بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الآخرون .. والفروسية الفارسية

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أعداء العراق بلا مباديء وبلا قيم وبلا شرف وبلا فروسية .. 

يقول مجلس رئاسة الاحتلال وحكومة العمالة والذل ومجلس النواب العراقي الاسم والايراني المنهج أن قوات الجيش الوثني والداخلية وتشكيلاتها غير قادرة على حماية حدود العراق من أي تهديد خارجي.. وظهر وزير الدفاع ليعلن صراحة ان العراق يحتاج الى عشر سنوات قادمة وبوجود القوات الامريكية ليصبح قادرا على الدفاع عن حدوده وجاء هذا اللقاء متزامنا مع توسل هوشيار زيباري بالرئيس الامريكي لاعلان عدم تخليه عن العراق وحكومته والبقاء في العراق بشكل طويل الامد والظاهر ان ذلك سيتحقق من خلال المعاهدة الخاصة بذلك والتي ستبدا المناقشات بصددها في وقت قريب .. 

وماذكر آنفا ليس فيه شيء جديد.. 

الجديد والغريب هو اعلان الحكومة العراقية إن : (جهودها المتواصلة أثمرت عن وصول عدد قوات وزارة الدفاع العراقية إلى (14) فرقة عسكرية بعدد كلي يصل إلى (250) الف عنصر من الصنوف المختلفة، فيما إرتفع عدد قوات وزارة الداخلية إلى أكثر من (450) الف عنصر، بالإضافة الى قوات حماية المنشأت وتصل نسب الزيادة الى حوالي 70% !). 

ويقول البيان ان هذه ( الانجازات !) رافقتها زيادة في مبالغ مشتريات الاسلحة والمعدات( لتبلغ6,6 مليار دولار خلال الفترة من  2004 الى  2007  وبزيادة قيمتها 28% للاشهر  كانون الثاني وشباط من عام  2008 فقط !)  

وبحسابات بسيطة ..وحيث ان الفترة التي حددها وزير الدفاع لتتمكن القوات العراقية من (التصدي لأي عدوان خارجي ) هي عشر سنوات من الآن وحددها بالضبط بسنة (2018).. وبموجب جداول حسابات المختصين ستحتاج الوزارة الى مبلغ 22 مليار دولار في أقل تقدير لهذه الفترة.. 

 وبنسبة زيادة (20% ).. 

 ,مع زيادة الاسعار بنسبة مماثلة و(حصص اللجان والمقربين بنفس النسبة !) واضافة كلف استبدال المعدات القديمة وهكذا لنصل الى رقم يصل الى (60 مليار دولار !) .. 

عندها سيفاجأ ( وزيري الدفاع والداخلية وزمرهما ..بأنهم في حالة بقاء المحتل والحكومات الذليلة ..الى عشر سنوات قادمة !) بسكوت الاصوات التي لازالت لحد الآن تنعق بأن (النظام السابق صرف مليارات الدولارات على التسليح والصواريخ والحرب!!!)..وسيفهمون (بعد عشر سنوات!) وسيدافعون امام (دولة رئيس الوزراء  وقائدهم الأعلى ) عن ان منهج (النظام السابق ) كان صحيحا ! وهو لم يصرف كل هذه المليارات على (صفقة المسدسات الامريكية! ) و (الطائرات المستعملة !) و(عجلات القتال المعاد تاهيلها!) و( التجهيزات العسكرية للجندي التي لا يملك احد خبرة بها الا الشركات الكردية!)..بل صرف أقل من عشر هذه المبالغ لبناء جيش قوي حديث تخاف منه الدول العظمى التي تحلم بابتلاع العالم.. 

وستطبق الولايات المتحدة والحكومة العميلة نفس مفاهيمهم المزدوجة المعايير التي يستخدمونها مع الشعوب والاحزاب والدول في ان ( ما لا يصح لغيرهم يصح لهم !) .. تماما مثلما فسروا الغوغاء الايرانية في القتل والنهب والسلب والعصيان المسلح على الدولة عام 1991 بأنها (ثورة شعبية!) وان ما يجري من مقاومة في مدن العراق للقوات الامريكية الغازية الآن ورفض لسياسة السلطة العميلة بانها ( عمليات ارهابية !) ..وفي الوقت الذي يحاكم فيه الآن من دافع عن العراق ويكرم في نفس اليوم من يهاجم العراقيين الابرياء والبسطاء ويهدم دورهم ويقتل أبناءهم ..وكذلك ما يطرحون من ان التمرد والعصيان المسلح الكردي على كل حكومات العراق المتعاقبة والتعرض للجيش والشرطة والابرياء من الناس هو ( حركة تحررونضال شعبي !) في حين ان كل عمليات حزب العمال الكردستاني السياسية والعسكرية هي ( عمليات ارهابية!)..

 

هذا من جهة ..

 

ومن جهة أخرى ..هل سيبلغ عدد الفرق العسكرية عام 2018 ( حوالي 60 فرقة !) ضمن نفس نسب الزيادة التي يقولون عنها ..وعندما يصل تعداد الجيش الوثني الذي شكل صوريا فقط لحماية العراق وبدون أي مهمة وطنية او قومية الى ضعفي تعداد الجيش العراقي السابق من حيث العدة والعدد !!..هل سيتوقف نعيق الغربان الذين لازالوا يقولون ويتسائلون: ( ماذا كان النظام السابق يهدف لتشكيل 30 فرقة؟!!) ..وهل سيجد المطبلون انفسهم في حيرة من امرهم بين الاقرار بصحة توجه ومنهج (النظام السابق ) أم سيرغمون لتطبيق نفس المعايير المزدوجة هنا أيضا؟؟.. 

واذا عدنا الى تصريح وزير دفاع العراق المحتل عندما قال : ( كان للعراق قوة يخافها الآخرون وهذه القوة قد دمرت الآن!) ..فان وزير دفاع العراق المحتل يعرف جيدا ماذا  كان يقصد.. ومن هم هؤلاء الاخرون الذين كانوا يخافون قوة العراق وكيف سعوا الى تدميرها وساعدهم في ذلك من جاء معهم وروج لمشاريعهم؟ .. 

وهل (الآخرون ) في زمن (النظام السابق ) هم نفس (الآخرون ) اليوم؟... 

وهل سيضمن هذا الوزير وحكومته وقائده أن ( الاخرين هذه الايام سيخافون من قوته التي سيشكلها بعد عشر سنوات والتي ستبلغ 60 فرقة عسكرية ومليوني شرطي ومغاوير داخلية وبمعدات وأسلحة كلفته 60 مليار دولار !) .. 

خاصة وان قائمة (الاخرون تتربع على عرشها اليوم ايران وتركيا !).. 

بينما  في زمن النظام الوطني السابق كانت الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا تحتل المراتب الاولى الثلاث في القائمة !!..لأن النظام الوطني العراقي أقبر وللأبد أحلام ايران بالنظر للعراق والاقتراب من حدوده ..ومنع حكام ايران من مجرد التفكير بمد اليد نحو حدود العراق الملتهبة التي تقطعها .. 

ولقد مكنت الولايات المتحدة اليوم ايران من أن تصل للعراق وتدخل مرحبا بها في عمق اراضيه ونسيجه الاجتماعي وسلطة الدولة فأصبح خطرها على العراق كبير لدرجة انها بدأت تشكل الحقيقة الأكبر في ( التعبئة العسكرية المجردة لا العملياتية الحقيقية اليوم!) .. 

وسيكون بامكان القوات الايرانية القفز الى مدن العراق وقتما يقررون!.. 

ولكن الايرانيون سوف لن يفعلوا ذلك اليوم !... 

وسينتظر الايرانيون ( اصدقاء وجيران العراق وأقارب وعشائر الحكيم والمالكي ووزيري الدفاع والداخلية والعامري) عشر سنوات أخرى قادمة وربما أكثر الى ان يستطيع ( جيش العراق الجديد بكل دعم الولايات المتحدة الامريكية !) من استعادة قدرته للدفاع عن العراق! .. 

ليصبح (خصما يليق لايران ان تقاتله!).. 

ثم تقوم بشن الحرب والانتصار عليه .. لجعل الصراع أكثر عدلا وتكافئا .. 

وانطلاقا من مباديء الشرف والفروسية الفارسية!..  

أما اذا كان منهج (الدولة العراقية اليوم ) يقول ان (الآخرين) هذه الايام وفي المرحلة اللاحقة هم البعث والمقاومة الوطنية العراقية؟!.. 

فنحن نقول.. 

دعوها أينما تمطر..فخراجها لنا.. 

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء  /  27  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  05 / أذار / 2008 م