بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراقيون لا يحتاجون الى حملات للتبرع

 

 

 شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

تداولت العديد من المنظمات والهيئات والتجمعات الوطنية العراقية المعارضة او المدنية وحتى تلك التي تشكلت بدوافع من حكومة الاحتلال  في داخل العراق وخارجه قشور ما أسموه بمبادرة جمع المعونات والتبرعات العينية للعراقيين المهجرين والذين يبلغ عددهم مايقارب المليونين في الداخل والمهاجرين في الخارج والذين وصل عددهم الى خمس ملايين عراقي ..

وانطلقت فكرة تبني هذه الحملات من رحم الاحتلال وحكومته الفاسدة التي سرقت اموال العراقيين ونهبت ثرواتهم بعد ان دمرت دولتهم القوية ..دولة النظام والقانون والمؤسسات وحولت الشعب الذذي كان ينعم بالهدوء والطمانينية والامن الى شعب جائع ومشتت بين المدن العراقية والقصبات ومدن الدول العربية والاقليمية ولاجئا تتقاذفه موجات وتتلاقفه موجات اخرى في بلاد الغربة والتيه ..

لقد تبنى الاحتلال وتوابعه وأدلاءه هذه الافكار لتوجيه الانظار عن اصل معاناة هذه النسبة الكبيرة من الشعب العراقي والتي تتركز بدعم الحكومة المسنودة من المارينز والطائرات الامريكية باطلاق يد الميليشيات واجهزة الدولة والاحزاب الفاسدة بملاحقة الوطنيين والشرفاء وقتلهم وتشريدهم وسرقة وحرق ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرا من مناطقهم وملاحقة عوائلهم ومطاردة الكثير منهم واجبارهم على مغادرة العراق وافتعال الشكاوى الكيدية ضدهم التي وصل الكثير منها الى الانتربول ليتسنى لهم سرقة ونهب كل شيء في مؤسسات الدولة وممتلكات الافراد.

لقد كان ومايزال العراقي الشهم الغيور يأنف من ان يستلم هذه المعونات ليتحول الى لاجيء في وطنه او الى لقيط خارجه وهذا هو ناقوس الخطر الجديد الذي رتبت له وهيات لمسلزماته ودعمته وساندته قوات الاحتلال وحكومة المالكي وسارع الحزب الاسلامي العراقي كعادته ليتحين الفرص قبل الآخرين للمتاجرة بمعاني رجولة العراقي والضغط على وتر العوز والحاجة الذي صنعوه له مع حلفائهم الذين يستلمون التوجيهات والتعليمات من قم وطهران ليمعنوا أكثر في اذلال العراقيين وتحويلهم الى شعب جائع يلهث وراء كسرة الخبز او بطانية مستعملة أو قميص قديم من تلك التي يلقونها له من على الشاحنات  في وقت ينعم الحاكمون في المنطقة الخضراء والجادرية المستولى عليها بخيرات الشعب ومقتنياته التي سرقوها علنا وجهارا وامام انظار العالم ومنهم امريكا الحاقدة على الشعب العراقي .

اننا نحذر القوى الوطنية من الانجرار وراء هذه الموجة الزائفة التي يدعمها المحتل تحت شعارات واهية منها بناء مجمعات سكنية للمهجرين بغية تثبيت حالة الانقسامات الطائفية والعرقية ودق اسفين توطين البعض منهم بقصد الاقرار بواقع التجزئة والهرب من اساس المشكلة التي صنعوها هم من اجل تمزيق وحدة الشعب العراقي ..ومرة تحت مبدا مساعدة المهاجرين واللاجئين العراقيين وتقديم المساعدات لهم من خلال الايغال بالبحث والتدقيق عن المعلومات التفصيلية ليتسنى لهم تقديم الدراسات التفصيلية التي تهتم بها اجهزة المخابرات لتقييم طبيعة الصراع وليس من اجل مساعدتهم ..وتارة اخرى حملات جمع التبرعات العينية من الملابس المستعملة وحتى فضلات الأطعمة من المطاعم في محاولة لاذلال العراقي وتحطيم نفسيته واجباره على التعامل مع حالته الاستثنائية وكانها حالة دائمة وجعل اهتمامه ينصب على الركض وراء هذه الجمعية او المنظمة او تلك ونسيان حقه وواجبه الوطني في الدفاع عن العراق والانخراط في صفوف الجيش العراقي الباسل والمقاومة الوطنية العراقية لطرد المحتل وادلاءه وتابعيه وسارقي خيرات العراق وناهبي السلطة والدولة والثروة .

ان مكان القوى الوطنية التي تريد الخير للعراق هو القتال على ارض العراق ..وتعزيز الدور القتالي والرجولي والتأريخي الذي يقوم به أبطال العراق من رجال المقاومة الوطنية العراقية وفي مقدمتهم مناضلوا البعث ورجال الجيش العراقي الباسل والحرس الجمهوري البطل بكل صنوفها وتشكيلاتها..

 

ايها العراقيون النجباء الاصلاء الغيورين .. 

يا أبناء الاجداد العظام .. 

ايها الذين لم يناموا ولن يناموا على ضيم وظلم وزيف.. 

يا اصحاب النخوة والكرامة .. 

مكانكم في العراق في طوابير المقاتلين الذين ينتظرون دورهم ليستلموا البندقية والقاذف .. 

مكانكم في طوابير العز والشرف والشجاعة والاقدام .. 

تبا لمن يريد ان يتاجر بحاجة العراقي وعوزه الذي صنعه الاجنبي والحكيم والجلبي والمالكي والبارازاني والطالباني وجوقة المتآمرين الآخرين الذين حولوا العراق الى مفسدة للقيم والمباديء والاعراف وحرفوا الدين والمذهب وزوروا التأريخ.. 

تبا للقمة التي تأخذونها من اليد التي هجرتكم ومزقت وحدتكم وقتلت ابناءكم وسرقت بيوتكم .. 

تبا لحملات نصير شمة الذي يخاف ان يذكر أصله وتجرا اليوم ليتطاول على الرئيس الشهيد القائد الخالد صدام حسين ..هذا القائد الذي جعله في يوم من الايام يتباهى بانه عراقي ..سحقا لمايجمعه من فتات هو ومن يطبل له ويزمر.. 

نريد عراقنا كاملا بنخله ونفطه وماءه وثرواته ..

هذا العراق الذي كان اكثر من ربع العالم يعيش من خيراته ..

هذا العراق الذي كنا في وقت ما يحتار العراقي لمن يعطي نسب الزكاة ..عندما كان يحوي ملايين العرب الذين يعملون فيه معززين مكرمين ..

نريده وسنسترجعه بالقوة والسلاح والعزيمة والصبر ومكانكم على تراب العراق الذي لم ينسى يوما احد ولم يترك عراقي جائعا أو عاريا في يوم من الايام ..

ارموا صدقة المتاجرين بالقضية العراقية بوجوههم وعودوا الى ساحات الرجولة والمنازلة ..فنصرنا قريب ..وآت ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 06 محـــــرم 1429 هـ الموافق 14 / كانون الثاني / 2008 م