بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نجاد في ضيافة الامريكان .. وليس ضيفا على العراق

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

سيقوم رئيس الدولة ( الجارة ) ايران بزيارة تأريخية الى العراق قريبا وبدعوة من (الشعب!) و(القيادة!) لغرض توثيق التعاون (الأخوي !) وتعميق العلاقات الستراتيجية التي تربط البلدين..وتتكتم الاوساط الحكومية والحزبية و(الدينية!) عن توقيت ومنهج وابعاد وطبيعة هذه الزيارة والاستعدادات لها. 

-         سيتزامن توقيت موعد الزيارة مع حدثين مهمين .. 

الاول.. هو توقيتات أحداث الشغب والغوغاء عام 1991 التي قامت بها المخابرات الايرانية والحرس الثوري وفيلق بدر والتي (ساهم بها نجاد نفسه ) ودخولهم الى جنوب العراق وتعرضهم للجيش العراقي المنسحب من المعركة وقتل عشرات الآلاف منهم بدون تحقيق وبدون تدقيق الهوية او (الدين والطائفة!) وبشكل همجي يشبه الافلام الامريكية التي يصورون فيها ظهور الاموات من قبورهم والهجوم على اي شيء متحرك ..وقد لقى هؤلاء الشهداء حتفهم بالرصاص الايراني وهم موثوقي الايدي والارجل وعلى شكل مجاميع كبيرة تقف على حافة حفر عميقة كانت معدة لهم مسبقا  كقبور جماعية ..وهي نفس القبور التي صوروها بانها القبور الجماعية التي قام بها  النظام السابق ويذكر القادة الضباط كيف قامت قطعاتنا الباسلة تحت تأثير القصف الجوي الامريكي العنيف بدفن الشهداء الذين اغتيلوا ورميت جثثهم في الطرقات والانهار..واتجهت هذه المجاميع المجرمة لتنال من مناضلي الحزب والمحافظين ومدراء الدوائر ومنتسبي الاجهزة الامنية في كل محافظات الجنوب والفرات الاوسط حيث تم اقتيادهم بعد ان نفذت ذخيرتهم بعد مقاومة بطولية عنيفة وتم اغتيالهم امام عوائلهم واطفالهم واحرق البعض منهم وهم احياء وتم التمثيل بجثثهم.. ثم لتقوم زمر الغوغاء الايرانية بالاستيلاء على الدوائر الحكومية وحرق سجلات السجل العقاري ودوائر الاحوال المدنية والطابو وبدات بسرقة وحرق كل مؤسسات الدولة بما فيها المستشفيات والجامعات والمدارس والاسواق والمستودعات..وستكون هذه المناسبة فرصة لنجاد والحكيم والمالكي واركانهم لاستعادة ذكريات ومجريات (الانتفاضة الشعبانية الشعبية!) وكيف أن (ما أقترف من أخطاء في حينه قد تم تجاوزه عام 2003 )..  

والثاني..تزامن الزيارة مع ( الضجة الاعلامية ) التي تشير الى نية الولايات المتحدة لاتخاذ قرار بشان عقوبات جديدة على ايران بسبب ملفها النووي ..وما أشيع عن التلكوء الحاصل في تحديد مواعيد اجتماعات اللجنة الامريكية الايرانية برعاية عراقية بخصوص أمن واستقرار ( العراق!) ..وكيف سيساهم الطالباني والحكومة العراقية والاحزاب الدينية ومن خلال ( وزنها!) و(تأثيرها!) ان تقنع الادارة الامريكية بدور ايران (الايجابي !) في امن واستقرار العراق وستكون هذه الزيارة مناسبة للقاء مباشر بين القيادة الايرانية والعراقية ومسؤولين من الادارة الامريكية لتقريب وجهات النظر بصدد التخفيف عن ايران مقابل ان تلعب ايران دورا اساسيا في (تأمين الحماية للامريكان لاكمال اهدافهم ومساعدتهم للتملص من المستنقع العراقي ) ومثل هذه الصفقة لايمكن ان تتم الا بوجود نجاد وعلى أرض العراق وسيكون الثمن هو ( تسليم العراق الى ايران ) وسيستفاد كل من الايرانيين والامريكيين و(قيادتنا الحالية البالية والذليلة !) وسيكون شعب العراق هو الخاسر الاول والوحيد في هذه الصفقة اللاأخلاقية والمشبوهة . 

-         أما منهج الزيارة وطبيعتها وماسيرافقها من استعدادات فان الطالباني سيقوم باستقبال حاشد (لضيفه الكبير !) والذي اجتهدت الحكومة والاحزاب الدينية كثيرا ومنذ زمن بعيد لتنظيم واختيار المدعوين وحسب توجيه واوامر السفير الايراني في بغداد وطاقم اطلاعات الايرانية الذي مضى على وجوده اسابيع في التحضير للزيارة بالتنسيق مع عمار الحكيم وهادي العامري ومستشاري رئيس الوزراء ..وستهلل المآذن ودور العبادة بالتكبير (الله أكبر ) بعدد (21 تكبيرة ) ترحيبا بمقدم ( ناصر المستضعفين العراقيين !) وقاتل الوطنيين فيهم بدل اطلاقات المدافع التي تحي عادة الضيف القادم لثلاث أسباب رئيسية : الاول .. أن الجيش العراقي ومغاوير الداخلية وفيلق بدر لا تملك مدفعية وحتى اذا كانوا يملكون عدد منها من (جيش النظام السابق) فغير مسوح لهم باستخدامها حسب الاوامر الامريكية الصارمة والصادرة من بيتريوس نزولا الى الضابطة الامريكية المسؤولة عن المطار..وثانيا..ان الجيش الامريكي هو صاحب سلاح المدفعية في العراق وهو لن يرحب برئيس جمهورية ايران باطلاقه الطلقات لان ذلك يخالف (الارادة الامريكية السياسية والعسكرية الرسمية والمعلنة!) التي ترى في نجاد والنظام الايراني وراء مقتل العديد من الجنود الامريكان!..وثالثا..لان اسلوب الترحيب هذا وفي هذه الايام ومع الرئيس الايراني أمر مرحب به من قبل المراجع الدينية بشدة والذي يمثل دلالة كبيرة على عمق العلاقة الدينية مع النظام الايراني ولو انهم كانوا يفضلون اضافة مع كلمة الله أكبر ( اللهم صلي على محمد وآل سيدنا محمد وحسب اللفظ والجر المالوف لديهم!)..ولا نعرف هل اعد موفق الربيعي خلال الاستقبال فقرة الهوسات والرقص مع الهتاف خلال الاستقبال والتي سبق ان قال عنها في ظرف جريمة الاغتيال الكبرى  المعروفة بأنها (عادة عراقية تعبر عن الفرح والغبطة !)..وسيأتي للاستقبال كل (المحبين الشغوفين بأن تطأ قدم نجاد ارض العراق!) وسيخفي الامريكان (كلاب الحراسة جانبا ) وسوف لن يطلقونها مهما ازداد نباحها ومحاولتها التوجه نحو الوفد الذي يرونه من بعيد!..وسينطلق الموكب (بالضيف) الى المنطقة الخضراء..وسيحل الرئيس نجاد معززا ومكرما بضيافة القوات الامريكة ..لان حماية هذه المنطقة هي من مسؤوليتهم بشكل مطلق وتفتيش الداخلين والخارجين امر مفروغ منه ولا نعرف كيف سيعالج موفق الربيعي هذا الموضوع حيث ان التعليمات تشير الى اعفاء كبار المسؤولين فقط من ( تفتيش الكلاب الامريكية!) أما تفتيش السيارات والاشخاص وغيرها فلا يوجد شخص مستثنى بما فيه رئيس الجمهورية!!..وستشهد فترة مكوث (الضيف) في المنطقة الخضراء رشقات عديدة من صواريخ وهاونات المقاومة الوطنية العراقية البطلة وستهز (مضيفه!) العامر بالخونة وسيعلم جلال الدين الصغير الحضور كيفية التصرف في حال سقوط عدد من هذه الصواريخ في وسط ( المضيف!) لانه صاحب تجربة في ( الهروب والانبطاح!) 

بعد ذلك سيعقد الطرفان العراقي والايراني اجتماعا موسعا ..يستهل باعلان الرئاسة على تصديقها لحكم الاغتيال الصادر بحق المقاتل البطل علي حسن المجيد مع تبرير لأسباب تأخر المصادقة على بقية الاحكام والتي سيصر الوفد الايراني على مصادقتها وتنفيذها بأسرع وقت.. وسيظهر نصير العاني وعلي الدباغ وموفق الربيعي ليعلنوا ان المباحثات كانت (شفافة!) و(في منتهى الصراحة والموضوعية!) ونوقشت (كل الامور العالقة بين البلدين!)..وسيكون أغلب الحديث خلال الزيارة عن الاجراءات العملية والقرارات التي أصدرتها الحكومة العراقية ( أخذا بثأر ايران !) من كل شرفاء العراق من مناضلي الحزب وكفاءات الدولة وضباط الجيش العراقي الشهم ومنتسبي الاجهزة الامنية الابطال وكيف ان قراراتهم واجراءاتهم طالت أطفال وأقارب من شارك في (العدوان على ايران!) وملاحقتهم في الداخل والخارج ..وسيقدم هادي العامري وعمار الحكيم والعنزي كشفا بالاسماء التي تم اغتيالها وفقا لقوائم الاسياد الايرانيين وقائمة بأسماء (الابطال !) الذين قاموا بعمليات الاغتيال الفردية والجماعية لهؤلاء الشهداء وعوائلهم والتدمير والحرق والنهب والملاحقة ..وسيامر نجاد بتكريم هؤلاء المجرمين بانواط ايرانية تقلد لهم باحتفال مهيب في طهران!!..  وسوف لن يتطرق احد في هذا الاجتماع الى (ديون ايران على العراق! من جراء الحرب!) لان هذا الموضوع من اختصاص الحكيم وسيكون على رأس جدول أعمال مناقشاته معه .. ومثلما سوف لن يعلن عن اجتماعات نجاد او عدد من مستشاريه مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومع قادة الجيش الامريكي وموظفي السفارة الامريكية في بغداد بحضور السفير الايراني في بغداد وموفق الربيعي لغرض مناقشة سبل تفعيل آلية التعاون وأذابة الجليد في المباحثات المشتركة بينهما على مستوى السفراء بشان امن واستقرار ( القوات الامريكية ) قبل مشكلة ( امن واستقرار العراق ) فانه أيضا سوف لن يعلن عن عدد من الزيارات التي سيقوم بها نجاد مع ( رفاق الانتفاضة القدماء !) الى عدد من الاماكن التي كان يتواجد بها في ذلك اليوم من عام 1991 على ارض العراق وسيتبادلون (النكات!) وهم يتذكرون صراخ الاطفال والنساء خلال قيامهم باعدام العدد الكبير من آباءهم وأخوانهم واولادهم من ( رجال النظام الوطني السابق ومسؤولي الاجهزة الامنية ومنتسبي الجيش العراقي الباسل وكيف تم التمثيل بهم !) وسوف يقراون ( وهم تحت تأثير المسكر او المخدر!) الفاتحة (ترحما) على العديد من (مقاتلي الثورة الايرانية ) الذين لقوا حتفهم في هذه الاماكن .وكذلك سوف لن يتطرق أحد الى الاسرى العراقيين  من حرب القادسية والذين يقبعون في سجون ايران منذ أكثر من 25 عاما لايزال مصيرهم مجهول لحد الآن ..لأن هؤلاء السجناء والاسرى هم اعداء (النظام العراقي الجديد!).. وستنتهي الزيارة ببيانين ختاميين ألأول ..رسمي لا يحوي على شيء جديد وغير معروف والثاني.. سري ..يرهن العراق الى ايران الى حين..  

وعلى الرغم من ان أجهزة مخابراتنا الوطنية الجسورة تعرف الكثير عن منهج الزيارة واستعداداتها الا ان المواطن العراقي يتسائل.. 

هل ستحط طائرة نجاد في مطار صدام الدولي أم في قاعدة الاسد الامريكية الجوية ؟..سيما وان كل أنظمة التحكم والملاحة والمراقبة الجوية في سماء العراق تدار من قبل الضباط الامريكيين ويجري اصدار الاوامر لها من قطر.. 

وهل سيرافق طائرة (ضيف العراق!) سرب من مقاتلات  F-16 الامريكية لحين هبوطها في أرض المطار ؟ وماذا سيكون رد فعل هذه المقاتلات ازاء سرب المقاتلات الايرانية التي سترافقه لحد الحدود العراقية؟؟ 

ولماذا لم ينتظر نجاد ( عدو امريكا اللدود!) لحين انسحاب الامريكان من أرض العراق ليقوم بهذه الزيارة لكي تكون زيارته في ضيافة حكومة عراقية مستقلة ..وليس كما يحدث في هذه الزيارة التي ستكون من بدايتها الى نهايتها بضيافة الامريكان وحمايتهم ورعايتهم!! 

    أما رد المقاومة الوطنية العراقية على هذه الزيارة فهوقادم غدا.. 

    وان غدا لناظره قريب..  

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  23  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  01 / أذار / 2008 م