بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

كروكر والمالكي وايران .. والمدرسة المرجعية الجامعة

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 ثمن كل من ( الآية الكونية عبد العزيز الحكيم ) و(الآية الناطقة مقتدى الصدر ) و(الكثير من السادة المراجع العظام) ومجموعة المطبلين التي تبدا بموفق الربيعي وتنتهي بعلي الدباغ مرورا بكل الطيف الذي حول (الديمقراطية الموعودة في العراق الجديد بعد الاطاحة بالنظام السابق ) الى ( تحقيق حلم الاجيال باقامة الشعائر المحرومين منها )..كل هذه (الأعمدة الاساسية ) لدولة العراق الجديد باركت وثمنت مكرمة العم كروكر سفير الولايات المتحدة الامريكية في العراق بتخصيصه مبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي من ميزانية السفارة لدعم (المواكب الحسينية )هذا العام وكيف ان هذه المبادرة ستسهم في زيادة ايمان الشعب العراقي بعدالة قضيته في ( التعبير عن مشاعره الدينية! ) في هذه المناسبة . 

أما ( دولة رئيس الوزراء ) و(القائد العام للقوات المسلحة ) الذي سيترك الشعائر الدينية المهمة ويسافر الى لندن (لامور خاصة!) في وقت تتعرض بلاده لعدوان عسكري تركي واسع النطاق وهو غير قادر حتى على ادانة هذا الاجتياح لأن الولايات المتحدة تؤيده وتباركه!.. فقد أبلغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية بايجاد صيغة للشكر والتقدير لهذه المبادرة لأنه مشغول في لندن هذه الأيام بأمور (أهم من) شعائر أربعينية استشهاد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ووحدها الدوائر الضيقة حوله وأجهزة مخابراتنا الوطنية المناضلة والشجاعة تعرف بالتفصيل ماهو هذا الامر ..وهذه المرة و(الشهادة لله) ليست للتآمر على العراق (فما زرعه من ألغام في العراق يفوق الخيال!) ولكن لأسباب شخصية تتعلق بالوقوف وهو وزوجته على آخر الملاحظات والتشطيبات للقصر الريفي الفخم الذي اشتراه المالكي في لندن من (ماله المزكى الخاص!) أما (المشاركة بالشعائر التي من أجلها اتفقت الولايات المتحدة مع كل هذه الاطراف لاسقاط النظام الوطني في العراق!) فالأيام طويلة والمنسبات كثيرة ..فاذا كتب الله لهم البقاء فسيحضرونها واذا حصل (شيء ما!) فالتفكير بالسكن في لندن ( هو الخيار الصحيح!) 

وسيكون (لدولة رئيس وزراء العراق) الوقت الكافي للقيام بنشاطات اخرى مستغلا وجوده في لندن وذلك من خلال مشاركة الشعب البريطاني مشاعره وهو يتظاهر منددا بتصريحات الأسقف البريطاني " روان ويليامز" كبير أساقفة كنيسة كانتبري الداعية لتطبيق الشريعة الإسلامية فيما يخص الأحوال الشخصية للمسلمين في بريطانيا مطالبين باقالته من منصبه او الإستقالة و العزل من إسقافيته معتبرين إنه لم يعد أهلا بمنصبه لانه يدافع عن الاسلام!! 

 وطاقم المستشارين في رئاسة الوزراء قد استلموا توجيها واضحا وصريحا من المالكي بأنه في حال سفره فان السفارتين الامريكية والايرانية في بغداد ستتخذان كل (الاجراءات اللازمة والضرورية!) لأي موضوع يتعلق بتأمين الحماية والدعم والاسناد في هذه المناسبة وعلى الجميع هم و(عوائلهم !) المشاركة في هذه الشعائر!  

وهكذا التقت مرة اخرى مصالح (الجارة ايران) مع مصالح الولايات المتحدة ومصالح الطغمة المتسلطة على الحكم في العراق والمتسترة بغطاء الدين و(احقاق الحق للمظلومين!) في دعم واسناد هذه المواكب الحسينية ( ايمانا منهم!) بالدور العظيم الذي قام به الامام الحسين عليه السلام في ترسيخ المباديء لكل الاجيال من ان المباديء والقيم واعلاء كلمة الاسلام تستدعي منا الجود بالنفس والاهل في واحدة من أعظم المنازلات بين الحق والباطل وبين الايمان والكفر. 

فلو سلمنا (جدلا) ان ايران (لها بعض الحق ) برعاية هذه المواكب لأنها ترتبط بكثير من الاهداف ولنتختار اقتصارا للتحليل من انها دعم لطائفة ( ترى انها يستوجب عليها دعمها )..والاختلاف الجوهري هنا اننا نرى ان هذا الدعم يخدم مصالح ايران القومية فقط ولاعلاقة له بالدين وبالطائفة والآخرون يرون ان الموضوع هو ( اسناد للطائفة التي ظلت محرومة لعقود من الزمن )..وهذا الموضوع ليس محل للنقاش الىن ولكننا نتسائل .. 

-       اذا كانت ايران معنية بدعم هذه المواكب ( انتصارا للطائفة ) والذي يمثل انتصارا للدين الاسلامي ضمن مفهوم ربط الطائفة بكل الدين فقط فما هو سبب دعم الولايات المتحدة الامريكية لهذه الشعائر ؟؟

هل هو (انتصار ودعم لهذه الطائفة التي تدعمها ايران

وهل هو الانتصار للدين الاسلامي محبة واحتراما وتقديرا لهذا الدين ؟

واذا قبلت ( المرجعية العظمى ) دعم واسناد وتوجيه ايران لأسباب لامجال لذكرها ..فلماذا تقبل هذا الدعم من الولايات المتحدة ..وهل هي محتاجة لهذا المبلغ وهل ان العراق بحاجة الى ( خمسين الف برميل نفط) من السفير الامريكي ومن نفط العراق ليهديه الى منسقي المواكب الحسينية ..وهل ان هذا المبلغ يخص موكب( المنطقة الخضراء) المشارك بهذه المناسبة ..

وهل ستسمح المرجعيات بان تشرب أرامل ويتامى العدوان الامريكي اليومي على كل مدن وقصبات وقرى العراق من ماء الحسين الذي أهدته القوات الامريكية الغازية للعراق والتي دمرت مدينة النجف وقتلت ببنادقها وبنادق أدلائها خيرة شباب ومناضلي وكوادر هذه الطائفة وبأعداد تفوق اولائك الشهداء من الطائفة الاخرى؟   

-       وهل سيفتح كروكر الباب على مصراعيه لنجد في يوم من الأيام ان المواكب الحسينية قد تلقت تبرعا مجزيا من (سفير دولة عدوة اخرى!!!) تناصب ديننا أشد العداء ( على الرغم من التقاء مصالحها مع مصالح ايران والساكتين في بغداد على صحة نهج الولايات المتحدة باسقاط النظام الوطني السابق)..

-       ألم تسأل المرجعيات نفسها لماذا أجهد سفير الولايات المتحدة نفسه في اتخاذ مثل هذا القرار ولم يحاول مجرد التفكير باسلوب يجنبه الاحراج فيما لو سؤل من قبلكم عن موقفه من الاساءة المتعمدة للرسول الكريم في صحف الدنمارك وخاصة الاساءة الاخيرة هذه الأيام والتي صورت سيد الخلق أجمعين وهو يرتدي حزاما ناسفا؟ أم انكم تتفقون معه على انكم ( أنتم وسفير الولايات المتحدة في العراق وايران ) مسؤولين عن حماية هذه الطائفة فقط..وان (للبيت رب يحميه!)..  

لقد التقت على نحو واضح الآن مناهج كل الاطراف الامريكية والايرانية والعراقية الحكومية والحزبية المتسلطة و( سانديهم !) ومؤيديهم  .. فهم ينهلون من نفس المعين والمرجع ويتلقون (الدرس ) في نفس المدرسة التي تجمعهم وتصقل اتجاهاتهم..ولا أحد يهتم بالعراق وشعبه وما يعانيه من ويلات ومصائب وتدمير وقتل واغتيال واعتقالات أخذت تزداد وتتسع لتشمل عوائل باكملها من شيوخ واطفال ونساء .. 

وفي ظل استمرار الاحتلال وجرائمه بحق كل طوائف وقوميات واطياف العراق  

وأخيرا..وليس بالطبع آخرا..  

الحمد لله الذي جعل (قيادتنا الجديدة ) في ( العراق الجديد) تقنع الولايات المتحدة بان تدفع ولو لهذه السنة (الزكاة ) لنا ..ولو أنها لا تمثل الخمس حاليا بسبب شدة المقاومة الوطنية البطلة من جهة والتي تتطلب صرف مئات المليارات من الدولارات سنويا ليس لتحجيمها وايقاف نموها وتقدمها واتساعها وأنما لحماية الأمريكيين العسكريين والسياسيين الموجودين على ارض العراق من ضرباتها .. 

ولكون الامريكان حديثوا عهد بالايمان (بالدين الجديد!)..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  20  صفر 1429 هـ الموافق  27 / شبـــاط / 2008 م