بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الذي وقف معنا بالأمس .. والذي سيقف معنا غدا

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 أخيرا.. 

بعد كل معناة هذه الأيام والسنين وما لحق بالشعب العراقي من ويلات ودمار وقتل وتشريد وتهجير منذ بدء الصفحة الاولى من العدوان الامريكي الغادر الغير شرعي على العراق في آذار 2003 والذي استمر  (18) يوم من قصف جوي وصاروخي شاركت فيه ثلاث اساطيل بحرية امريكية العاملة أغلب سفنها ومدمراتها وحاملات الطائرات فيها على الطاقة النووية وآلاف الطائرات القاصفة والمقاتلة التي اطلقت من قواعدها في الكويت وقطر وتركيا واوربا وجزر المحيط الهادي وحاملات الطائرات الامريكية في الخليج العربي والبحر الابيض المتوسط وعشرات الآلاف من صواريخ كروز العابرة للقارات لتقصف وتدمر بشكل كامل كل مصانع ومعامل ومعسكرات ومراكز القيادة والمعسكرات والقواعد ومنصات الصواريخ التي ضربت اسرائيل والمخازن والمستودعات والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومجمعات الماء ولوزارات ودوائر الدولة والمؤسسات والجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والملاجيء والابنية ودور المواطنين والطرق والجسور والمدن والقصبات والمزارع ورعاة الماشية وكل شيء يتحرك في العراق .. هذه الصفحة التي انتهت بدمار وهدم العراق واحتلاله وقتل مئات الآلاف من خيرة شباب العراق..والشروع بتقسيم الغنائم بين الأدلاء الذين جاءوا مع الاحتلال ..  

وبعد ( 1645 ) يوم من الأحتلال الأمريكي الهمجي والبربري لبلد ذو سيادة وقانون ..بلد ارسى معالم الحضارة وقبل ان يعرف العالم القراءة والكتابة ..بلد مؤسس للامم المتحدة وحركة عدم الانحياز..والجامعة العربية ..البلد الذي وقف بكل امكاناته وقدراته وقوته وشعبه مع القضية الفلسطينية وكان العون والسند الدائم للمقاومة الفلسطينية ..هذا البلد الذي تعرض خلال هذه السنوات من الاحتلال الى أبشع حملة عرفها التأريخ في القتل والاعتقال والتهجير والتهميش والسلب والنهب والتدمير وتزوير حقائق التاريخ وغسل عقول الناس في خطة اعلامية مركزة تستهدف النظام الوطني السابق وقيادته وفكر حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضليه ..وغدا العراق غابة تسرح فيها قطعان الثعالب وسط الانقاض بعد أن فرغت من اسودها وليوثها الذين استشهدوا على طريق الحق والمقاومة او يقبعون في سجون الاحتلال والحكومة العميلة الذليلة التي نصبها.. 

بعد (1645) يوما من الضيم والظلم والدم الذي قدمه ما يقارب مليوني شهيد عراقي على طريق التحرير والمقاومة في صراع تأريخي واسطوري للحزب والجيش والحرس الجمهوري ومناضلي اجهزة الدولة والشعب في مقاومة وطنية مسلحة انطلقت منذ اليوم الاول للاحتلال ..في منازلة غير متكافئة وغير عادلة.. وصلت الى حد ان حيا سكنيا كاملا بسكانه وعائلاته وابنيته بما فيها تدمر بالكامل اذا انطلقت رصاصة واحدة ضد دورية امريكية او جندي من جنود الاحتلال .. 

مقاومة وطنية بلا دعم واسناد تخاف اجهزة الاعلام العربية والدولية والفضائيات من نقل خبر عن بطولاتها ..بلا دعم مادي بحيث وصل الامر بمناضليها ومجاهديها ان يبيعوا مقتنياتهم ودورهم واثاثهم لشراء السلاح لمقاومة المحتل واذنابه .. 

مقاومة للحزب والشعب راهن عليها الكثيرون ..الاعداء والمنتظرين والمراقبين ..مرة يقولون انها ستنتهي بعد ان ندمر الفلوجة ..واخرى انها ستتلاشى بتدمير سامراء او حديثة او اليوسفية اوبيجي وتكريت وهكذا الى ان قالوا انها ستنتهي باغتيال الشهيد الخالد صدام حسين ..وفي كل مرة كان حصادهم السراب من الوهم الذي زرعوه .. 

وتصاعدت وتيرة الجهاد وتهاوت مرتكزات الاعداء وزاد اتساع نهر دمائهم وتوسعت مساحات مقابر ألياتهم ودروعهم وطائراتهم المهانة بفعل ضربات الحق .. 

ونحن نقترب من نصر اراده الله سبحانه وتعالى لنا .. 

وبعد ( 1645 ) يوما من هذا السفر الذي عبدته دماء الشهداء الزكية بعد ان صالوا وجالوا وقاتلوا العدو الامريكي المدجج بالتقنيات الحديثة والسلاح المتطور بكل ماتيسر لهم من سلاح .. 

يتيقن الآن السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله ان العراق محتل وان فيه مقاومة وطنية وأن من واجبه أن يعلن تأييد حزب الله لها ..عندما اعلن في كلمته يوم 19/1/2008 في بيروت :   

( نؤكد تأييدنا للمقاومة في العراق ونؤكد دعمنا لكل مقاوم في بلد يتعرض للاحتلال ) 

ترى هل سيقول غدا ان المقصود بكلامي في دعم المقاومة في العراق ..اننا ندعم كل فصائل المقاومة عدا حزب البعث ( وهو لا يعرف اذا قال ذلك انه يقصد بقوله هذا مجاهدي ومناضلي ومقاتلي الحزب  والجيش والحرس الجمهوري واجهزة الدولة الوطنية وكل الشعب) .. 

ونتذكر نص المقابلة التي اجريت مع السيد حسن نصرالله بعد أيام من حادثة جسر الأئمة في بغداد حينما سأله مقدم البرنامج لثلاث مرات متتالية عن هوية الجهة التي اغتالت الحريري بعد كل هذه التحقيقات والتصريحات وهو يجيب في كل مرة: ( ان العقل والمنطق يحتم علينا ان لا نسرع بالاجابة وان ننتظر نتائج التحقيق) .. 

وعندما ساله مقدم البرنامج من هي الجهة التي تقف وراء حادثة جسر الأئمة  فأجاب بدون تردد: ( انهم الصداميون والبعثيون!) .. 

مع حادثة الحريري وبعد مضي سنوات ينتظر التحقيق ولا يتسرع في الحكم بمنطق العقل ..ومع حادثة جسر الأئمة يقرر غيبا واستنتاجا وفورا ان الحزب هو الذي قام بها ..لأن ايران والحكيم والمالكي والعامري وحزب الله في العراق وغيرهم يريدون  اشاعة هذه الكذبة والتهمة.. 

سيروا يا قوافل المجد ..نحو هدف يتعانق مع حد الأفق .. 

حيث تلامس شمس العراق الهور.. وربع العراق الخالي.. وخط الحدود ..على طول العراق وعرضه.. 

عمقنا كل الشعب بعربه واكراده.. بسنته وشيعته ..بقومياته وأطيافه .. 

واليوم نحن نقاتل بهذا العمق.. ومن خيرات كل محافظات العراق نصنع الرماح وسرايا أعلام الانتصار..شعبنا برؤساء القبائل .. بشيوخ عشائره وسادته من آل البيت ..بعامته وشبابه وكوادره ..بجيشه الباسل وحرسه الجمهوري البطل ومنتسبوا الأجهزة الوطنية كافة..  

ومن نصر.. الى نصر .. 

تحية لمن وقف مع العراق .. ومع شعبه .. وحزبه .. ومقاومته .. يوم كان الله وحده معهم ..  

ومن وقف معنا بالأمس ..فقد انتصر لنفسه .. 

ومن سيقف معنا غدا بعد طول انتظار ..سيجد له مكان ما في صورة النصر النهائية..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 15 محـــــرم 1429 هـ الموافق  23 / كانون الثاني / 2008 م