بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم ( جمهورية المنطقة الخضراء )

22

حرب الافكار

 

 

 شبكة المنصور

 الدكتور عبدالستار الراوي

 

حرب الافكار
مصطلح : حرب الافكار : إقرار أمربكي جاء بعد سلسلة من الاكاذيب والمكابرات ، حين إعترف العقل السيلسي في إدارة بوش بإخفاقه ، في إعتبار القوة قانون الحركة الاول ، وإن الحملات العسكرية على ما يُدعى بالارهاب ، فقدت تأثيرها بعد أن وصلت العمليات المسلحة الى أقصى مدياتها ، دون أن تنه العنف ، أو تجفف ينابيعه المتدفقة من جهات الارض كافة ، وإن النتائج المتحققة حتى الان تشير الى فشل الولايات المتحدة الذريع ، في إحراز نصر ملموس في الميدان العسكري ، وعلى الضد من كل التوقعات ، فإن (العنف المسلح) إستولد في العراق وأفغانستان والصومال مقاومة شعبية ، من طراز ربما يكون فريدا من نوعه في تاريخ الكفاح المسلح ، الى جوار المقاومة العربية الاولى في فلسطين ، هذا على الرغم من إسخدام القوات الغازية أنواعا من الاسلحة الذكية ، هي ذروة التطور التقني في العالم ، بالاضافة الى اعتمادها على نظام أمني وإسخباري هو الاكثر تطورا وحداثة في هذا العصر . ويعد نشر هذه الوثيقة متغيرا خطيرا ، وتحولا ملفتا للنظر في الرؤية الامريكية ، التي دأبت على بث إعلانات دعائية متفائلة مفعمة بآمال النصر ، نحو إدعاءات الناطق العسكري في العراق وهو يعلن بين عشية وضحاها بأن النصر بات قريبا على العدو في ميدان القتال ، ولم تبق الا جيوب صعيرة ستجري معالجتها خلال الاسابيع القادمة !!

السؤال الذي لم يجد حتى الان أي صدى في العقل السياسي الامريكي ، هو الى أي حد ستواصل الولايات المتحدة برنامج حرب الافكار ؟!! وأي نوع من الاعتمادات الفكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة أو في حوزتها مما يؤهل ماكنة العقل الاممبريالي على أن يجرب فكره المدجج يالاوهام والاساطير في ميدان حرب الافكار ، وهم الغاطسون في النتائج المعدة مسبقا من( دوجما) النظريات الجازمة (من لايقف معنا.. هو ضدنا)!! أما آن الآوان للعقل الامريكي أن يجرب ولمرة واحدة قراءة نقدية موضوعية للمشهد العراقي في ضوء حقائق إنجازات حكوماته الاربع ، وماهي الشروط الموضوعية التي وفرها للشعب العراقي لإقامة الفردوس الارضي على أنقاض الخراب الذي أحدثته ماكنة الحرب المتجبرة ؟! وهل بوسعه أن يكون شجاعا لمرة واحدة ليعترف أمام العالم بأن مشروعه السياسي مقيتا ومتخلفا وإن رصيد النظام السياسي الذي وصفتموه بالدكتاتوري أعاد وبلغة رقمية في ستة أشهر مادمرته إمبراطوريتكم وحلفاؤها في حرب الخليج الاولى ؟! وإن العراقيين نهضوا من تحت رماد الحرب والحصلر الدامي وشيدوا الجسور وأقاموا في وجه الحصار بيت الحكمة وفتحوا خمس جامعات ؟! وتفرض الاسئلة نفسها مرة أخرى :

ومتى وأين سيتوقف جنون القوة المسلحة ؟

في أي زمن أو عهد ستعود أمريكا الى رشدها؟ فتستبدل أوهام السوبرمان السينمائي بحقائق الواقع ، وتتخلى عن هوس السلاح ،

ولعل هذه الاسئلة الشبيهة بالدخان ستبقى معلقة في فضاء البيت الابيض الى عصر ظهور الاقطاب والاسباب واستعادة توقير الشعوب وارادة الامم والاحنكام للقانون في العلاقات الدولية.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 محـــــرم 1429 هـ الموافق  20 / كانون الثاني / 2008 م