوي في حلف فارسي إيراني ساساني. ويجهدون الآن ليحل بلبنان ما حل بالعراق. ففي العراق دعموا الشيعة لينتصفوا لهم من حكم صدام حسين السني كما يقولون. وفي لبنان يدعون أنهم يدعمون السنيورة لينتصفوا للسنة من الشيعة ومن بعض الرجالات السنية, ولينتصفوا لبكركي من سليمان فرنجية وميشال عون, ولينصفوا أمين الجميل وسمير جعجع وداني شمعون من موارنة لبنان. ويقفون متفرجين على ما ترتكبه إسرائيل من مجازر في فلسطين, وما تقوم بتنفيذه من محرقة في غزة بحق رجالها ونسائها وأطفالها.وصامتون على  ما ترتكبه أثيوبيا من مجازر بشعة في الصومال, وعلى ما يرتكب من جرائم في العراق بحق العراقيين عرب وأكراد وآشوريين ومن باقي الطوائف والمذاهب والملل. ويتهربون من دعم السودان, الذي تتآمر عليه كل من إسرائيل والادارة الأمريكية لتمزيقه شذر مذر, و لكي تسلخ عروبته. وكأن الأمر لا يعنيهم. حتى باتت سمة أنظمة الاعتدال هي:

  • في العراق أصدقائهم كل من يتعاون أو يقيم علاقات مع إسرائيل وقوات الاحتلال الأمريكي في العراق.

  • وفي لبنان أحبائهم من يتعاون او يقيم علاقات مع صقور الإدارة الأمريكية وسفيرها الفار فيلتمان.

  • وفي فلسطين أحبائهم وأصدقائهم كل من يتعاون مع إسرائيل ويشيد فيهم بوش ورايس وال/C.I.A/.

  • وأعدائهم كل من يتحالف مع سوريا , أو يدعم فصائل المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين والعراق, وكل من يزعج إسرائيل والإدارات الأمريكية وقوى الاستعمار, أو يقول ربي الله.

  • ويعادون سوريا ورئيسها بشار حافظ الأسد حفظه الله ورعاه, لأنه لا يريد لمخططات إسرائيل والادارة الأمريكية ومشروع الشرق الأوسط الجديد أن يتجسدوا واقعا على أرض العرب, ولا أن يروا النور.

لهؤلاء الذين أطلقت عليهم الإدارة لأمريكية وإسرائيل تسمية أنظمة الوسطية والاعتدال, ويتهمون  كل من لا يوافقهم الرأي والرغبة والموقف والقرار بأنهم منخرط في حلف إيراني,لتحقيق مصالح إيرانية   نقول: ليس بعدل ولا بعادل ولا معتدل ولا بمنصف في شيء,من وقف مباركا ومؤيدا وداعما لغزو العراق,أو يدعم فريق سعد الحريري وحكومة السنيورة في لبنان, ويدعم سلطة محمود عباس ومحمود دحلان في انقلابهم الآثم على حركة حماس,أو يعادي سوريا وفصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق.فالوسطية والعدل والاعتدال تعني: أن تتوسطوا وتعتدلوا وتعدلوا كما أمركم الله, لا كما يفرض من قبل قوى الهيمنة والاستعمار والامبريالية والإغتصاب وإسرائيل والادارة الأمريكية. وأن لا تنخدعوا بدعاوى وترهات وأباطيل وأكاذيب إسرائيل وإدارة الرئيس المجرم  جورج بوش وصقوره ومحافظيه,كما خدع الشيطان أبويكم من قبل فأخرجهما من الجنة.

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  01  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  08 / أذار / 2008 م