بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

جريمة الزنجيلي .. والمعركة الحاسمة

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

انها دورة الحياة والتاريخ في العراق ..

ثوراتنا وانتفاضاتنا وهوساتنا تبدأ بشرارة النار التي تشتعل من الجنوب والفرات الاوسط.. وعندما يتحرك الطاغوت الى الموصل فقد آن الأوان للنصر ولاح فجر الخلاص ..وسيعلم الذين دمروا بلادي ومزقوا وحدة الارض والتأريخ العراقية وقسموا ثروة وسيادة ومؤسسات العراق بينهم ان يوم الحساب قريب ..واقرب مما يتصورون..

ففي الوقت الذي تحاول الحكومة العميلة والاحتلال البغيض بكل ما اوتوا من قوة وبطش ودهاء ان يغطوا نار الثورة التي اندلعت في الناصرية والبصرة والكوت والديوانية والحلة بوسائل تزيد اشتعالها  ..توجهت فرق الموت الطائفية وقوات الجيش اللاوطني وبهائم البيشمركة العنصرية المتحجرة التفكير تساندهم القوات الامريكية المحتلة بطائراتها المقاتلة والسمتية والقتلة من المارينز وتحت اشراف مرتزقة الحكومة العميلة بالتخطيط لعملية جبانة وتنفيذها يوم الاربعاء 23/1/2008 الموافق 15/محرم /1429 هجرية في عملية تفخيخ وتفجير مدبر لأحد الاحياء الصامدة والمنكوبة بفعل الاحتلال وعصابات بهائم البيشمركة وهو حي الزنجيلي في محافظة نينوى الحدباء..وقد ادت هذه الجريمة النكراء الى استشهاد وجرح المئات من أهل هذه الحي العصي عليهم..

ألم يسال عاقل من عقلاء هذه الامة المنكوبة نفسه :

من يملك كل هذه المرونة والامكانات للتحرك لتنفيذ تفجير كبير ومؤثر ومنظم ومدبر  في العمارة ثم يصعد الى الموصل لينفذ تفجير آخر ويرجع الى بغداد ليفجر عدد من السيارات المفخخة ثم يتوجه الى البصرة ويعود الى الموصل ليفجر حي بأكمله غير الاحتلال والمتعاونين معه؟؟

أما اذا كانت تقاريرهم وتحليلاتهم الخائبة تشير الى ان المنفذين هم ارهابيين تحت مسميات شتى مرة القاعدة ومرة جند السماء ومرة جماعة اليماني ..ولا ينسون وهم ينفسون عن انفسهم ذكر الصداميين والبعثيين و(أزلام النظام السابق) ومخابراته.. فهذا يعني ان ( لقوى الارهاب )في العراق قوة تعمل بمنظومة غاية في السرية والاتقان تفوق قدرة الاقمار الصناعية الامريكية الجاثمة على صدر كل العراق والمنطقة على مدار السنة وطائرات التجسس التي تجوب سماء العراق وتصور الباعة المتجولين ونوع البضاعة التي يبيعونها لمدة 24 ساعة في اليوم وطائرات الاستطلاع بدون طيار من الصغيرة الى الطائرات المسيرة التي تطير من جزر المحيط الهادي لتتحسس كل تغير في التوزيع السكاني والآليات لعموم العراق !..

نقول..الظاهر ان لهذه (القوى الارهابية) قدرة تفوق امكانات القيادة الوسطى الامريكية وقيادة القوات الامريكية في العراق والسفارة الامريكية بكل جواسيسها ومنظومات التعقب والتنصت والاستراق والمراقبة والمتابعة وامكانات الحكومة العميلة بتنظيمات احزابها العميلة وجيش الجواسيس والخونة والادلاء والمراقبين وكتاب التقارير التي حصدت ارواح عشرات الآلاف من الناس الابرياء لمجرد انهم انتقدوا الحكومة والاحتلال  واودعت عشرات الالوف من الشباب والرجال والنساء في سجون الاحتلال والحكومة منذ أربع سنوات بلا محاكمات او دفاع او توجيه للتهم..

ويبدوا ان هذه ( القوى الارهابية ) تتحرك بحرية وبدون مراقبة وتنقل اسلحتها ومعداتها وعبواتها الناسفة بدون ان يداهما المارينز أو يكتب اي من جواسيس الدعوة وفيلق بدر او جيش المهدي أي تقرير عنها وهي تتنقل بين المحافظات والمدن والقصبات دون ان يعترضها احد على الرغم من عشرات الآلاف من نقاط التفتيش الامريكية والحكومية وجماعات الصحوة ؟!

والظاهر ان حركة هذه ( القوى الارهابية ) تشبه حركة ( الارهابيين ) الذين دخلوا في وضح النهار واقتادوا عدد كبير من موظفي التعليم العالي والهلال الأحمر واللجنة الاولمبية باسطول من الباصات وترافقهم سيارات الداخلية والمغاوير ولم يعترض طريقهم احد ولم يحقق بموضوعهم أحد ولا أحد يعرف مصير المختطفين لحد الآن !!

ان العراقي يعرف جيدا الايادي التي تقف وراء هذه العمليات الاجرامية التي تستهدف الابرياء وعامة الناس ومدارسهم ومصانعهم ودور عباداتهم ..ويعرف طبيعة الدعم اللوجستي الواجب توفره للقيام بهذه الاعمال ..

وهو باعتباره حاضن وراعي ومنبع المقاومة الوطنية العراقية يعلن بوضوح ان المقاومة بريئة من هذه الاعمال وان من يقف وراء هذه العمليات الاجرامية هم قوات الاحتلال وصنيعاتهم من دمى الداخلية والحرس الوثني والميليشيات المرتبطة بايران وبهائم البشمركة التي لا تفرق بين الطفل الرضيع والشاب المقاتل فقد ورثوا هذه الصفات الحيوانية عن اسلافهم الذين كانوا يذبحون الجنود العراقيين العزل والغير مسلحين بعد أسرهم وتعذيبهم..

وكعادتهم ..سارع الجميع للتنديد بالعملية الجبانة والوعيد بالاقتصاص من فاعليها ..والغريب ان لأطراف  الجهات الحكومية  تفاسير متناقضة وتصريحاتهم عن المسببين متضاربة وتعتمد على هوى نفوسهم ..وقائمة المتهمين تطول تبدا بالقاعدة وتستمر ولا تنتهي ..والنتيجة ان كل من يقاوم الاحتلال وله موقف من العملية السياسية الجارية وينادي باعادة الجيش والاجهزة الامنية وينتقد اداء مؤسسات الدولة الطائفية ويعارض سياستها في أي مجال وخاصة الايغال بايذاء البعثيين والاساءة اليهم ومدح ( الجارة المسلمة ايران !) فهو في قائمة المتهمين في تفجير حي الزنجيلي وما سيتبعه من تفجيرات!!

ويتندر المالكي ووزير دفاعه الذي انشق عن الذين طرحوا اسمه بتحريض من مستشاره محمد العسكري.. بانهم سيقومون بشن عملية عسكرية واسعة وحاسمة يقوم بها الجيش الوثني وبهائم البيشمركة بدعم القوات الامريكية ضد تنظيم القاعدة في الموصل .. وسموها بالمعركة النهائية مع الارهاب ..

وحيث ان مثل هذه العملية تحتاج الى قرار سياسي أمريكي اولا.. ومالكي ثانيا ..لذلك..

نقول مرة اخرى لدهاقنة السياسة الامريكية والعراقية والمستشارين العسكريين الافذاذ كالعسكري والعبيدي وكنبر وغيرهم :

اذا كانت هذه العملية ( التي ستأخذ اسما رنانا!) تستهدف تنظيم القاعدة في الموصل وتقولون انها عملية حاسمة ونهائية وتناقلت الاخبار عن وزير الدفاع ان الدبابات والطائرات والقوات المحمولة تتحرك الى الموصل للتحشد لهذه العملية  ويجوز ان محمد العسكري سيظهر على شاشة فضائية العراقية ليشرح للعالم خطة الهجوم ومحاور التقدم والتعرض والخطط البديلة كما فعل ( والظاهر انه لايريد ان يذكر احد بذلك!) عندما ظهر على التلفزيون  ليشرح لأياد علاوي كيف يجب ان تدار معركة النجف وماهي محاور التقدم وأين سيذهب جيش المهدي اذا قامت القوات المهاجمة بسد هذه المنافذ!!..

نقول اذا كانت هذه العملية تستهدف هذا التنظيم ومن اجتمع معه من الارهابيين وحيث ان لهذا التنظيم هذه القدرة على المناورة فبكل بساطة سينتقل من محافظة الموصل باكملها الى محافظة أخرى!! وسيحصد القائمون على هذه العملية الريح !!

واذا كان الغرض من هذه العملية والترويج لها هي مسرحية دعائية من مسرحيات الامريكان ..فلن تجدوا أحدا يهتم بكم وبتمثيلكم السيء ..

اما اذا كانت الغاية استهداف المعلمين واساتذة الجامعة والاطباء والمهندسين والمحامين والطلاب والحرفيين والمزارعين وغيرهم من مناضلي حزب البعث والمقاومة الوطنية العراقية الذين لم يطالونهم لحد الآن فهذا موضوع آخر ..وعلى الرغم من اننا القائمون على مجالس عزاء مصابنا في حي الزنجيلي ..

فنحن سوف لن ننتقل الى محافظة اخرى ولن نغادر مواقعنا وسنكون لهم بالمرصاد وسوف لن تفرق هذه العملية عن سابقاتها..

فنحن خبرنا عملياتهم وغاراتهم وخبثهم ..ونعرف مقتلهم ..وستكون معركتنا الحاسمة وليست معركتهم ..

وسيقاتلهم معنا هذه المرة .. الشواف وحفصة العمري ورفاقهم من شهداء البعث والعراق رحمهم الله ..

لقد أعددنا لهم في هذه المرة .. ما لم تراه عيونهم .. وما لم يخطر لهم على بال ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 20 محـــــرم 1429 هـ الموافق  28 / كانون الثاني / 2008 م