بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

صناعة الموت.. وتجارة المقاومة

جنرال أمريكي - أحمد عبد الغفور السامرائي - أبو عزام التميمي

 

 

 شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

قبل ثلاثة أيام أجرت قناة العربية ضمن برنامجها ( صناعة الموت) مقابلة مع شخص تم تعريفه بأنه ( أبو عزام التميمي) بادعاء انه قيادي سابق في الجيش الاسلامي في العراق ..وجرى الحديث عن المقاومة العراقية وظروف نشأتها ومكوناتها ..وكان اللقاء كعادة برامج قناة العربية موجه باتجاه الهدف من البرنامج فقط ..ولأن البرنامج له تسمية تتعلق بجهات تصنع الموت للناس فكان من الطبيعي ان يظهر الضيوف بشكل محترفين في تهيئة ظروف ازهاق ارواح الآخرين ..

ولأننا لا نستطيع ان نعيب او ننتقد اسلوب قناة العربية ولكن لدينا عتب ولوم وتساؤل ودهشة من غرابة وعدم صدق وتلون وفشل ضيف الحلقة المذكورة في ايصال فكر المقاومة العراقية وستراتيجيتها وخاصة تأكيده وتركيزه على الامور التي من شانها بث روح الفرقة بدل اشاعة روح الالفة والتوحد وطرحه لعدد من الامور والمواقف التي لا توحي بوجود هدف للجهة التي يدعي تمثيلها ..

اضافة الى ان المقاومة الوطنية العراقية غير معنية بمثل هكذا برامج تروج لتصوير المحتل الأمريكي وكأنه منقذ للشعوب في وقت تحاربه جهات في منتهى الهمجية والعبث واللاانسانية والتي تقوم بتجنيد الشباب المتطرف ليفجروا انفسهم في المناطق العامة والآهلة بالناس الابرياء في حين تقوم فيه القوات الامريكية الغازية والمعتدية ببناء العراق ونشر الديمقراطية واعطاء المحرومين حقهم المسلوب منذ مئات السنين!!!

وقد زج هذا الشخص بنفسه بعدد من الامور المهمة التي لا يعي اهميتها ومنها ما ذكر من ان :    ( فصائل المقاومة المسلحة العراقية أصبحت تعتبر تنظيم "القاعدة" هو العدو رقم واحد لها في العراق !) ..

لقد كان للنهج العشوائي الذي اختطته القاعدة وتنظيماتها المختلفة في العراق وخلط الاوراق وتكفير فصائل مهمة من المقاومة ومنها حزب البعث وتفجير الناس والمساجد والكنائس والاسواق وقتل الابرياء وأسلوبها التسلطي والاملائي سببا لأنحسار التأييد لها ولبرنامجها وظهور تجمعات وتشكيلات شعبية لمحاربتها في مناطقها ..ووصل الأمر الى حد القتال بينها وبين بعض فصائل المقاومة بدلا من توحيد الجهد المشترك لقتال المحتل ..وكان لهذا التطور الخطير أعمق التأثير على الجانب العسكري والسياسي وكان المستفيد الأول والأخير من هذا التدهور هو العدو الامريكي وحكومته العميلة وميليشيات الاحزاب المتطرفة التي لاتقل عملياتها التي تستهدف المدنيين عن تنظيمات القاعدة ..ومع ذلك..

نسأل قيادة الجيش الاسلامي والناطق الرسمي بأسم هذا الجيش:

نعم لقد شكلت عمليات تنظيم القاعدة التي تستهدف الابرياء في الاسواق والمعامل والكليات ودور العبادة ظاهرة غريبة علينا وألحقت ضررا بالغ الخطورة على سمعة وقيمة المقاومة الوطنية العراقية وأخذت الحكومة العميلة تخلط كل عمليات المقاومة الوطنية التي تستهدف المحتل بعمليات القاعدة وتوصفها وصفا واحدا بالعمليات الارهابية وسخرت اجهزتها الاعلامية لتجعل المقاومة مسؤولة عن تنفيذ هذه العمليات الارهابية فعلا وهي بريئة منها..

ولكن..هل تستطيع قيادة الجيش الاسلامي العراقي ان تفسر للشعب العراقي وليس لحزب البعث العربي الاشتراكي ولا لكل فصائل المقاومة العراقية الاخرى..  ماذا يعني ان يكون الهدف الاساسي لفصيل مهم  من فصائل المقاومة العراقية ..هو تنظيم القاعدة ؟ وتصنيف القاعدة كونها العدو رقم واحد ؟

ونسال بجدية وعلمية الناطق الرسمي للجيش الاسلامي : لماذا لا تكون القاعدة العدو الثاني للجيش الاسلامي ويكون العدو الامريكي  هوالعدو الأول ؟

اليس هذا التسلسل أكثر علمية وواقعية ..

اليس الأجدر بنا ان نصنف المسبب الأول والأخير لدخول القاعدة الى العراق وهو العدو الامريكي هو عدونا الأول الذي اعلن رئيسه بوش وادارته السياسية والعسكرية الخائبة  (باننا نقلنا المواجهة مع القاعدة من ارضنا الى العراق لنؤمن امن الولايات المتحدة؟!)..

ام هي مغازلة للادارة الأمريكية وللجنرال بيتريوس والسفير كروكر اراد بها القيادي السابق لديكم ان يبعث بها كرسالة ونصها : ( ان عدو الولايات المتحدة الأول وهو القاعدة هو عدونا الأول أيضا نحن المقاومة العراقية !)..وهل يجوز له ان يتحدث باسم الجميع ليستخدم اسم (فصائل المقاومة المسلحة العراقية ) في توصيف هذا التسلسل ولماذا لم يقول ان هذا التسلسل هو من توصيف الجيش الاسلامي العراقي ؟ ..مع العلم انه قال: ( اني لا امثل الجيش الاسلامي !!)..فاذا كان لا يمثل الجيش الاسلامي ولا يتحدث باسمه فكيف يتحدث باسم كل قيادات فصائل المقاومة؟

هذا من جانب .. ومن الجانب الآخر فقد وضعكم هذا المتحدث في مأزق ..بأعتبار انكم مسؤولين عن هذا الشعب كله لأنكم تقاتلون العدو الأمريكي الغادر والمتسلط والمغتصب للارض العراقية  وللسيادة العراقية ويسرق ثروات العراق هو والحكومة العميلة التي نصبها وانكم تقاتلون الظلم والتسلط  وتحاربون من يقف بوجه الشعب ويسلب ارادته وينتهك حقوقه ويقتل خيرة شبابه..عندما لم يذكر رأي الجيش الاسلامي بفرق الموت الطائفية التي تلاحق اخيار العراق من شباب ورجال علم في الطب والهندسة والعلوم والتاريخ والادارة والاعلام وعوائلهم وقتلت مئات الالوف منهم بدون ذنب الا لكونهم وطنيين ويحبون العراق وتعرفون بفضل اجهزة استخباراتكم أين تقع مخابيء وسجون ومعتقلات فيلق بدر والدعوة والجلبي والصغير وبيشمركة الحزبين الكرديين ومن أي دولة تستلم دعمها المالي والتجهيزات والاسلحة ..

فهل هذه الفرق والميليشيات عدو لكم ام لا ؟

واذا كانت هذه الفرق والميليشيات التي هاجمت دور الناس الأمنين واستولت عليها وقتلت من فيها تشبه في عملها الدنيء ما فعلت القاعدة ..فهي عدوكم..

والسؤال ..ماهو تسلسل هذا العدو في سلسلة الاعداء ..هل هو العدو الثالث أم الرابع ؟

والذي أحرجكم فيه المتحدث انه لم يشير لا من قريب ولا من بعيد الى هذا العدو..فهل هي مغازلة اخرى منه للحكومة العراقية التي نصبها الامريكان لتنهب ثروة العراق وتقسمه مدن ودويلات لتلحقه بايران  ..أم هي مغازلة للحكيم والمالكي والعامري ومسعود والطالباني؟

وفي معرض الحديث عن طبيعة تشكيلات المقاومة نفى الموما اليه من ان الجيش الاسلامي : (يضم في قياداته بعثيين) ، وذكر ( أن أغلب أعضاء لجنته العليا ذوي توجهات دينية وعشائرية).

وبين بانه :  (لايوجد تأثير يذكر لحزب البعث في صفوف المقاومة !)

ونوجه حديثنا الى هذا القيادي السابق والمؤسس للجيش الاسلامي وقيادة الجيش الاسلامي والمتحدث الرسمي والناطق باسم الجيش :

هل يوجد مثل يقول ( عدو عدوي عدوي؟؟؟!!) ..وهل فيكم من يستطيع ان ينكر ان الاحتلال الامريكي للعراق استهدف النظام الوطني وحزب البعث العربي الاشتراكي وان الحزب ومناضليه ضحوا ولازالوا يضحون اكثر من أي جهة في هذه المنازلة ؟؟ فلماذا لا توجهون جهدكم وجهادكم وبنادقكم واعلامكم باتجاه عدوكم الحقيقي ؟

ولماذا يذكر هذا المقاتل المحنك طبيعة تشكيل قيادة الجيش الاسلامي ويصفها بانها ذات توجهات دينية وعشائرية ولماذا لا يجيب على السؤال بان ( قيادة هذا الجيش هم عراقيون وطنيون يحبون تربة العراق وماءه وسماءه ومقاتلي الجيش الاسلامي عراقيون من مختلف القوميات والمذاهب والافكار والانتماءات يربطهم هدف واحد وهو تحرير العراق ).. أم انكم تعترضون على البعثيين كما يعترض الحكيم وهادي العامري وصولاغ ..وتعترضون ايضا على طائفة دون أخرى؟

وعلى الرغم من تأكيد الشخص المذكور بانه لايمثل الجيش الاسلامي ..الا انه من المفروض انه يتكلم وفقا لنهج الجيش الاسلامي لأنه كان (قياديا وعضوا مؤسسا فيه) ..فهل حقا انه لايوجد  لحزب البعث العربي الاشتراكي تأثير يذكر في المقاومة ؟ ..ومن هو الرمز الذي يمثل التصدي الشعبي والوطني الذي أشعل شرارة الثورة العامة لتحرير العراق ويقود تشكيلات الجيش العراقي والحرس الجمهوري ويتشرف الحزب بان أمينه العام هو القائد الأعلى للقيادة العليا  الجهاد والتحرير التي تضم فصائل مهمة من المقاومة الوطنية العراقية ..

ام ان هذه القيادة لاوجود لتأثيرها أيضا في مقاومة المحتل على ارض العراق؟

فلماذا لا تبتعدون عن تصريحاتكم  غير المنصفة عندما يتعلق الأمر بدور البعث عندما تسنح الفرصة للحديث في التلفزيون ..وهل من الصعب عليكم ان تتحدثوا باسم كل الشعب وأين كان كل هذا الجيش الاسلامي في زمن نظام البعث ؟

هل كان غاطس تحت الارض ام كان خارج العراق مع المعارضة التي جاءت مع الامريكان ؟

ألم يكن البعث والجيش معينكم الأساس في العمليات تخطيطا وتنفيذا؟

ونحن لم ندعي في يوم من أيام الاحتلال ان الفصيل الفلاني والفصيل الفلاني لا يمثل ثقلا او وجودا في الساحة الجهادية فمرحبا بكل جهد وطني جهادي يقلل من قدرة العدو ويؤذيه في مفاصله وقدراته ..ومن العيب ان نقلل من قدرة الآخرين ففي أسوأ الاحتمالات نقدر لكل فصيل قدرته واسهاماته ..واذا كنتم حريصون على وحدة الكلمة وفوهات البنادق فعلينا ان نركز على ما يعزز وحدتنا ويقوي قدراتنا وأن لا نسمح لمن يدعي انه مرتبط بنا ان يتحدث بامور لا علاقة له بها وخاصة تلك التي تخدم عدونا ..

واذا كان التقليل من شان حزب البعث يخدم الامريكان ويخدم القاعدة فالمتحدث بهذا المنطق سيخدم هؤلاء الاعداء بغض النظر عن تسلسل عدائهم الموضوع في أجندة ونهج هذا الفصيل او ذاك!

ويقول السيد الضيف على برنامج قناة العربية الفضائية ( ان قادة المقاومة العراقية يلتقون عنده في مكتبه في بغداد !) ..وبالتاكيد ان مكتبه معروف للقيادة الامريكية فكيف سيحافظ على حياتهم ولماذا يتندر بذلك ..

هل هي مغازلة اخرى..

وهذه المرة لمن؟

لنترك الساحة للمقاتلين المقاومين الوطنيين ..محرري العراق ..

وعلينا ان نتذكر ان التجارة لها قواعد وأصول وفروع وانواع ..

وتجارة مقاومة الاحتلال لا تليق بمن يدعي انه يعمل لمصلحة العراق.. خاصة لمن يدعي ان له تاريخ في مقارعة ومقاومة المحتل ..علما ان السيد الضيف على قناة العربية يطالب بضم تشكيلات الجيش الاسلامي الذي يقاتل القاعدة الى تشكيلات الحرس الوطني تحت قيادة المالكي كونه القائد العام للقوات المسلحة على حد تعبيره!! لتندمج ( المقاومة ) مع الحرس الوطني  لمقاتلة القاعدة فقط..وبالسلاح الامريكي .. باعتبارها  العدو الأول!

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 14 محـــــرم 1429 هـ الموافق  22 / كانون الثاني / 2008 م