بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

زمرة ضالة !.. أم سلطة ضالة

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

عندما جاء حكام العراق الحاليين ..بعضهم مع الدبابة الامريكية كالجلبي الذي طار من واشنطن هو وانتفاض قنبر ونزل من الشمال مع البيشمركة وهو يجلس مع ابنته المختصة بعلوم الآثار! على ظهر الدبابة الامريكية ..والحكيم الذي جاء من الشرق هو وفيلق بدر من ايران ..وعلاوي وجماعته من الغرب الذي حل ضيفا على آل العلي السليمان في الانبار..والعديد من المعممين والسياسيين الذين احتضنتهم الكويت فجاءوا من الجنوب مع القوات الامريكية أدلاء ومرشدين لا للسياحة وانما لارشاد الغازي والمعتدي الاجنبي لاحتلال العراق ..اما القبنجي وصولاغ والقيادات الاخرى فجاءت بالسيارات من سوريا مسرعة الحضور قبل اقتسام الغنائم..

الجميع كانوا يتزاحمون على الظهور في المشهد ..ولهذا سمى الدجال الكاذب الفاسد كوزي برنامجه على العربية باسم المشهد العراقي !..

في هذا الخضم المتلاطم من التزييف والتحريف الذي قادته اقوى دولة في العالم من حيث الامكانات والقدرات الفنية والاعلامية ضد الحزب والسلطة الوطنية الذي رافقه حملة منظمة للتصفيات والاعتقالات التي طالت كل مناضلي الحزب وضباط الجيش العراقي بمختلف صنوفه ومسؤولي الدوائر والمؤسسات في الدولة والعديد من المواطنين الذين كانت لهم مواقف من هؤلاء بحكم القرابة او الجيرة أو الوظيفة..في هذا الخضم كان هنالك من يعمل ليس بهدوء ولكن ضمن توجيه ومخطط وخاصة اولائك الذين كانوا يعيشون في لندن وواشنطن ..كان لديهم ادوار ومواقف يتوجب عليهم أداءها ..وكان من ضمن هؤلاء المستعدين لتنفيذ أي امر يصدر اليهم من امريكا وايران ..شخص يعرفه العراقيون الذين كانوا مقيمين في بريطانيا حيث كان مسؤول عن ادارة مسجد في لندن ويهاجم فيه أي جهة يطلب منه ان يضمنها في خطبته مرتديا ملابس رجل الدين..هذا الشخص هو موفق الربيعي ..

وعندما عاد موفق الربيعي مع قوات الاحتلال بدأ يروج على جدران الدوائر والمنازل في شوارع بغداد والمحافظات ان ( الدكتور ) موفق الربيعي يمثل الخط الديمقراطي والتكنوقراط وهو الضمانة لمستقبل العراق! .. وكان الاتجاه العام له يشبه الى حد كبير خط المدعو صادق الموسوي الذي كان محسوبا في البداية على الملكية الدستورية ثم تركه ليصبح مستشارا لدى رئيس الجمهورية ثم اليوم مسؤولا عن احدى المنظمات وغيره من الذين لديهم أهداف محددة ولكن يتبعون مناهج مختلفة!..

وفجاة ..عين بريمر موفق الربيعي مستشارا للامن القومي العراقي وبقرار لا تستطيع حتى الحكومة ( المنتخبة التي تمثل كل الشعب الكردي والعربي ..الشيعي والسني وكل اطيافه حسب تعريفهم !) ولا مجلس النواب الذي (يعين الوزراء ومسؤولي الدولة ويسن القوانين !) ولا رئيس الوزراء السابق والذي تلاه ولا الحالي ولا نوابه ..ولا حتى رئيس الجمهورية ولا نوابه ..ولا حتى الحكيم ..من تغييره لا هو ولا رئيس المخابرات !!

والشعب العراقي يعرف ذلك جيدا ..

ومن خصائص شعبنا وخاصة أبناء الجنوب والفرات الاوسط انهم يعرفون كل خفايا الامور..وهم منبع السياسة والتحليل والاستنتاج في العراق..وليس من السهولة أن يغيروا قناعاتهم الا بعد تجربة طويلة ولهذا نشا من مناطقهم الحزب الشوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي وانطلاق ثورة العشرين .. ويشهد القاصي والداني ان خيرة مناضلي حزب البعث من مثقفين ومفكرين من تلك المناطق..

وسيشهد تأريخهم النضالي بعد حين ان ثورة تحرير العراق بدأت من هناك .. وهم يعرفون اكثر من غيرهم من هو موفق الربيعي وماهي واجباته وماهو الدور المرسوم له ..

ويوم امس عندما ثارت على هذا الشخص ( المسؤول عن أمن العراق وطنيا وأقليميا !) كل جماهير مدينة الشعلة البطلة والمناضلة والعريقة بعشائرها ورموزها ورجالها وسادتها وشيوخها فهي بداية الثورة الشعبية العامة التي ستطيح بكل هذه المجموعة الضالة والمتآمرة على العراق ارضا وشعبا وتأريخا وثروات ..

وصدق الربيعي عندما صرح لوسائل الاعلام بان هذا الاعتداء الذي تعرض اليه في حسينية الجوادين في الشعلة هو امتداد لما حدث يوم امس في البصرة والناصرية ..نعم انه امتداد لتلك الشرارة وتلك الثورة التي بدات وسوف لن تهدا الا بنهايتهم ..ومثلما ان شعبنا بعشائره وعائلاته وأطيافه في الشعلة هم امتداد لأخوانهم في البصرة والناصرية..فتلك الهجمة على رموز السلطة التي جاءت رياءا الى الشعلة هي نفس الهجمة التي طالت رموزهم في البصرة والناصرية الذين جاءوا رياءا ايضا الى مواكبهم ..

وهذه هي ليست البداية .. فالبداية كانت قد بدات من زمان .. منذ ان هدأت الموجة وتبين الحق من الباطل .. ومعارك النجف ومقاومة المحتل في هذه المحافظات ..والغليان الشعبي الذي يقوده الشيوخ والسادة والرجال الشجعان دليلنا الدامغ والقاطع على ذلك ..

شرارة هذه الثورة ولدت هناك قبل كل المحافظات والنار المتأججة في صدور ابناء النجف وكربلاء والعمارة والكوت والسماوة وكل مدنها لن تكون بأقل من تلك التي تغلي في صدور اهل الناصرية والبصرة والديوانية وبابل..

ويكذب من يقول ان ما حدث يوم امس في البصرة والناصرية والشعلة هي صنيعة نفر ضال يريد تقويض منجزات الاحتلال وأدلائه ومروجي بضاعته الفاسدة وأفكاره الشريرة ..انهم أبناء العراق الوطنيين الاصلاء أصحاب الغيرة والنخوة ..

وما النفر الضال الا سلطة الاحتلال وحكومته التي نصبها بغير حق او شرعية ..الحكومة الذليلة البعيدة عن الشعب ومعاناته والحريصة على الكسب الحرام وسرقة قوت وثروة الشعب ..وما سيحدث بعدها ستكون الاهزوجة التي سيتغنى بها أهالي الفالة والمكوار في تصديهم وجهادهم ونضالهم ضد الاحتلال وأعوانه..
عاش العراق وعاشت عشائره وشيوخه وسادته ومناضليه ..

عاشت شرارة ثورة الشعب من الجنوب العراقي والفرات الاوسط ..
الموت للخونة والجبناء الذين يفرون من خيالهم عندما تحين ساعة الصفر في يوم الحساب القريب..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 محـــــرم 1429 هـ الموافق  20 / كانون الثاني / 2008 م