بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أحلام العصافير

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

وصلتنا رسالة بالبريد الالكتروني موقعة من فالح حسون الدراجي – كاليفورنيا

وعنوانه:
falehaldaragi@yahoo.com

بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لعروس الثورات وهو ( يتغنى بطرب ) لايليق بالعراقيين بالاحتلال الأمريكي الذي أعاد ( للفقراء ) كما سماهم  ( الفرحة والبهجة للناس حتى إذ ما أن سقط نظام صدام الفاشي، أخرج الناس صور الزعيم ( من جوَّه الكَاع ) ، لتعلق ثانية على الأفئدة !) ..وبلغة تشفي وحقد استمر على مايبدو 45 عاما وباسلوب لايعبر عن شعور اولائك المقيمين في امريكا ( دولة الحضارة والعلم والتطور واللهو والرقي!)..لقد حلل هذا المرسل بسذاجة متناهية الحالة اليوم وكأن الولايات المتحدة الامريكية بتحالفها مع حزب الدعوة والحكيم والجلبي وأياد علاوي والمالكي والجعفري والبرزاني والطالباني وغزوهم واحتلالهم للعراق كان من اجل هؤلاء( الفقراء) الذين أخفوا صور (الزعيم ) كل هذه السنين ..بمعنى آخر ان الولايات المتحدة حققت أهدافها من غزو العراق عندما جعلت هؤلاء (الفقراء) يعيدون رفع صورة الزعيم في مظاهرات صاخبة تحمل شعارات (الموت للبعثيين) !!! وأن حزب الدعوة والحكيم والجلبي  عندما دخلوا مع الدبابات الامريكية قد أوفوا بعهودهم بعودة ( الكادحين ) الى ميادين السياسة ! 

والظاهر ان دخول العراق من شماله الى جنوبه بكل مدنه وقصباته وقراه وأنهاره السنة الخامسة لأحتلال أمريكي غاشم للعراق والذي أحرق كل شيء لم يهز شعرة من شارب هذا الشخص ولم يحرك قلمه لينجد (الفقراء ) الذين حصدت قوات الاحتلال والبيشمركة والميليشيات( التي حققت أحلامه)  ارواحهم ونهبت ممتلكاتهم وهجرتهم .. لقد أنتج هذا الاحتلال الذي (اسقط النظام ) وياللعار احتفالات صاخبة قام بها عدد من محبي (دولة الفقراء ) التي يتحدث عنها .. 

ورأيت بام العين كما رأى العراقيون كيف احتفل محبوا وعاشقوا ومنظروا (رقي وتطور وشعبية الدولة قبل ثورة 8 شباط 1963) وهم يحملون اللافتات ( الحمراء ) التي تتغنى بالوطن الحر والشعب السعيد وهم يرقصون في شوارع بغداد جنبا الى جنب مع دبابات الابرامز الامريكية ومدرعات الجنود الامريكان وتحت حراسة المارينز والمخابرات الامريكية  (عدوهم الستراتيجي) ويهتفون بضرورة ( تصفية البعث وقيادته ورموزه ونهب الدولة ومؤسساتها ) ليعود العراق كما كان  ( دولة للفقراء ) بانتظار ظهور (قائد جديد ) من هذا الحزب (المناضل) الذي أصبح (طائفيا أكثر من الحكيم والجعفري والمالكي وعباس البياتي والصغير ) وتعاون مع الامريكان حد السجود لهم وغير من دستوره وايديولوجيته لدرجة جعلت من ( موافقة الحكيم والمالكي والطالباني ) شرطا لتصعيد منتسبيه وتبوء منصب قيادي فيه..  

لو أن هذا الشخص كان قد ذكر انه من المقيمين في (موسكو) أو كردستان) لكان لنا كلام آخر معه ولذكرناه بان من يمثله في هذا الحزب اليوم هم غير الذين تعرفهم  ..الا اني  عجبت من كون انه أشار الى انه  يعيش في كاليفورنيا ..فهل تثقف بعد كل هذه السنين من الحياة الامريكية أن يبقى يحمل لحد الآن هذه الضغينة لثوار شباط وتموز وللبعث في وقت تناسى عن عمد كيف أصبح البعث العدو الاول لامريكا واسرائيل.. ومن العيب عليه ان يكلف نفسه للكتابة عن ( الفرح بسقوط نظام البعث ) ولايبكي ( لاحتلال العراق) ويتردد قلمه كما تردد قلبه عن ان يذكر مأساة تحالف ( محبي فترة ماقبل 8 شباط 63) مع (الذين كفروهم وهدروا دمائهم ) من جهة .. ومذلة قيامهم باستلام رواتبهم ومصروفاتهم وتأثيث مكاتبهم من المخابرات الامريكية ( عدوهم الستراتيجي) مباشرة من جهة أخرى .. 

ولماذا لم يكلف هذا الشخص نفسه للرد على علي الدباغ الذي اعلن ان الحكومة العراقية الحالية لاتعترف بيوم 14 تموز من كل عام عيدا وطنيا واختارت يوم 3 تشرين اول من كل عام لأسباب غريبة ..أليست هذه الخطوة هدما لما حققموه من ( انجازات بعد الاحتلال الامريكي للعراق!) الذي جعلهم يظنون ان لهم وزنا يذكر؟ وينسف صورة ( الحياة الوردية قبل 8  شباط 63) .. 

وباعتبار هذا الشخص  من الداعين والمناصرين (للفقراء) .. 

نسأله.. 

ألم يهتز لك قلم ليكتب عن ملايين الشهداء الذين قضوا على يد ( محرري العراق من الامريكان ومن جاء معهم والمصفقين والمحتفلين بالنصر!) ..الم تسمع بمئات الجثث للناس الابرياء التي تلقيها ميليشيات السلطة يوميا على قارعة الطريق وفي الانهار والمبازل والمزابل وبأعداد تفوق كل (شهدائكم !) على مر العصور ..ألم تصلك الاخبار في كاليفورنيا ان هناك طائفة ممنوع عليها ارسال رجال الى الطب العدلي للسؤال والتعرف على جثث أبناءها ويشترطون مجيء النساء ثم يأخذوا ألف دولار مقابل نقل الجثة الى جانب الكرخ؟ ..وأغلب هذه النساء من ( طبقة الفقراء!)  

وتغافلت عما حدث للعراق خلال كل هذه السنوات من الاحتلال والقتل على الهوية والتهجير والسلب والنهب وتدمير مؤسسات الدولة وحرق ابنيتها وتمزيق وحدة العراق طائفيا واجتماعيا ومناطقيا وقوميا لتتذكر ان تكتب بشغف وتشفي عن (الفرحة باسقاط النظام وتدمير العراق ثأرا من 8  شباط 63! )..  

وباعتبارك خير من يعرف قيمة الدولار الامريكي ..ومن المطلعين على الحالة العراقية التي تنشرها الصحف الامريكية بحكم وجودك ( كسياسي مخضرم ) في امريكا ..ألم يهزك (ويرجف شواربك ) ماورد من معلومات في أصل التقرير الخاص بمكتب المفتش الامريكي العام بوين جونير والذي ذكر ان ما أنفق من أموال في العراق للفترة من ( تحريره واعادته الى ما قبل 8 شباط  63 حسب تحليلك) في 2003 الى كانون اول 2007 قد بلغ (113.5 مليار دولار امريكي!!!) وأشار صراحة الى ملاحقة جوانب صرف هذا المبلغ الذي يؤشر الى أي درجة وصلت حالة الفساد في ادارة العراق!!..فهل صرف ( المحررون )هذه المبالغ على (فقراء العراق )؟.. 

نحن نعرف انك تعرف كل ذلك ..ولكنه الحقد الأعمى الذي لم تستطيع حتى شمس كاليفورنيا من ان تمحيه أو على الأقل تخفف منه بل زادته احتراقا وظلمة.. 

مبروك عليكم تحالفكم الستراتيجي الجديد مع المخابرات الامريكية وحزب الدعوة العميل وفيلقا بدر والقدس الايرانيان وبهائم بيشمركة الطالباني والبرزاني ( لأستكمال ما عجز عنه الاحتلال) لتحقيق أحلامكم التي لا تتعدى احلام العصافير!.... وسيتسائل المراقبون ..الا يكفيكم دماء مليوني شهيد عراقي لحد الآن ليشفي غليلكم وحقدكم ويفيقكم من أحلامكم الضالة ؟ 

رحم الله كل من قاتل من اجل العراق وضحى بنفسه من أجل الشعب في كل تأريخه .. 

الخزي والعار لمن يقف مع الاحتلال ويتعاون معه ويمجد جرائمه ويبرر غزوه واغتصابه ونهبه للعراق.. 

اللهم أنصر من بقى ثابتا على العهد .. 

اللهم احفظ العراق من زيف المتلونين ..ومزدوجي الولاء ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  /  05  صفر 1429 هـ الموافق  12 / شبـــاط / 2008 م