بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

معجم ( جمهورية المنطقة الخضراء )

24

الفترة المظلمة

 

 

 شبكة المنصور

 الدكتور عبدالستار الراوي

 

الفترة المظلمة :

1- مصطلح تاريخي يطلق على الفترة التي أعقبت وقوع عاصمة الخلافة العباسية بغداد بأيدي المغول بقيادة هولاكو عام 1258 .

2- إستعادت بغداد المصطلح مرة أخرى بعد أن إئتلف الحال والمقال معا , فالقادمون ومنذ أن حلوا في العراق لم يعدموا وسيلة تقليدية أومبتكرة في الايذاء والتخريب إلا وجربوها . وإن رصيد الشعب المتراكم تحت وطأة الاحتلال من كوارث ومآس وماألم به خلال السنوات الخمس الدامية يزيد حجمه كيفا وكما, على كل الجرائم التي إرتكبها المغول آلافا مضاعفة مماأحدثه حفيد جنكيز خان في حملته البربرية ,مما يتعذر ان تجد مثيلا يساويه أويقترب من جرائمه التي فاقت باشكالها ومضامينها الأخيلة والأساطير مما لم تعهده الإنسانية من قبل في تاريخ الشعوب والامم , فمنذ زوال النظام السياسي الوطني في 9/4/2003 دخل العراق (الفترة المظلمة) في ظل تجارب سياسية متهافتة ذات ولاءات دولية واقليمية إعتمدت معايير متخلفة يتصدرها الرعاع واللصوص وقطاع الطرق ، تعتمد فتاوى وعاظ السلاطين من ذوي الافئدة المتحجرة، الذين أحلوا دماء المناهضين للعدو الأمريكي ، وأباحوا قتل المعارضين الوطنيين تحت دعاوى مضللة .

3- من بين سمات الفترة المظلمة الثانية نجتزئ الظواهر التالية :
أ- التقاليد العلمية الغائبة :

- هبوط المستوى التعليمي : المدرسي والجامعي الاولي والدراسات العليا , بعد أن أصبح تزوير الشهادات بأنواعها من الظواهر الشائعة بين ذوي المناصب القيادية وشاغلي الوظائف الرفيعة في الوزارات والمؤسسات الرسمية شجع عليها قادة الاحزاب السياسية , وقد إفتضح أمرعشرات المسؤولين في حكومتي الاحتلال الثالثة والرابعة ممن جلبوا شهادات مزورة بعد عودتهم الى العراق , خاصة أولئك الذين كانوا يقيمون في إيران , وإتضح أن كثيرا من الذين تسنموا مواقع العمل القيادي شبه أميين لم يحوزوا على حتى على إنهاء الدراسة الابتدائية ؟!!

وكل الذي جاهدوا في سبيله ، هو إستخراج شهادات من (كوجة مروي) في طهران مفصلة وفق قياسات الوظيفة المطلوبة ، أو مسؤولية المنصب القيادي الرفيع.

- ومن التزوير الى ظاهرة الغش الامتحاني المكشوف تحت حماية المليشيات , التي إقترنت بتسريب وبيع الاسئلة الوزارية , والتلاعب بالدرجات والنتائج للصفوف المنتهية , بعد أن إستولت الاحزاب الحاكمة على مقاليد التعليم وجعلت الافضلية في الفبول لاعضائها وأتباعها سواء في الدراسات الجامعية الاولية أوالدراسات العليا , وضربت عرض الحائط , بالتعليمات وأغمضت عينها عن الشروط والمؤهلات العلمية ، وأصبح الولاء السياسي والإنتماء الحزبي لهذه الجماعة أو تلك المسوغ في أفضلية القبول والنجاح أيضا ، وبغض النظر عن سعة أو ضيق هذه اللعبة اللاأخلاقية بأي من المعايير فإن الإستمرار فيها أو التواطؤ على غض النظر عنها ، من شأنه أن يطيح بما بقي من تقاليدنا العلمية ، وسينشئ أجيالا من الاميين في الاوساط الجامعية والخطر الاكبر في دائرة الدراسات الصرفة والتطبيقية .

- قد سادت الفوضى في الجامعات العراقية بعد ان اصبحت أجنحة الاحزاب المسلحة على حد أقوال ذوي الشأن وفرق (إدفع تقبل) , و(ورّق تنجح ) , صاحبة السلطان والهيلمان , ومن يجرؤ على مواجهة بلدوزر الإئتلاف الحاكم الذي لم يكتف بتدمير التقاليد العلمية , وإنما زاد عليه أن إصطنع لكوادره السياسية فصولا لتسريع التحصيل الجامعي لاتزيد مدتها الاكبرية سنتين دراستين , تمنح خريجيها شهادة البكالوريوس في الاختصاص الذي يحدده الإئتلاف الحاكم . والشئ نفسه في الكليات الحزبية التي أنشأتها الاحزاب خلال السنوات الخمس الماضية في ظل الاحتلال , أما منح الشهادات العليا فقائم على قدم وساق ,

- شملت شبكة التخريب النواحي التربوية فسعى القائمون على المناهج والمواد الدراسية الى قلب المفاهيم والمدركات الوطنية بأخرى تدعو الى الى التجزئة والانقسام , وتمجيد الحركات المعادية للامة العربية والإنتقاص من تاريخها وتراثها , ومحاولة تأويل الوقائع التاريخية الى النقيض من المعاني والدلالات الايجابية طبقا للمصالح والغايات الايديولوجية لتشويه تاريخ العراق والحط من مواقف العراق القومية تعزيزا للنهج المعادي للعروبة ، الذي دأبت عليه القوى المساندة للاحتلال منذ هيمنتها على مقاليد السلطة في البلاد ,

ب- تعطيل القوانبن :

- بفرض قانون الطوارئ , قانون الارهاب , تعليق الاجراءات القضائية , وإنزال عقوبات الموت الجماعي المصحوب بالتعذيب, وإلقاء جثث الضحايا في أطراف العاصمة أو رميها على قارعة الطرقات , والاعلان في اليوم التالي عن عثور قوات الامن الحكومية على جثث مجهولة الهوية ؟!!!

ج- الأمن الغائب :

- في بلاد تمرح فيها العصابات السياسية التي تعرف بميليشيات الاحزاب وشركات القتل الاجنبية وهي تعيث فسادا في المجتمع وتواصل عمليات القتل والخطف والابتزاز ، دون رادع يحد من إستهتار هذه الفئة الضالة أو عقاب يلاحق القتلة والمجرمين ، فلا أمن للناس ولاأمان ليس في دار السلام وحدها بل أصبح الامن سائبا في جميع محافظات العراق بإستثناء المنطقة الشمالية ، ويبدو أن الأفضلية في قضية الأمن للكتلة الحكومية , إذ يقتصر فقط على توفير الحماية الكلية لمسؤلي العملية السياسية واحزابها وانصارها ومريديها في نطاق المنطقة الخضراء , والرقعة السكنية المغتصبة في الجادرية التي تسمى الان ( البدرية ) نسبة الى ميليشيا بدر وصاحبها المجلس الحكومي الاعلى . حيث تحظى إمبراطورية الائتلاف الحاكم بجيش جرار من الحرس الخاص ورجال الامن.

د-تردي الرعاية الصحية :

بمجب تقارير منظمة الصحة العالمية الى أدنى مستوياتها , وعودة الامراض السارية والمعدية التي قضى على أسبابها الجهاز الصحي العراقي منذ أربعة عقود من الزمن , الى جانب ذلك كله هو تراجع دور في وزارة الصحة في تقدبم الخدمات الوقائية والعلاجية والدوائية في المستشفيات الحكومية على صعيد محافظات القطر بإستثناء منطقة الحكم الذاتي .

هـ- تشمل الفترة المظلمة تفشي البطالة , المافيات العصابات الاجرامية , المخدرات .

و- تفشي المحسوبية والمنسوبية في دوائرالحكومة وانفجار الصراعات الحزبية بين قادة العملية السياسية على المواقع والمناصب والنزاعات الدموية بشأن إقتسام عوائد سرقات النفط في البصرة ، والشئ نفسه يقال عن فضائح الفساد الاداري والمالي الذي بعم ديوان الدولة بسلطاتها الثلاث ، المتورطة حتى العظام في إغتصاب العقارات ونهب الاموال العامة بإعتراف صريح على لسان رئيس النزاهة الذي آثر الهروب خارج العراق لدواعي الراحة والإستجمام !!!..

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 15 محـــــرم 1429 هـ الموافق  23 / كانون الثاني / 2008 م