بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

العمالة المزدوجة .. وتحالفات الهزيمة

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

ان مأساتنا في العراق اليوم تكمن في ان المتحكمين بالسلطة الآن والذي وضعتهم الأقدار بمكان يتحكمون من خلاله بمقدرات وارواح الناس كانوا من المطلوبين للقضاء بحكم قيامهم بسرقة كبيرة أو شاركوا بقتل الابرياء ومن الذين كانوا يستلمون مبالغ من ايران ودول غربية لتنفيذ عمليات اجرامية ضد الأمن الوطني للعراق وباعترافهم شخصيا ..

وكانت المخابرات العراقية في حينها تعرف بالأدلة ان هؤلاء الاشخاص ينسقون مع المخابرات الامريكية والبريطانية وفي نفس الوقت لديهم ارتباط مع المخابرات الايرانية ..

وكانت العمالة المزدوجة هي الصفة الغالبة لهؤلاء العملاء الذين كانوا صغارا والظاهر انهم أصبحوا كبارا الآن!..ومع ذلك ظلت هذه الصفة ملازمة لهم .. يعملون لصالح ايران من جهة ولصالح وكالة المخابرات المركزية الامريكية واستخبارات البنتاغون او المخابرات البريطانية من جهة اخرى..الغريب ان كل شخص من هذه الزمرة يضع غربالا على رأسه ليوقي به نفسه من شدة حرارة الشمس ..ولا يعرف ان مصيره المحتوم بات أقرب من فتحات الغربال الذي يوقي به نفسه ..وان الهزيمة في الميدان الحقيقي للصراع مع العراقيين موضوع حتمي وكل ما يوحي به أصدقائهم واجهزتهم ومخابراتهم وقواتهم ما هو الا محض خيال وسراب ووهم ..

وهذا مااكده بيان حزبنا العظيم ..حزب البعث العربي الاشتراكي يوم 27/1/2008 عندما أكد ان المصير المحتوم للاحتلال وزمرته التي نصبها لنهب العراق وتقسيم اوصاله باتت قريبة بفعل تخطيط وتنفيذ ضربات الحق القاتلة التي صال بها جنود البعث والمقاومة الوطنية العراقية والتي أجبرت الاحتلال للبحث في ملفاته القديمة في الصناديق التي رزمها للهرب من بغداد عن خطة او مقترح او اسلوب للمطاولة لحين كسب الوقت لأكمال زمرته المزدوجة الولاء والعمالة لمشروعهم القاضي بسرقة كل مايمكن من العراق قبل الهزيمة النكراء التي تنتظرهم لا محالة ..

وبموجب طبيعة الامريكان فهم لا يبحثوا عن كل الملفات والمقترحات القديمة بما فيها تلك التي تحوي نصائح ثمينة لهم وتركز على الاسراع بالهرب من العراق ..بل هم يبحثون عن الملفات التي تتوافق وهواهم واحلامهم ..ولذلك كانت كل هذه الملفات التي تتماشى مع ما يتمنوه وليس مع الواقع تركز على دعم جوقة العملاء والمزورين والجهلة الذين نصبتهم امريكا لحكم العراق ..

وتعيش جوقة الدجل والكذب واللصوص القابعين في بيوتهم ( المحصنة ) داخل المنطقة الخضراء والجادرية بشخصية ازدواجية ..فهذه المجموعة من السراق والمزورين يوزعون احاسيسهم وانظارهم باتجاهين يبدوان مختلفين وان كان هدفهما واحد وهو تدمير العراق..عين على ايران ومصالحها وبرنامجها واوامرها ..وعين على أمريكا وخاصة بوش الصغير .. المنقذ الذي اوصلهم الى سدة الحكم وهو يزور اسرائيل وبعض دول المنطقة والخليج العربي عسى ان يمدهم بالعون والتأييد بعد ان بينوا استعدادهم لتوقيع معاهدة البقاء والاحتلال الدائم للعراق والقوانين المطلوبة الاخرى والتي يعرف الامريكان جيدا بان الشعب العراقي سيمزقها مثلما مزق معاهدات الانتداب البريطاني وصكوك الهيمنة واحتكار النفط العراقي .

ويتم بغباء مطلق تنفيذ مثل هذه المقترحات التي قدمها أشخاص بعضهم لم يزور العراق ولم يقرأ شيء عن تاريخه والكثير منهم لا يعرف طبيعة الشخصية العراقية..والبعض الآخر يقترح ما يؤمن الاستمرار بحملات الثأر والانتقام الطائفية والسياسية وهو يعبر عن حقده وكراهيته للشعب ولتأريخه ودوره الحضاري ..

وهكذا تتوالى بفعل هذه السياسة الأمريكية الخائبة مشاريع وتحركات وتحالفات وتصريحات وزيارات وتصاحبها عدد من عمليات التفخيخ والتفجير المدبرة بفعلهم وتخطيطهم وافتعال عدد من الازمات السياسية بين الضالعين بالعملية السياسية التي فشلت لحد الآن باقناع الشعب العراقي بشرعيتها واطلاق بعض الاشاعات التي تستهدف جس نبض الشارع العراقي..ويلعب العملاء المزدوجين أدوارا أساسية في هذه المخططات ..

لقد تميز شعب العراق بصعوبة اقناعه بنهج ما قبل ان يجربه ..وفي النهاية وعلى الرغم من عدم تحقيق أي وعد وشعار لحد الآن الا ان شعبنا لا يعطي ولاءه للمحتل ومن جاء معه مهما حقق له من تطور ونمو وتحرر على حد تعبيرهم ومهما قدم له من انجازات ..

وسوف لن تثني العراقيون عن مواصلة مسيرتهم الكفاحية والجهادية مخططات ومشاريع العملاء المزدوجين الذين يدينون بالولاء للولايات المتحدة ولأيران وللشياطين التي تسري في شرايينهم ..وسيتصدى الحزب الذي قدم قرابين للشهادة بعشرات الآلاف من الشهداء من خيرة مناضليه لكل مشاريعهم التآمرية الخبيثة.. من تحالفاتهم المبنية على مصالح للكسب الخاص مرورا بمغازلات الحزب الاسلامي العراقي وعودة التوافق الخائبة بعد عدم تلبيتها لأي من مطالبها ..وقانون المسائلة والعدالة سيء الذكر والصيت وتحرير صك انتداب العراق الدائم ..وقانون تغيير علم العراق..وما سيتبع من مسرحيات استعراضية رخيصة..

وسوف لن تصمد تحالفات المهزومين والخائبين امام ارادة العراقيين واصرارهم على الالتفاف حول المقاومة الوطنية العراقية ودعمها ورفدها واحتضانها والعمل في داخلها لمقاتلة الاعداء مهما اختلفت تسمياتهم وتعددت الوانهم وكثرت تحالفاتهم ..

وسينال الشعب الابي منهم وسيحاسبهم على ما اقترفوه من جرائم بحق تأريخ وحضارة وحاضر العراق ..أما تحالفات الهزيمة فمصيرها واضح.. وسيساعدنا تجمع الاعداء وتحالفهم في الرمي على الاهداف.. فلا التحالف الرباعي ولا الثلاثي أو الخماسي سينقذ رقابهم التي تتحضر للعقاب بعد ان رد الشعب باكمله من الجنوب والفرات الأوسط ..ومن وسط العراق والانبار والموصل وكركوك وشمال العراق بالالتفاف التام حول المقاومة الوطنية واعتبارها السبيل الوحيد لانقاذ العراق ..

وسوف لن يقف امامنا حاجز ..ولن يقيهم منا ساتر او مانع .. ولن تحميهم حصونهم ودروعهم ومصفحاتهم الجديدة ..

وسوف لن نبالي بمنظوماتهم واجهزة مراقبتهم ومتحسساتهم ..

ولن يرهبنا أي سلاح ..

أما هذه التحركات والمخططات والمشاريع ..وهذا البازار السياسي البائس والتفتيش في ( الدفاتر القديمة !) للتحالفات التكتيكية بين كل الاطراف ..وهذه المسرحيات الاستعراضية.. والزيارات .. والتصريحات ..ومشاريع المصالحة الكاذبة ..فماهي الا محاولة للبحث عن نكتة جديدة لألهاء الشعب العراقي للتندر بها في مجالسهم القارصة من البرد وهم يتهامسون بلا كهرباء ولا نفط ولا غاز ولا ماء وبلا مواد البطاقة التموينية وبلا امن ولا أمان ليتفقوا على ان لا دواء للعقرب الا (.........) ..وسيأتي اليوم الذي تنهال على جوقة الدجل والتزوير والنهب هذه (.......) وهم يهربون متعثرين بسرابيلهم تطاردهم اللعنة والعار ..


mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 21 محـــــرم 1429 هـ الموافق  29 / كانون الثاني / 2008 م