بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل من واجب المرجعية الدينية .. تعاطي السياسة ؟

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 د. الحارث

 

من الأمور الغريبة في بلدي العراق الذي يسير فيه كل شيء ( بالمقلوب ) وعكس التيار دائماً ، وألا بماذا نفسر دعوة المرجعية الدينية في النجف الى الحكومة العراقية والى الساسة العراقيون ، إن يتريثوا في عملية التوقيع والموافقة على الاتفاقية الأمنية طويلة الامد بين امريكا والعراق والتي يجري حاليا البحث فيها على أعلى المستويات بين المحتل والحكومة ، حيث توصي المرجعية ( العتيدة ) الحكومة والجانب المفاوض في هذه الاتفاقية إن يكون هناك نوع من التفاهم والاستفادة من هذه الاتفاقية الى ( اقصى ) مدى ممكن حتى تعم هذه الاتفاقية بالخير العميم والفائدة الكبيرة على المواطن العراقي الذي بدأ لا يعرف اين يقف ؟ والى اين يسير ؟ وكيف يفرز بين السياسة ورجال الدين المسيسين واللذين يسيطرون على المواقع الحساسة في هذه المرجعيات .

حيث بدأ المواطن لا يثق بمرجعية هؤلاء ، لان مصالحهم أهم من مصلحة الشعب العراقي ، فهل يوجد في قاموس ما أو شريعة ما أو في الدين الاسلامي الحنيف الذي يرفض ( الاتفاق ) مع العدو ضد ابن الوطن ، وهل يعقل ان يمارس ويتاجر في السياسة باسم الدين ، وهل توجد مرجعية تتعاون مع عو غزا بلدنا .. !!! والله يعلم ليعجز القلم واللسان إن يدون ما يحصل على ارض الرافدين من تشويه معالم الدين الاسلامي الحنيف ومن تمزيق النسيج الوطني لهذا الشعب الاصيل ، يعجر القلم واللسان إن يدون عن حزباً يدعي الاسلام ويجاهد في سبيله .. ويدعوه مريدوه ان يتعامل مع العدو ويوقع اتفاقيات ( مريبة ) مع المحتل ويساوم على قرارات من اجل غاية شخصية ، ومن هنا يتضح ان هذا الحزب وسواه من الاحزاب الطائفية تساوم على تقسيم العراق بالكامل .

لقد وجد المحتل ضالته هنا في العراق بعد ان غزا بعض العقول العفنة من الذين يتشدقون بالدين ، ويعملون من خلال السياسة على قتل وتشويه روح الاسلام وخصوصاً في العراق الذي كان عصياً ولازال على كل الساسة الغربيون والصهاينة والعملاء من شق وحدة هذا البلد وان ( الطائفية ) المقيتة هي السمة الواضحة في المجتمع العراقي .. أقول استطاعت امريكا وبمساعدة إيران ان تلعب على وتر الطائفية كما فعلت ومهدت إيران في لبنان وفي فلسطين المحتلة ولتمزيق وحدة المسلمين من خلال شعار ( مقاومة ) العدو وهي تروم من ذلك قتل ( المقاومة ) ، لقد ظل العراق البلد الوحيد قبل الاحتلال الذي لم تمزقه الطائفية طيلة هذه السنين وظل العراق شامخاً رافضاً كل مشروع لتقسيمه وتقسيم الأمة العربية الا بعد ان تآمرت عليه وتكالبت عليه الذئاب من عرب الجنسية والصهاينة والفرس حتى غزت امريكا العراق بحجة الدفاع عن الأكراد في الشمال وبالدفاع عن الشيعة في جنوب العراق ولهذا فرضت امريكا في عام 1991 منطقتي الحظر الجوي في الجنوب والشمال .. وفعلا عندما غزت امريكا العراق نفذت هذا المخطط بتهميش العراق وتحطيمه من خلال محاولة تمزيق الدين الاسلامي والذي يعلم الأمريكان واليهود من إن سر قوة العرب والمسلمين في دين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فأن ضاع الدين ضاع الوطن .

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  02  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  09 / أذار / 2008 م