بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

قافلة البعث ورجاله .. ونباح الكلاب الضالة

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 مرة اخرى ظهر انتفاض قنبر يوم 25/1/2008 على فضائية العربية في برنامج صناعة الموت الذي تروج فيه هذه الفضائية  لمفهوم ان القاعدة باعمالها التفجيرية واغواء الشباب لا تسهل قيام الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها ببناء العراق وافغانستان لاحلال الديمقراطية وجعل هذه البلدان مثال للحضارة والتطور وعنوان يحتذى به في المنطقة والعالم ..وكعادة انتفاض قنبر  التي يعرفها الذين كانوا قريبين منه فقد أمضى ثلاث أضعاف الوقت المخصص له للمقابلة بالاستعداد مظهريا للكاميرات وخاصة مكياج الوجه .. 

على كل حال ..هذه المرة تم تقديمه على اساس انه (محلل سياسي ) والظاهر انه فقد صفته الديبلوماسية في واشنطن بعد ان تناقلت الأخبار المتواترة عن انه الملحق العسكري العراقي في واشنطن ..وأي مراقب سيضحك عندما يرى ماوصل اليه الحال في العراق اليوم ..عندما يجتمع انتفاض مع ابن الطالباني ممثل اقليم كردستان في واشنطن ومع حامد البياتي الممثل الدائم للعراق المحتل في الامم المتحدة وستكتمل الصورة التي عليها الان الوضع العراقي بعد ان كان العراق يهز الدنيا بمواقفه وصموده ومبدئيته .

هذه المرة زج انتفاض قنبر نفسه بموضوع القاعدة ..  

ولا نعرف ماهي الصلة التي تربط انتفاض قنبر بتحليل مسببات ظهور تنظيم القاعدة في العراق ونموه وتأثيره وهو شخص مختص فقط وطول عمره السياسي بمهاجمة حزب البعث العربي الاشتراكي والنظام السابق .. 

ومنذ اول كلامه المفترض ان يتناول ايديولوجية هذا التنظيم وعلى اي معتقدات تم بناءه ومن الذي ساهم في نموه وزيادة تأثيره وكيف ان هذا التنظيم الذي حارب السوفييت في افغانستان مع الامريكان تحول الى محاربة الامريكان ..ثم يعرج باعتباره ( صورة للشباب!) عن سبب اقبال بعض الشباب الى الانتماء الى هذا التنظيم وماهو تأثير حالة الاحباط النفسي والعقائدي التي يتعرض لها الشباب المسلم والذي يهيء الارضية الملائمة لجذبهم الى هذا التنظيم المتطرف  من جراء كيل الدول العظمى بمكيالين وخاصة الولايات المتحدة بمساعدة اسرائيل والدفاع عنها وعن كل عمل تقوم به وتبرير جرائمها وجرائم الجنود الامريكان من جهة وتصوير الدين الاسلامي بانه دين متخلف ويدعو الى الارهاب!..وجرائمهم البشعة في العراق والتي راح ضحيتها أكثر من مليون عراقي.. 

وكيف ان لغة بوش الصغير المعادية للاسلام كانت سببا في استغلال المتطرفين لهذا الاسلوب في اغواء الشباب وتثقيفهم لمحاربة هذه السياسة وتجنيدهم في هذا التنظيم ..

وكان يمكن لانتفاض قنبر وهو يهيء نفسه لدخول عالم السياسة الدولية والتنظير الستراتيجي ان يسوق مثال على ذلك ماقاله بوش الصغير يوم 29/1/2002 في خطابه للكونكرس الامريكي ليوضح سياسته بعد غزو افغانستان  : 

(وعلى الرغم من أن الحرب في افغانستان توشك على نهايتها فإن أمامنا طريقاً طويلاً ينبغي أن نسيره في العديد من الدول العربية والإسلامية ولن نتوقف إلى أن يصبح كل عربي ومسلم مجرداً من السلاح وحليق الوجه وغير متدين ومسالماً ومحباً لأمريكا ، ولا يغطي وجه امرأه نقاب!)  

وقوله ايضا: 

(من الآن فصاعداً يحق للعالم تناول الخمر والتدخين وممارسة الجنس السوي أو الشذوذ الجنسي ، بما في ذلك سفاح القربى واللواط والخيانة الزوجية !! ومشاهدة الأفلام والأشرطة الخلاعية داخل فنادقهم أو في غرف نومهم !! وبالنسبة لشركاتنا التي تنتج مثل هذه المنتجات فسيحق لها الوصول من دون أي عقبات للدول المتخلفة التي منعت تلك الحريات عن شعوبها!)  

وكيف ان مثل هذا الطرح يشجع المتطرفين على كسب الشباب وتوجيههم للتعبير عن سخطهم واستنكارهم من خلال تنظيمهم وزجهم في هذه العمليات الانتحارية.. 

وكان يمكن ان يعرج انتفاض على تصنيف عمليات القاعدة وكيف انها انحرفت لتنال المدنيين العزل واتجهت للتفجيرات الانتحارية لدور العبادة والمدارس والاسواق مما أفقدها حاضناتها في محاربة الاحتلال وسبب ظهور اتجاهات عشائرية ومناطقية لمحاربتها .. 

لينال كلامه على الأقل قبول الذين لا يعرفوه ولا يعرفون تأريخه وكيف أصبح معارضا بعد ان كان يعمل في الدائرة الهندسية في الرئاسة في زمن النظام السابق الذي يتهجم عليه وحيث ان هذه الدائرة كانت مصفاة لا يمر من فلاترها من تسول له نفسه وضع شيء في جيبه أو التهاون مع أحد لقاء مصلحة فقد تم طرده وانتهى ليصبح احد أبطال مسلسل تدمير العراق .  

ولكنه بدلا عن ذلك وفي اول تحليلاته الساذجة قال : (ان الذي يقف وراء  تدريب ودعم القاعدة هو حزب البعث وبقايا النظام السابق وأجهزة مخابراته وعناصر الامن السابق !) .. على الرغم من ان البعث ورجال النظام السابق هم في رأس قائمة الاعداء الذين تصنفهم القاعدة نفسها!.. 

والأغرب من ذلك انه وبموجب العدد القليل من الأشهر التي عملها سمسارا لبيع الاسلحة للجيش العراقي والبيشمركة خلال فترة وجوده في واشنطن في السنة الماضية .. 

فسيعجب رجال المخابرات والاستخبارات من منطق انتفاض الجديد ..عندما بدأ يتحدث بمنطق الاستخبارات حينما سالته مقدمة البرنامج عن وجود دليل على ذلك حيث قال  : ( في مباديء الاستخبارات ليس هناك اثبات قاطع بل يتم الاعتماد على علامات نستنتج منها وجود تنسيق بينهم !) ..وان ( منتسبوا الامن والمخابرات من النظام السابق هم الذين دربوا تنظيم القاعدة على الحقيق والتعذيب !) ..ومن غير المستبعد ان هذا البرنامج اذا استمر لأشهر اخرى وتم استضافة انتفاض او الجلبي أو احد اعضاء الائتلاف أو الربيعي من ان يقولوا ان ( الذي درب القاعدة في افغانستان ابان محاربتها للسوفييت هم عناصر حزب البعث ومخابرات وامن النظام السابق ! ) ..ويكون مبرر هذه القناعة مبني على علامات من صنعهم !.. 

فهل هذا المبدا موجود في أساسيات العمل الاستخباري ؟..ان يتم التوصل الى استنتاج مبني على عدم التجرد وعدم الموضوعية ليتم تبني موقف من جهة ويتم التوصية باعتماد هذا الاستنتاج ؟ ام ان المعلومات والعلامات تحلل للوصول الى عدد من الفرضيات التي يتم متابعتها بدقة لتعزيزها او تفنيدها ليتم بعد ذلك وضع الاستنتاج والمقترحات ؟؟ 

من نوادر العراقيين ما يتداولونه عن قصة الطالب الذي حضر لأمتحان الاحياء ولم يقرأ غير الجزء الخاص ( بالدودة ) وعندما دخل الامتحان فوجيء بسؤال عن الفيل ..فاجاب :بان الفيل حيوان كبير وضخم له خرطوم كبير يشبه الدودة ..اما الدودة ..

لذلك ننصح انتفاض قنبر وكل المتطلعين ( لمستقبل سياسي أفضل !) .. 

قافلتنا تسير ولا تبالي بنباح الكلاب الضالة التي تخاف ان تظهر في شوارغ بغداد.. 

 أن يذاكروا جيدا وان يقراوا كل المواد المطلوبة لأمتحاناتهم وان لا يركزوا فقط على الدودة......!.

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 18 محـــــرم 1429 هـ الموافق  26 / كانون الثاني / 2008 م