بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم ( جمهورية المنطقة الخضراء )

21

اللحظة الحاسمة

 

 

 شبكة المنصور

 الدكتور عبدالستار الراوي

 

اللحظة الحاسمة :
وصف خطاب الرئيس الامريكي الموجه الى العراق يوم 17-3 -2003 ، بخطاب : (اللحظة الحاسمة) ، بوصفه الانذار الاخير للعراق قبل الشروع بالهجوم عليه بثلاث ليال ، و بموجب مضامينه ومحتواه فقد منح بوش نفسه تفويضا مطلقا كما لو كان رب السموات والارض ، وقد أحدث الخطاب الذي إتسم بالأوامر والنواهي صدمة شديدة عبرت عنها الشعوب والاحزاب وجمعيات حقوق الانسان بحملات عاصفة من التظاهرات ، وبيانات الإستنكار والإحتجاج على الصعيدين الدولي والشعبي في مختلف أنحاء العالم ، فيما أدان فقهاء القانون الدولي وخبراء السياسة الدولية لغة الصخب والعنف ، الوادة في تلك الوثيقة الحربية من ضروب الوعيد لدولة ذات سيادة وحذروا من النتائج الوخيمة للسلطة المطلقة للامبراطور الامريكي التي يحاول بسطها في المجتمع الدولي على أساس غير قانوني مجاف لروح الشرعية الدولية وفاقد لاي مسوغ يجيز للرئيس الامريكي أن ينفرد بتوجيه إنذار حربي مباشر للدولة العراقية دونما تخويل أممي .
مثل هذا السلوك العدواني الذي تزمع الولايات المتحدة الإقدام عليه يعد سابقة سياسية خطيرة في العلاقات الدولية وتدخلا سافرا في الشأن الداخلي ، فضلا عن كونه يمثل خروجا على ميثاق المنظمة الدولية وقرارات مجلس الامن .

1- إفتتح بوش خطابه بتوجيه إنذار الى قيادة الدولة :

(.. على صدام حسين وأبنائه أن يغادروا العراق ، في غضون 48 ثماني وأربعين ساعة ، وسيؤدي رفضهم الى بدء نزاع عسكري في الوقت الذي نختاره ..) .

2- التزلف للعراقيين ، بالقول : ( إذا بدأت حملة عسكرية فإنها ستكون موجهة ضد الرجال الخارجين عن القانون الذين يحكمون بلادكم ، وليست ضدكم .. ) !!،

3- يعد الرئيس الامريكي في محاولة إستقطاب الشعب العراقي بتقديم المساعدة والوعود بمستقبل زاهر ، فيقول ( .. . وما إن يسحب التحالف السلطة منهم ، - (الحكومة العراقية) - ، سنوفر الاغذية والادوية التي تحتاجونها ، سنقضي على آلة الترهيب ، وسنساعدكم على بناء عراق مزدهر وحر ) .

4- ويستعيد الخطاب صوت النشاط المعادي الذي تزخر يإفتراءاته القنوات الامريكية او الموالية لسياسة البيت الابيض العدوانية : ( ولن يشهد العراق الحرّ حروبا عدوانية على جيرانكم ، ولامصانع للسموم ، ولاعمليات إعدام للمنشقين ، ولاغرف تعذيب ، ولا غرف إغتصاب ) !!

5- وبذات المستوى من الحرب النفسية يتنقل بوش بين قطبي الوعد والوعيد بين سعيه كسب ودّ الجيش العراقي من جانب ، وتحريضه على التمرد وعصيان أوامر القيادة من جانب آخر وبين التهديد المباشر : ( أحضّ كل عنصر في القوات العسكرية العراقية وفي أجهزة الاستخبارات في حال وقوع الحرب ألا يقاتلوا في سبيل نظام ,إنه يحتضر ، لايستحق أن تضحوا بحياتكم من أجله .. على كل العسكريين العراقيين والموظفين المدنيين ، أن يصغوا جيدا الى هذا التحذير ، في حال وقوع أيّ نزاع فإن مصيركم رهن بتصرفاتكم) ،

6- يختم سيد البيت الابيض خطاب اللحظة الحاسمة بتحذير صريح مباشر بصيغة الآمر العسكري المقترن بالتهديد والقصاص من الذين لاينصاعون للاوامر الامريكية أو يتجاوزوها فيتوعدهم بالويل والثبور وعظائم العواقب ، وفي مقدمة هذه الامور النفط الذي يعتبر أحد المفاتيح المركزية لإقتلاع بوابات العراق :

(لاتدمروا آبار النفط ، وهي ثروة يملكها الشعب العراقي ، لاتذعنوا لأي أوامر بإستخدام أسلحة دمار شامل ، ضد أيّ كان بمن فيهم الشعب العراقي ، ستتم محاكمات بتهمة إرتكاب جرائم حرب ، وستجري معاقبة مجرمي الحرب ، ولن ينفع القول : لقد كنت أتبع الاوامر ) ؟!!

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 محـــــرم 1429 هـ الموافق  20 / كانون الثاني / 2008 م