بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم جمهورية المنطقة الخضراء

- 20 -

تعريف الحرب الأمريكية

 

 

 شبكة المنصور

 الدكتور عبد الستار الراوي

 

عدّ الفقه الأمريكي الرسمي طبقا لتفسيره التحريفي لماهية الغزو العدواني عدّ الحرب علي العراق , حربا عادلة ,وذات مهام إنسانية شريفة , غايتها : نشر الحرية والديمقراطية وضمان حقوق الإنسان , فيما تبرهن الوقائع اليومية على النقيض من هذه الدعاوى ونفيا تاما لشعاراتها, فالسلوك الإمبراطوري للإدارة الأمريكية الذي ترجمته القوة الفظة العمياء على أرض أفغانستان والعراق يؤكد عودة الرجل الابيض الى هوس (الحروب المقدسة) وبروز النيوكولنيالية اوالاستعمار الجديد ذئبا مسعورا منفلتا في العالم بعد ان حاول ان يتخفى في ثوب حمل وديع , لكن الاقنعة سقطت كل اضاليل الحرب فالاهداف المدخرة سياسية واقتصادية وثقافية , تنتمي كلها إلى استراتيجية أمركة العالم و الهيمنة علي الدول والشعوب معا .

فالحرب الثانية التي شنتها الولايات المتحدة علي العراق (2003 ) بسلسلة لا أخلاقية من الاكاذيب السوقية , متحولة ومتناقضة في آن واحد :

- كدعوى البنتاغون :بـ (الحملة التأديبية ), لإيقاف مشروع العراق العدواني ,!!
- و(حرب إجتياح إقتناصية للشرق الأوسط ),من أجل وضع اليد علي النفط العراقي - وقيل أيضا أنها (حرب تحريرية ديمقراطية )!! .
هذه الأهداف الرئيسية الثلاثة من قبل الحكومة الأمريكية بترتيب مبعثر , في تصريحات مختلفة .
إن هذه التعريفات الثلاثة متناقضة بعضها مع البعض , لاسيما في التوقيت ,مما يطرح نظريتين جديدتين من التحليل الأسترايتجى عبر الأسئلة التالية :
- هل يمكن خسارة حرب بلا هدف ثابت ؟ !
- هل يمكن لحرب بلا هدف ثابت أن تنتهي ؟!
- هل بوسع القوات الأمريكية البقاء في العراق بالقوة والادعاء في الوقت نفسه أنهم يعملون على إرساء الديمقراطية فيه ؟!
- هل سيتمكن هؤلاء الادعاء بأنهم قادرون علي إعادة الازدهار الى البلاد ؟! وفي الوقت نفسه , وضع اليد علي النفط ؟!

مهما يكن , ومهما يقال , فأن هذه الحرب تشكل تحولا هائلا في التاريخ الاستراتيجي ,إنها حملة تقليدية مبتكرة كليا .يشير إلى ذلك ويوثقه : الأهداف السياسية المشوشة أو المضطربة العويصة,وليست الحرب بالتأكيد حربا استعمارية قديمة فقط .الا أنها جمعت في بؤرتها كل مافي زوادتها من تراث الماضي بصياغة بالغة الحداثة لذلك هي حرب من هذا الزمان . ولعلها أبشع الحروب التي عرفت حتى الان ليس بسبب الكلف المالية الباهضة ولابعدد الضحايا من المدنيين فقط , وإنما أيضا بموجاتها الصاخبة المجنونة التي تتواصل مخاطرها وأهوالها يوما بعد يوم على المستوى الاقليمي والدولي والتي خلقت بعد مرورخمس سنوات من إندلاعها وضعا مضطربا في العراق والمنطقة من الصعب إحتواءه في المدى المنظور, لكنها أيضا لقنت المعتدين درسا من الصعب على الادارات الامريكية المسحوقة واللاحقة أن تتجاوزه أو تنساه وهو الفرق المأساوي بين نزهة الموت الخاطفة والحرائق التي تنشب في حدائق الاوطان .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 06 محـــــرم 1429 هـ الموافق 14 / كانون الثاني / 2008 م