بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

حرائق العراق تطال البنك المركزي

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

يعرف العراقيون ان البنك المركزي العراقي لا يمثل فقط الذاكرة الصلبة للنقد العراقي والتعاملات التجارية والتحويل الخارجي ومستحقات الشعب المالية على الأفراد والمؤسسات والوزارات والدول الاخرى وكونه يمثل أرشيفا تاريخيا لكل التعاملات المصرفية التي شهدها الاقتصاد العراقي في التجارة الخارجية والاستيراد والتصدير والتسليف وكل تعاملات الحكومات السابقة منذ تاسيس الدولة العراقية ..ليس ذلك فقط بل هو يمثل رمزا من رموز العراق في الحضارة والعلم المصرفي ونموذجا لتفوق العقل العراقي وابداعاته ..

ولقد شهد العراق ثورات وانتفاضات وتغيرات سياسية وحكومات متعاقبة وحالات من عدم الاستقرار وفوضى ..ولم يجرؤ أحد من المتنفذين في حينها أوالحكومات على التعرض للبنك المركزي العراقي ولا الى المتحف العراقي الا هذه الدولة المارقة الغير شرعية والتي لا تنتمي بأي صورة الى تراب العراق ..هذه الزمرة التي قامت باحراق أهم الأقسام وأكثرها تأثيرا في هذا البنك وهي الاقسام المسؤولة عن التحويل الخارجي والتعاملات المصرفية الخاصة بالاستيراد والتصدير وتحويل العملة ووثائق مستحقات مبيعات النفط العراقي..

والاقتصاد العراقي مستهدف كما استهدف الجيش العراقي واجهزة الامن الوطنية ..ومثلما سعت ايران لتحقيق اهدافها في اجتثاث البعث ومحاربة رموز النظام الوطني العراقي ومؤسسته العسكرية والامنية الشرعية التي أذاقتها الهوان والهزيمة فهي اليوم تسعى لتحقيق هدفها الستراتيجي بتدمير القاعدة والمرتكز للاقتصاد العراقي من خلال فرض بيان صولاغ على رأس هذه الوزارة وحسين الشهرستاني على وزارة النفط والهيمنة المطلقة على التجارة والتربية والصحة ولغرض احكام السيطرة من مختلف الاتجاهات فهم يستميتون على الداخلية والامن..

ويتذكر العراقيون كيف أصابت الصواريخ الايرانية بناية البنك المركزي في حرب القادسية الثانية المجيدة..ومثلما كان الحزب والجيش والبنك المركزي أهدافا للهجمة الصفراء الايرانية كان المتحف الوطني عندما كان الهدف الاول للاحتلال ولهذه العصابة وعلى رأسها الجلبي وابنته وموفق الربيعي ..وكان مفاعل تموز من حصة اسرائيل ..ويتكلف الطالباني والبرزاني بالشمال العراقي ويتم تدريب وتجهيز وتسليح فيلق بدر لجنوب العراق وفراته الأوسط ..معارك متزامنة ومخطط لها وكانت اللعبة تستوجب ان يتم اغراق السوق العالمي بالنفط لأنهاك العراق اذا انتصر في حربه مع ايران ..وهكذا استمر مسلسل التآمر لحين احتلال العراق..

سيدخل العراق السنة الخامسة من الاحتلال وخلالها تشكل مجلس الحكم واستلم علاوي الحكومة ثم الجعفري والآن المالكي وخلال كل هذه الفترة لم يهدا العراق من الانفجارات والمفخخات والاغتيالات والاعتقالات والخطف والتهجير والطرد من الوظائف وقطع ارزاق الناس ومحاربتهم في معيشتهم وملاحقتهم ومتابعتهم وقتلهم على اللقب والعشيرة والهوية والطائفة والفساد والسرقة والنهب والرشوة وشراء الذمم ..عراق بعد خمس سنوات من الضيم والظلم والقمع ..بلا ماء وبلا كهرباء وبلا وقود ولا وجود للبطاقة التموينية ..عراق بلا امان ولا امن على الرغم من وجود حرس وثني وشرطة ومغاوير يفوق عددهم ما كان ابان النظام الوطني السابق..

فما هو هدف الجوقة التي نصبت نفسها بدعم الامريكان مسؤولة عن العراق ..أين برامجها ومنهاجها؟

وما الداعي لهذه الدولة اذا كانت غير قادرة على حماية نفسها وحماية غيرها ولاتستطيع برغم امكاناتها من احكام سيطرتها على اهم مراكز الدولة اهمية وهو البنك المركزي العراقي الذي تحيط آلاف الاطنان من الصبات الكونكريتية ويصعب الوصول الى أي مكان فيه بدون اجراءاتهم الاحترازية؟ ولماذا السفير كروكر والجنرال بيتريوس والعبيدي والبولاني والوائلي والربيعي ساكتون ولم يعقدوا مؤتمرات استعراضية كعادتهم بعد افتعال أي انتصار وهمي ؟

وأين بيان جبر صولاغ ؟ وماذا سيكون مصير مثل هذا الوزير ومحافظ البنك المركزي ومسؤولي الامن لو ان مثل هذا الحريق كان قد نشب في وقت النظام الوطني السابق ..وهل كانت النار تجرؤ ان تصل الى هذه الملفات ؟ ومن صاحب اليد الذي كان يستطيع ان يمدها ليحرق البنك المركزي ؟ وكم كانت أجهزتنا الامنية الوطنية تحتاج للوصول الى الجناة ؟..وفي أي مكان يكونوا..

وأين الخطة الكنبرية والموسوية الامنية من هذا العمل ؟ ام انهم مشغولين بمتابعة توجيهات قائدهم العام باعتقال من كان صديقا للبعث ؟

وماهو دور الاحتلال ؟..

هذه الفقرة التي تزيد من دهشة العراقيين وتساؤلهم..الولايات المتحدة التي تمتلك تكنولوجيا هي الاكثر تطورا في العالم في المعدات المتحسسة والمحللة والمراقبة ؟ واذا كان الوضع العراقي هو العامل الحاسم في الانتخابات الامريكية فما هو تفسير ظاهرة عدم اهتمام القوات الامريكية واجهزة مخابراتهم بكشف حقائق هذه الحرائق والتفجيرات ؟اليسوا هم نفسهم من ميز شخص من بين الآلاف كان قد دخل الى مكان ما في دولة من دول العالم ليقوم بوضع حقيبة تحوي متفجرات حيث تم تكبير صورة الحقيبة ليتعرفوا من بعض الشعارات التي كانت عليها على البائع والمشتري الى ان كشفوا كل مخططي ومنفذي الجريمة !!! أم هي مجرد قصة رامبوية للقدرة الامريكية التي تعمل في كل مكان في العالم عدا العراق!..

هل هي استهانة بالعقل العراقي وبتأريخه وفهمه وحضارته وقدراته ..

ام هو الايغال بايذاء العراق والعراقيين الذين ركعوا ايران وجعلوا امراء الكويت يهربون بلا ملابس وحطم اسطورة الامن الاسرائيلي الذي لايقهر ..بحيث نصب الاحتلال هذه الشلة لتحكم العراق والتي لا تستحي من أي شيء ..بعد ان أفقدوها كل ذرة حياء!..

وفي هذا الأختيار نشهد ان الامريكان أجادوا !!!!!!!!

وقبل هذا الحريق ..احترقت وزارة الداخلية ..والعمل ..والصحة..والشورجة ..ودوائر مهمة أخرى ..وستتبعها حرائق اخرى ..

فهل بدأ مسلسل حرق الأدلة قبل صفحة الهروب ..


mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 21 محـــــرم 1429 هـ الموافق  30 / كانون الثاني / 2008 م