بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تسريبات الخائبين

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

لا يكاد يمر يوم بدون تسريب خبر يشير بشكل مباشر او غير مباشر الى وجود تحركات او تجمعات او نية لتشكيل تكتل او تجمع يهدف اما لدعم حكومة المالكي او للضغط عليها تحت ذريعة أنقاذ العراق في اشارة واضحة الى ان السبيل الوحيد الذي يؤدي الى استتباب الأمن وعودة المهجرين الى دورهم المحروقة والمسلوبة واشاعة روح الألفة والمحبة والتسامح بين القاتل وعوائل المقتولين والسارق والعوائل المسروقة لا يمر الا من خلال محطة المالكي ..اما بدعمه وحشد التأييد لسياساته ونهجه أو بالسعي لتنحيته وتنصيب بديل عنه ..

ومن المعروف ان لمسات كل من السفارة الامريكية في بغداد ودهاقنة الكذب والدجل والتلفيق والتزوير في الادارة الامريكية ضمن المدرسة التي ينتمي لها نيكروبونتي والعجوز كيسنجر من جهة والسفارة الايرانية ومخابراتها من جهة اخرى واضحة في هذه التسريبات..والعراق اليوم فيه من حملة الطبول والمصفقين من مختلف الكتل والتيارات المشاركة في العملية السياسية أو خارجها ما يجعل عملية تسهيل تناقل هذه الاخبار وتزيينها سهلة وميسرة. 

وعلى هذا الأساس خرجت بعض التيارات من العملية السياسية.. من مجلس النواب تارة ومن الحكومة تارة اخرى.. تحت ذرائع وشروط لم تحضى حتى بالمناقشة من الجهات المتنفذة !..وما اعقبها من تهديدات باجراءات حاسمة لم يجري تنفيذها !..ثم تشكل التجمع الرباعي بين الحزبين الكرديين والدعوة والمجلس الأعلى الذي غير ملاجعيته الايرانية الى العراقية او في التجمع الثلاثي بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي العراقي ..وما سمعناه حديثا عن تجمع يضم كل المشاركين في العملية السياسية عدا الحزبين الكرديين والمجلس الأعلى ..وغيرها..وهكذا سنضل نسمع عن هذه التكتلات التي تتاجر بقضية العراق من اجل المصلحة الذاتية والكسب الرخيص على حساب معاناة شعب عظيم محتل ومهمش ومحروم ومظلوم ومسلوب الارادة .. 

والغريب في كل هذه التكتلات والتسريبات الصحيحة منها والمفبركة انها تخلو من الاشارة لا من قريب ولا من بعيد الى موضوعة الاحتلال الامريكي للعراق ولا تتحدث عن جدولة انسحابه ولا ستراتيجية التعامل معه ولا عن ضرورة وضع حد لاستباحته لكل الحرمات وحتى لمسؤولي الحكومة التي نصبها والتي تأتمر بأوامره واستهدافه لدور المواطنين وقراهم ومدنهم وتدميرها فوق رؤوس الاطفال والنساء واقتحامهم لبيوت الناس الآمنة وقتل الابرياء أمام ذويهم بحجة مكافحة الارهاب وبدون أي دليل أو محاكمة.. وهل ان هذا الاحتلال باق الى الأبد ام لحين تحقيق أهدافه!!  وما هي اهدافه المعلنة وغير المعلنة ؟!  

أما الارادة الشعبية العراقية فهي بعيدة كل البعد عن منهج هذه التكتلات ولايوجد في برامجها أي اشارة الى كيفية معالجة مشاكل الشعب العراقي المتعلقة بالامن والحماية من عشوائية الاتهام والقتل على الهوية ومعالجة هذا الأنحدار الكبير في الخدمات العامة وحملات السرقة المنظمة لثروات الشعب والفساد الاداري والمالي ورهن سيادة العراق وارادته الوطنية بالمصلحة القومية الامريكية والامن القومي الايراني واليوم دخل الامن القومي التركي على الخط اضافة الى المصالح القومية العليا لمايسمى بأقليم كردستان وما نتج عن الدعوة لأقامة فيدراليات الجنوب والوسط وتنامي سلطة الميليشيات لدرجة ان كل اجهزة الدولة الامنية والجيش اللاوطني المشكل يضم رؤؤس هذه الميليشيات وقياداتها التنفيذية التي تاتمر بقيادات أحزابها الطائفية وتعمل وفق الاجندة الايرانية حيث تعمل جنبا الى جنب مع القوات الامريكية التي تعتقل أكثر من نصف مليون عراقي بينهم نساء وشيوخ واطفال من المعلن عنهم وغير المعلن ويقبعون في سجون متعددة وظروف قاسية تحت رحمة من لا رحمة لهم وماذكرته المنظمات العالمية أخيرا من ان نسبة تزيد عن 90% من كل أصناف هؤلاء المعتقلين في السجون العراقية والامريكية قد تم اغتصابهم ماهو الا دليل قاطع عن المستوى التدني في الاخلاق والسلوك والعار الذي وصلته هذه الحكومة العميلة التي تجاوزت في درجة انحدارها الى مستويات قياسية لم نسمع عنها في كل كتب التأريخ القديم والحديث . 

في هذا الوضع المأساوي الذي لا دواء له الا الكي بنار الحق العراقية نار المقاومة الوطنية العراقية التي اقتربت من اهدافها .. يجري الحديث خطة جديدة لأنقاذ العراق !! .. 

خطة تساهم بها نفس الجهات التي خلقت مأساة العراق ..المحتل نفسه بقياداته السياسية والعسكرية والمخابراتية ونفس الاحزاب التي تحمل الاجندات الخارجية ..نفس القتلة والمجرمين والسراق والمزورين واللاهثين وراء المال الحرام..ويجري خلفهم من اوهم نفسه بان هذا الطريق هو طريق الحق.. 

وهذه المرة تتحدث خطتهم التي كتبت في السفارتين الامريكية والايرانية عن ضرورة اشراك عدد من قادة الجيش العراقي السابق في هذه التغييرات الجديدة  بحجة الاستفادة من خبراتهم السابقة ! بعد خمس سنوات من الاقصاء والتهميش والملاحقة والتهديد وقطع الارزاق وسرقة ممتلكاتهم ونهبها..  

انها المحاولة الاخيرة لأنقاذ سمعة الولايات المتحدة التي تمرغت في الوحل ..وسوف تكون آخر محاولاتهم الفاشلة بعون الله قبل الاعلان عن الهزيمة..   

وسوف لن تنهي الخطة الجديدة مأساة العراق ..فلا المالكي ولا بديله قادر على انقاذ سيدهم الامريكي من انحداره الى الهاوية .. 

أما الحديث عن دعم التوافق والقائمة العراقية للمالكي لكي يتمكن من اصلاح  الوضع العراقي فهذا يشبه نصائح قارئات الفنجان.. وأساسه واهدافه تكتيكية بوضوح ولا علاقة لها بانقاذ العراق.. في وقت لم يلبي المالكي للتوافق اي مطلب من مطالبها التي وضعت نفسها في موقف حرج من خلال اصرارها على ضرورة تنفيذ هذه المطالب كشرط لرجوعها للحكومة ! وفي وقت يتهم فيه المالكي أياد علاوي بتهم كثيرة وصفها بانها ستطيح بمستقبله السياسي! 

وهل فاق أياد علاوي الى رشده اليوم لينقذ مستقبله السياسي! ..وليجد نفسه انه كان على خطأ في عدم دعم المالكي في وقت لا تخلو مقابلة له او برنامج او تصريح عن ضرورة استبدال المالكي وحكومته!  

وهل سيصلح عادل عبد المهدي الوضع العراقي بعد ان ينحي المالكي ليستفرد الحكيم بالسلطة التي كان يديرها حتى في وقت المالكي ؟! 

وعن أي مصالحة وطنية يتحدث هذا التجمع الجديد وقد وصل الدم الى الاكتاف في حماماتهم التي لا تفرق بين الرضيع والكهل والمراة والرجل؟! 

أيها المجاهدون الصامدون على خط المواجهة المباشرة مع العدو.. 

ان هذه الاحلام المريضة انما تستهدف بالدرجة الاولى التأثير على الحركة الديناميكة المتجددة والصاعدة والمؤثرة للتيار الهادر للمقاومة الوطنية العراقية وفي مقدمتها مناضلي البعث وقواتنا المسلحة البطلة رجال الجيش العراقي الباسل والحرس الجمهوري الغيور الذين لا تلهيهم تقولات المتسولين والمنظرين واللاهثين وراء المصلحة الخاصة والسحت الحرام .. 

أيهاالابطال .. 

ان لكم أهدافكم المحددة التي تخططون عملياتيا لها ..وتخرجون يوميا لتنفيذها في مواجهة مستمرة وتأريخية مع الاحتلال وأذنابه وأدلاءه أعداء الشعب والوطن وناهبي ثرواته ومنتهكي حرماته وسارقي سيادته..ولنكن حذرين من هذه الخطة كما كنا لسابقاتها.. 

وسوف لن ياتي اليوم الذي يضع مناضل او قائد مخلص في الجيش يده بيد هؤلاء .. 

وسوف لن يقبل من هدموا على رؤوس أطفاله البيت وقتلوا عائلته ان يكون عبود كنبر ومحمد العسكري والموسوي وغيرهم مثالا له.. 

نحن ماضون الى النصر الذي يقض مضاجعهم .. 

وسياتي هذا اليوم مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات ..  

عاش العراق عصيا على مؤامراتهم ودسائسهم .. 

عاش أبطال العراق رمز كل تأريخه منذ ان كانت تشرق الشمس عليه فقط.. 

عاش خندق الايمان .. 

العار لخندق الذل والرذيلة والخيانة ..  

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 07 محـــــرم 1429 هـ الموافق 15 / كانون الثاني / 2008 م