بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حيا الله البعث والمقاومة

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

يتزايد عدد القتلى من الجنود الأمريكان في العراق بشكل واضح ومناضلو البعث والمقاومة الوطنية العراقية مصرين على عبور حاجز الرقم ( 4000 ) قبل نهاية شهر كانون الثاني 2008 لتصل في ذروة الانتخابات الامريكية الى رقم أعلى من ( 5000 ) لتضع الناخب الامريكي الذي أيد المجرم بوش في حربه الغادرة على العراق وأعاد انتخابه للمرة الثانية امام حالة يتوجب عليه التردد مرات عدة قبل ان يدلي بصوته للمرشح الجمهوري الجديد..

ولحين موعد الانتخابات الامريكية ستتصاعد قوة ضربات الحق العراقية.. وتتنوع أشكالها وتتعمق تأثيراتها الميدانية والسياسية.. ستواجه الادارة الامريكية ابتداءا من بوش مرورا بديك تشيني ورايس وووزير الدفاع وهيئة الاركان والمرشح الجمهوري الجديد وانتهاءا بالمتحدثين الرسميين باسم البيت الابيض والخارجية والامن القومي والبنتاغون صعوبة في تفسير التخبط والتناقض في المواقف والتصريحات بخصوص مواضيع وتعابير لطالما كانوا يرددونها من قبيل ( ان المهمة اكتملت في العراق ) التي قالها بوش بحركاته الاستعراضية من على حاملة الطائرات الامريكية وهو يرتدي بزة الطيارين ليستعجل اعلان النصر الأمريكي المزعوم والكاذب  بعد شهر من احتلال العراق ..و( مهمتنا في العراق على وشك الانجاز ) او ( انها تسير بالاتجاه الصحيح ) ..والقائمة تطول لتصل الى ( اننا سوف لن نخرج من العراق قبل انجاز مهمتنا ) ..وآخرها تصريح بوش قبل اسبوع من ان ( القوات الامريكية ستبقى في العراق لعشرات السنين!) الذي مرت عليه وسائل الاعلام مر الكرام ..ونست وسائل الاعلام المبرر الكاذب الذي روجت له الادارة الامريكية لغزو العراق وهو ان العراق يمتلك اسلحة تدمير شامل وستذهب القوات الامريكية لنزع هذه الاسلحة بالقوة !

وكانت كل تقارير المخابرات الامريكية التي استندت في توصياتها قبل الحرب على معلومات من مصادر (المعارضة العراقية) الخائنة لتربة العراق والقابعة في قم وطهران ودمشق وفي واشنطن ولندن كل حسب درجته وواجبه ..توصي بالذهاب الى العراق في هذه النزهة! ولم تحوي أي من تقارير هؤلاء الدهاقنة على احتمالية ظهور المقاومة الوطنية العراقية لا بهذه السرعة ولا بهذه الفعالية ..

ويعرف الخبراء الامريكان في شؤون ( الارهاب !) وليس في شؤون ( حق الشعوب المحتلة في المقاومة ) من ان تشكيلات ووحدات  مقاتلي البعث والمقاومة الوطنية العراقية من أبطال الجيش العراقي الباسل والحرس الجمهوري البطل والشعب بكل أطيافه وقومياته ودياناته ومذاهبه قد انتقلت من مرحلة بناء القدرة وتنظيمها منذ زمن بعيد الى مرحلة تطوير الأداء والتصدي  بديناميكية عالية وتطور وتفوق يستند الى قواعد علمية متقدمة يصعب حتى على مؤيديها ومناصريها معرفة السر وراء هذه القدرة الاسطورية في التأقلم مع كل تحدي والتعامل الميداني العسكري والتقني مع القدرة التكنولوجية الامريكية ومع كل فعل عدواني تقوم به القوات الامريكية المدججة باحدث الاسلحة والتكنولوجيا العسكرية من أجهزة حماية وتنصت وتعقب وتوجيه واتصالات واستمكان وتحصين للافراد والمعدات والمنشآت ومخابرات وقدرة مالية لشراء الذمم المريضة وطائرات تجسس ومراقبة واستطلاع لمتابعة الاهداف بدقة عالية جدا بدعم واسناد من منظومات كونية واقليمية للتجسس والاستطلاع الجوي من اقمار صناعية وطائرات انذار مبكر ومحطات تنصت وتحليل وطائرات بدون طيار ومن أجيال متنوعة تبدا من الطائرات الصغيرة ذات الادوار المحددة الى طائرات توجه من قواعدها في الولايات المتحدة لتجوب سماء العراق ليل نهار وتصور كل حركة على ارض العراق ليعاد تحليلها وارسالها الى مراكز القيادة في الأرض الأمريكية التي تنقلها بعد التحليل فورا الى قيادة المنطقة الوسطى المتمركزة في الدولة العربية قطر! والتي بدورها تصدر الاوامر الى قيادة القوات الامريكية في العراق للتعامل مع هذه المعلومات ..

وتقرر القيادة الامريكية في العراق نوع الفعل وتفاصيله وتطلب من الحكومة العراقية العميلة والذليلة العدد اللازم من جنود الحرس اللاوطني ومغاوير الداخلية لمزيد من الاثارة الاستعراضية  ليكونوا كبش الفداء لفتح المنافذ ..ويتم اضاعة الكثير من الوقت على الاخراج المسرحي واختيار اسم العملية وهل هي السهم الثاقب ام ثاقب السهام ! وغيرها من التسميات الرنانة ..وتقلع الطائرات المقاتلة من حاملات الطائرات الامريكية في الخليج والأباتشي من قواعدها البعيدة عن مسرح العمليات وتبدا عمليات القصف الجوي الشديد لألقاء مئات الاطنان من القنابل والصواريخ الموجهة بالليزر والتي يتم تغذيتها بواسطة الاقمار الصناعية على الهدف ..وتتحرك البدابات الامريكية الحديثة والمدرعات وناقلات الاشخاص المدرعة والمصفحة الجديدة التي وصلت توا الى العراق والمصممة خصيصا لمكافحة (الارهاب)..ويبدأالهجوم المنسق على الهدف وفي هذه الاثناء تصل الطائرات الحديثة ذات الدفع المتغير للامام وللاعلى والتي وصلت أيضا حديثا لتجربتها لقتل العراقيين والمخصصة لنقل قوات المارينز..

وتستمر صفحات الفيلم الهوليودي لتنتهي هذه العملية الاستعراضية بمقتل 9 جنود امريكان في تفجير مدبر لهذه القوة واسقاط طائرة اباتشي ومقتل طياريها..وتدمير ناقلتين من هذه الناقلات الحديثة بمن فيها من أشخاص بدون ان يتم تحقيق أي هدف للقوة المهاجمة.. ليقوم بعدها القائد الامريكي والذليل العراقي الذي معه بهدم عدد من المنازل الامنة وقتل عدد من النساء والاطفال والشيوخ واعتقال كل شباب ورجال المنطقة وحرق مزارعهم والعودة ليقدم ايجازا الى وسائل الاعلام التي تنتظره كفضائيات سي.أن.أن والعراقية والفرات والحرة وغيرها ليستعرض بالافلام والتصوير الجوي وصور الاقمار الصناعية كيف تم تطبيق الخطة بنجاح واتقان حيث عثرت القوة المهاجمة على مخابيء للاسلحة وتم اعتقال كذا عدد من الارهابيين ..وتتناقل اجهزة الاتصالات العسكرية  المتطورة تقرير هذا القائد الى قيادة المنطقة الوسطى ومنه الى البنتاغون ويعرض على بوش في نفس اليوم حيث يقوم بتنظيم محادثة  ضمن دائرة تلفزيونية مغلقة مع المالكي لتبادل التهاني بهذه المناسبة ولتاكيد دعم الولايات المتحدة الغير محدود لهذه الحكومة ..ثم يأمر بجمع عدد من الصحفيين للتحدث عن انجاز تقدم في العراق في مواجهة الارهاب والقضاء على العناصر المتطرفة التي تهدد امن الولايات المتحدة الامريكية!

وفي نفس الوقت تعقد أجهزة الاستخبارات العسكرية والمخابرات مؤتمرات تحليلية طويلة لمعرفة أسباب الاخفاق الذي تعرضت له هذه العملية وغيرها وكيف تمكنت المقاومة العراقية من احتواء الهجوم والانتقال الى صفحة التعرض وايقاع هذه الخسائر في صفوف القوات الامريكية..وكالعادة تخرج هذه المؤتمرات بتوصيات لا علاقة لها بالاسباب الحقيقية وراء هذه الاخفاقات ..

فالمقاومة الوطنية العراقية تقاتل على ارضها وبين شعبها الذي يؤيدها ويحتضنها ويرعاها ويمدها بالقوة والعزيمة والصبر والتحمل والمطاولة ..والعدو الغاشم يقاتل على ارض تعتبره عدوا وغريبا ومغتصبا وغازيا ومعتديا ..وهو يختفي خلف شجرة لا يشرفها ان يستظل بظلها وليس يختبيء خلفها ليقتنص احد ابناء العراق ..

والمقاومة العراقية تقاتل وهي على حق بينما المعتدي يقاتل وهو على باطل وهي تقاتل من أجل قضية مشروعة وهي تحرير العراق من المحتل الذي اغتصب العراق ارضا وشعبا وحضارة وتأريخ وثروة وسيادة وارادة ..

وعندما يتصورون ان الشهر الفلاني افضل من الشهر الذي قبله فهم واهمون ..

فكل شهور السنة العراقية تقاتلهم.. والاسابيع ..والايام.. 

وسيستمر أبطال المقاومة العراقية يفاجئون العدو كل يوم ..بالجديد من التعبئة.. والتعرض والقنص.. والصولات العزوم ..والهجوم المدبر..واختيار الأهداف ..والأماكن .. والزمان .. 

وسيزداد تآكل شاطئهم .. وستهاوى بناءهم الهش .. وسينهار جرفهم الهاربهم وبأدلائهم ومروجي تجارتهم .. الذين بدأوا بجمع مانهبوه من العراق على مدى خمس سنوات ..

استعدادا للهرب الى الجحيم الذي ينتظرهم .. 

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 09 محـــــرم 1429 هـ الموافق  17 / كانون الثاني / 2008 م