بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

في ذكرى عروس الثورات

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

حيا الله البعث .. 

وحيا الله انتصاراته .. 

لسي اليوم ولكن كل يوم ..من حقنا ان نتفاخر ببطولاتنا ومجدنا وانتصاراتنا ..ومن حقنا ان نتذكر تضحيات أبناءنا واخواننا وآباءنا وأقاربنا في منازلات العز والنصر والرفعة ..يوم كنا شبابا غضا نخرج للمنازلة بدعوات امهاتنا وأخواتنا ..لم نكن نخطط ان نعود .. 

وفي صبيحة الثامن من شباط عام 1963 انتفض الحزب والشعب والجيش في واحدة من ملاحم العراق البطولية التي برهنت على ان العراقي لاينام على ضيم وعلى باطل وان الثورة العارمة هي خيار المناضلين.. وان خيار خدم الشعب وحراسه والباحثين عن المجد والشموخ والسمو لن ينالوه الا بالشهادة فقدموا انفسهم قربانا لشعبهم وحزبهم وقضيتهم.. 

ويوم عبدت دماء مناضلينا الابطال طريق الثورة في ذلك اليوم المجيد ..لم يكن يخطر في بالهم منصب او جاه او سلطة اومكسب فتدافعوا للشهادة من اجل العراق وهم يرفعون عاليا رايات الوحدة والحرية والاشتراكية ..هذه الاهداف التي أصبحت تقض مضاجع الطامعين والحاسدين والمتربصين بالشعب ومكاسبه ومبادئه وتأريخه ..وبحكم حداثة شباب البعث في ادارة السلطة سقطت التجربة بفعل المتربصين وعادت أحوال العراق الذي رسم الله له قيادة الامة والتأثير على الانسانية ليصبح بلدا ضعيفا بلا عنوان وبلا هوية وبلا اهداف تتقاذفه المصالح والارادات الخارجية .. 

وعلى الرغم من عمر الثورة القصير الا انه مثل الاشارة الخطيرة التي فهمها أعداء العراق والامة العربية في قدرة شباب الامة على التصدي والتضحية والانتصار وكيف ان الخطوط الحمراء التي ترسمها الارادات الخارجية ..لاتصلح لان تطبق وان تعيش في العراق مهما طال الزمن.. 

وجاءت صبيحة السابع عشر من تموز 1968 لتعيد العراق الى دوره الحضاري والانساني  والى واجهة الاحداث المؤثرة في محيطه العربي والاسلامي والاقليمي والعالمي.. ومنذ اليوم الاول للثورة لم تسلم من  التآمر الخارجي من أطراف عدة كانت الولايات المتحدة الامريكية العامل المباشر فيها ولو انها كانت تدير خيوط التآمر من بعيد..وخاض العراق معارك كبيرة خرج منها منتصرا وقويا وشامخا ليزداد اقتدارا وصلابة ونمو وتطور في مختلف الميادين العلمية والصناعية والعسكرية ..لتزداد طبيعة ونوعية المؤامرات ضده ..وبدات الادارة الامريكية والصهيونية تظهر بشكل مباشر في المواجهة ليتخذ الصراع بين العراق واعداءه الصفة التأريخية ..وخاصة بعد ان بدا العراق يتخطى حواجز كانت مخصصة للكبار لفترات طويلة في ميادين العلم والتكنولوجيا والتصنيع ..وكان العراق دوما في هذا الصراع التاريخي  يقاتل لوحده بينما كان اعداءه يختارون التحالفات وفق مخططاتهم وتسلسل اولوياتهم حتى وصل الصراع الى قمته عندما خرج العراق قوة أقليمية كبيرة بعد انتصاره في القادسية ليتخذ شكل العداء وحقده اسلوبا آخر من خلال الضغط على العراق اقتصاديا وما نتج عن ذلك من أحداث ومارافقها من هجمة عسكرية كبيرة شنتها الولايات المتحدة على القدرات والقوة العسكرية والاقتصادية والصناعية العراقية في العدوان الثلاثيني عام 1991 وما رافقها من حصار ظالم وقاسي شمل كل شيء في حياة العراقيين والذي استمر الى يوم بدء عدوانهم الغادر وغزوهم للعراق واحتلاله في نيسان 2003 .. 

وبعد هذه السنوات الطويلة من النضال المرير والجهادي متعدد المعارك والصفحات لازالت الحرب التي نخوضها مع اعداءنا مستمرة..واليوم تتصدى جحافل البعث المناضلة وقوى الشعب المقاومة والجهادية للمعتدين في صفحة تميزت بتضحيات شباب تشابه تضحيات اولائك المناضلين الذين ضحوا بانفسهم صبيحة الثامن من شباط عام 1963..انهم من نفس المعين ومن نفس المعاناة ..هم ابناء اولائك الذين رسموا لنا طريق المجد يوم كان العالم ومحيطنا لا يعي معنى التضحية بالنفس من أجل القضية .. 

عاش العراق .. 

عاش البعث .. 

عاشت المقاومة الوطنية العراقية .. 

المجد والخلود لشهداء امتنا وحزبنا العظيم والعراق الابي وعلى رأسهم الشهيد الخالد الى الابد صدام حسين .. 

المجد والخلود لشهداء ثورة الثامن من شباط ..عروس الثورات.. 

 وانتظروا منا القوافل .. 

 شهيد يتبع شهيد .. 

 الى يوم النصر القريب ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  02  صفر 1429 هـ الموافق  09 / شبـــاط / 2008 م