بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

ابن البصرة الأسيرة

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

بعث لنا أحد المغرر بهم من محافظة البصرة ثغر العراق الباسم  برسالة من بريده الالكتروني :

Ali shibly" <alishibly@hotmail.com>

يتهجم فيها بلغة المالكي والحكيم والطالباني وهادي العامري والصغير وعلي خامنئي والسفير الايراني في بغداد .. بلغة فيها تعابير تشبه تلك التي تتداولها  مجاميع البعض الذين يكملون سهراتهم في (القاعدة البريطانية ومعسكرات الجيش الامريكي ليلا بعد ان ينهوا دوامهم الرسمي في المحافظة ومقرات احزابهم !)..وسوف لن نجيب عليه كما هي سياستنا التي تترفع عن مجاراة هؤلاء المغرر بهم من أبناءنا وأخوانا اذا كانوا كذلك ..الذين وان طال الزمن سيعودون الى الصف الوطني والى جانب العراق ..اذا اراد الله لهم الخير .. 

كانت الرسالة تعبر عن حقد دفين وضحالة في التفكير والتعابير ..ولكن العبارة المؤلمة الوحيدة في هذه الرسالة كانت انه بدأ وختم رسالته بانه: ( ابن البصرة المحررة!) .. 

وكنت اتمنى عليه لو انه بدأ وختم بعبارة ( ابن البصرة الأسيرة) أو على الأقل لكي يتجنب تأنيب الضمير على الأقل ليس الآن ولكن بعد حين حينما تعود الامور الى نصابها ويرجع الحق الى اهله ويهرب من (حرر العراق ) بعد ان دمروه وحطموا بناه الاساسية والعمرانية والانسانية ..بعد ان سرقوه بالكامل حيث بدأوا بالمصانع والمعامل وكل آليات البلديات والدوائر والاشخاص ثم توجهوا الى كل أغلفة اطلاقات المدفعية وكل ماله علاقة بالمعادن واكوام  الحديد ثم سارعوا الى مخازن الدولة ومحتويات دوائرها والمستشفيات والمدارس والجامعات ومحطات وأعمدة وأسلاك الكهرباء  ومحطات المياه والمجاري وفككوا كل معداتها وقاموا بتهريبها خارج المحافظات والعراق ..ثم قاموا باحراق دوائر الطابو والسجل العقاري ودوائر النفوس ودوائر الدولة الاخرى بعد ان نهبوها..هؤلاء الذين ( حررو البصرة ) الذين استباحوا المقدسات والمحرمات بالنهب والسلب والقتل .. 

وبعد ان فرغ ( المحررون ) من سرقة العراق ووزاراته ومؤسساته وقواعده ومعسكراته ودوائره ومنشآته ومعداته ..وأفرغوا البنوك والمصارف من أموال الشعب ومدخراته ..وما حدث للبصرة ليس بخاف عنا ..وحتى مياه شط العرب لم تسلم من نهمهم وجشعهم ..بعدذلك توجهوا بحملة منظمة لقتل واغتيال كل كفاءات وخبرات وكوادر العراق من ضباط وعلماء ومهندسين واطباء واساتذة جامعيين ومدرسين ومعلمين  ومفكرين ووطنيين وشردوا عوائلهم ونهبوا ممتلكاتهم وبيوتهم..ووصل الامر بالبصرة الى حد ملاحقو واغتيال كل أعضاء حزب البعث مهما كانت وظيفته وخلت الاحياء التي كانت تحتضن الطوائف والاديان الا من طائفة واحدة وأرغموا النساء على ترك ازواجهن ..والرجال على طلاق زوجاتهم وحطموا المجتمع العراقي وزيفوا تأريخ نضاله الحافل وشرعوا فرمانات الذل والخيانة بحيث أصبح المجرم الخائن والجاسوس للاجنبي والسارق ( مناضل ووطني ) وصنفوا المقاتل ومقاوم المحتل ( بالخائن والارهابي ) .. 

الذين ( حرروا البصرة ) جعلوها سجنا كبيرا بشعا ورهيبا وأقاموا في مدينة الصمود واللآباء والنصر ( سجنا عظيما ورهيبا ..هو سجن بوكا ) وزجوا فيه خيرة شباب ومناضلي ومفكري العراق وخاصة اولائك الذين تأبى صلابتهم وشموخهم ان ينحني وبأسهم أن ينكسر..واصبحت البصرة ومحافظات الفرات الاوسط مدن ايرانية يحكم فيهاأراذل القوم ممن باعوا أنفسهم الى الاجنبي وأصبح مقياس الوطنية فيها هو ( مدى الارتباط بايران والمخابرات الايرانية)..وبعد ( التحرير ) حصلت ايران على ما كانت تحلم به منذ قرون ..وهاجمت العراق واعتدت على حدوده طيلة ثمان سنوات بحرب ضروس قاتل فيها أبناء البصرة قتال الصحابة دفاعا عن علروبتهم ووطنهم ومدينتهم .. 

وبعد ذلك ( توجه محررو البصرة ) للنفط..فتقاسم المتنفذون براميل النفط المستخرجة ووزعوها على مدار الاسبوع ..للمحتل يوميا ..يشاركه كل يوم حزب من الاحزاب التي ادعت الدين وسيلة للكسب اللامشروع وأثرى البعض من هؤلاء على حساب الشعب وثروته ..وغدا التناحر والقتال بين هؤلاء الجهلة الذين ( حررو البصرة ) حول مكاسب السلطة ومناصبها وحول النفط  مشهدا يوميا ويصل غباره الى حكام بغداد  الذين يوصوهم بتحشيد قوتهم لاغتيال الوطنيين والعروبيين لا الى القتل فيما بينهم ..

وقد شهدت البصرة والفرات الاوسط غضب جماهيري عارم وهيجان شعبي وعشائري شارك فيها رؤساء القبائل وشيوخ العشائر والسادة من آل البيت وجماهير الشعب ضد ( هذا التحرير وما تبعه من جوع وظلم واجحاف وتهميش وتخوين وقتل على الهوية وتمزيق للمجتمع العراقي ونهب لخيراته وتزوير لهويته).. 

وتقول لك البصرة والعشار وشط العرب : 

اذا كنت يا من بعثت هذه الرسالة عراقيا وعربيا .. 

فمن العيب عليك ان تسمي الذي حصل للبصرة  (تحريرا) بعد ان قاتلت عشيرتك وعمامك وأقاربك وأبناء منطقتك وأقرانك العدو الأمريكي الغازي والغاشم ..كما يقاتلونه اليوم ويقفون سدا منيعا أمام الزحف الايراني الحاقد والحاسد ..وقد بلغ عدد شهداء مدينتكم الباسلة أكثر من 100000 مائة ألف شهيد منذ الغزو الامريكي والايراني ولحد الآن ..وبلغ المهجرين والمرحلين من أبناء البصرة مئات الالوف من العوائل والنساء من اخواتك وبناتك تتقاذفهم حراب بهائم البيشمركة على مداخل معسكرات بائسة من الصفيح على أطراف السليمانية واربيل .. 

واذا كنت ايرانيا حاقدا..فلماذا تستحي من ذكر أصلك وتنكره..فأنت لن تكون ابن أي من مدن العراق  الأبية..ومنها البصرة  التي قاتلتكم وأذاقتكم هوان الهزيمة ومذلة العار.. 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  02  صفر 1429 هـ الموافق  09 / شبـــاط / 2008 م