بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إلى طالبي اللجوء في أوربا جراء الاجتثاث مع التحية

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 فالح حسن شمخي  / السويد

 

جاء أحد مدرسي الدراسات العليا في جامعة من الجامعات السويدية إلى طالبه العراقي وهو يزبد ويرعد قائلا وبصوت عالي وأمام زملائه الطلبة (والصوت العالي ليس من خصال الشعب السويدي) ، قالوا لي انك تحب (صدام حسين) ، هل هذا صحيح ؟ أجابه الطالب بهدوء تعلمه من المحيط الذي عاش فيه ، أستطيع الإجابة عن هذا السؤال ،إذا سمحت لي أن اقف على المنصة ولفترة قصيرة لكي تكون إجابتي علنية وأمام الطلبة ، قال المدرس وقد عاد أليه هدوءه تفضل بلا إسهاب!

وقف الطالب على المنصة قائلا : تميز عهد الشهيد بمايلي: ـ

1 ـ تقوم الدولة على رعاية الطفل العراقي منذ اليوم الأول لولادته حيث يعطى جميع اللقاحات التي عرفتها وتعرفها أوربا وبمتابعة دائمة من قبل الأجهزة المعنية ، إلزامية التعليم المعمول بها في العراق أيام الشهيد وما يحصل عليه الطالب من مجانية التعليم هي كما هو الحال في السويد.

2 ـ تتمتع المرأة العراقية بكافة حقوقها جراء مجموعة من القوانين أصدرت في العراق بهدف صيانة تلك الحقوق ومنها قانون الأحوال الشخصية ، فالمرأة هي ألام والأخت والزوجة والبنت وبالتالي فهي تمثل نصف المجتمع من الناحية العددية وكل المجتمع من الناحية النفسية والمعنوية.

3 ـ كفل القانون المدني المتحضر في عهد الشهيد لكل الأديان والطوائف ممارسة طقوسها الدينية بما ينسجم مع الذوق العام وعدم الإخلال بالنظام العام ، وذلك بمراعاة حقوق ومشاعر الآخرين ، فحرية الفرد والمجموع مكفولة بالقانون بشرط عدم التصادم مع حقوق وحرية الآخرين (شركاء الوطن) ، المعروف إن الشعب العراق شعب متعدد الديانات والطوائف، عاش هذا الشعب 35 من الحكم الوطني من غير ان يعرف أي نوع من أنواع الاحتراف الطائفي.

4 ـ إن نظام بناء هيكلية الدولة في العراق والقوانين المعمول بها مشابه إلى حد ما القانون في الدولة السويدية مع مراعاة خصوصية العراق وارثه الحضاري ابتداء من مسلة حمورابي مرورا بالإسلام والدولة العربية الإسلامية الأموية والعباسية ، فلم نسمع أيام الحكم الوطني آن باع خمرا أو حلاقا قتل بسبب مهنته كم هو الحال اليوم.

قال الطالب : السؤال الذي أود طرحه عليكم وانتم تشاهدون اليوم من على شاشة التلفاز ووسائل الاتصال الأخرى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الأمريكي والعملاء الذين معه يوميا على مسمع العالم الذي تسمونه حرا بحق الطفل والطفولة ، هل تعرفون كم طفل يتيم أو مشرد أو قتيل في العراق في ظل الحرية والديمقراطية الأمريكية؟هل تعرفون كم من النساء اغتصبن وقتلن في العراق بعد الاحتلال الأمريكي ، وكم قانون جائر قد سن في العراق بالضد من حقوق الإنسان؟ هل تعرفون كم حلاق أو صاحب حانة قتل في عصر الحريات الأمريكية على يد مليشيات إيران و عملاء الأمريكان ، هل تعرفون ما يعانيه أبناء الديانات التي تعتبر صغيرة العدد في العراق ؟ مع هذا الظلم والقسوة وما يحدث في بلدي أحيل السؤال عليكم للإجابة عليه ، أي عهد افضل وفق المعطيات التي حدثتكم عنها افضل ؟ أجاب العدد الأكبر من الطلبة الذين كانوا في القاعة ، إن ( صدام حسين) هو الأفضل وفقا لما ذكرت ، قال الطالب: أنا احب الشهيد رحمه الله للأسباب التي ذكرت ، ألان ، هل لي اعرف من الذي قال لك يا أستاذ ذلك (المعتاد يجيب السويدي دون مجاملات ) ، انه طالب قصير القامة اصفر اللون ، عرفت من يكون هذا القصير الذي يذكرني دائما بقول للأمام علي كرم الله وجهه ( أحذر صفر الوجوه من غير علة) أو بهذا المعنى ، كان هذا القزم مشمولا برعاية النظام الوطني في العراق قبل العدوان ، فر من العراق مذعورا للعمل مع أياد علاوي بالدولار الأمريكي كالفئران التي تفر من السفينه وهي تغرق ، تنكر لعلاوي بعد أن حصل على اللجوء في السويد وهو اليوم برعاية الشيطان الاصغر.

للحكاية كما يقول أبناء العشائر العربية رباط ، والرباط هو إن صاحبنا الطالب العراقي دافع عن موقفة بما ينسجم مع اهتمامات وأولويات المجتمع الذي يعيش فيه ، فالطفل و المرأة والأقليات الدينية والبارات تجد اهتماما ورعاية من أبناء هذه المجتمعات لذلك نجد إن هذا الطالب قد ابتعد عن مصطلحات السيادة وتأميم الثروات الوطنية والعروبة والحيف الذي يعانيه أبناء امتنا العربية والإسلامية في ظل سيادة الإمبراطورية الأمريكية ، نعود إلى الرباط ، إن هناك عدد كبير من الرفاق الذي قدموا إلى الدول الأوربية جراء قانون بر يمر الجائر باجتثاث البعث و ملاحقة المليشيات التابعة لإيران لهم بالدريل والاعتداء عليهم وعلى أهليهم أن جل هؤلاء الرفاق من أبناء جنوب عراقنا الصامد والذي يتعرض إلى عدوان أمريكي ، بريطاني وإيراني صفوي مقيت ويتعرضون في أوربا إلى حملة منظمة يقوم عليها قصار القامة ،

صفر الوجوه من غير علة ، تعتمد هذه الحملة على الترويج إلى(الذي يأتي إلى أوربا ويقول أنا بعثي يتعرض للطرد ولا يحصل على الإقامة ومن يحصل عليها سوف لن يحصل على الجنسية ) وهذا الكلام غير صحيح بل هو منافي لما هو حاصل ، لذلك يقع رفاقنا في خطأ جسيم وهو نكران انتمائهم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ويمنحون فرصة هذا الشرف لأعضاء ما يسمى (بجيش المهدي ) وأعضاء من حكومة الاحتلال الذي يصلون أوربا كوفود ، فهؤلاء يذهبون إلى دائرة الهجرة ليقولوا انهم من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي وبأنهم ملاحقون ويزيدون على ذلك انهم من أهل السنة والجماعة ، و جراء ذلك يحصلون على الإقامة تحت قانون التهديد بالاغتيال وبمدة قصيرة ويبقى رفاقنا ينتظرون طويلا وقد يرفضون جراء دعايات قصار القامة أو خوفهم الذي لا مبرر له ، أسوق مثال هنا ، ذهب أحد رفاقنا إلى دائرة الهجرة بالسويد قائلا أنا عضو في حزب البعث العربي الاشتراكي ولدي تسعة أنواط شجاعة أي من أصدقاء السيد الرئيس رحمه الله ، تعرضت إلى الاغتيال على يد عصابات جيش المهدي الآمر الذي اضطرني إلى اللجوء إليكم ، أما أخوه الأصغر الذي جاء معه فقال عكس ما قاله أخيه بعد أن تأثر بما يقولوه قصار القامة من العملاء والجواسيس ، حصل الأخ الأكبر على الإقامة في شهرين وصدر قرار طرد بحق أخيه الأصغر وسوف يسفر إلى العراق ، أما بخصوص عدم الحصول على الجنسية فمن الأسباب هو تطوع البعض من العراقيين الذين يرسلون رسائل بلا انقطاع إلى الأجهزة الأمنية الأوربية يدعون فيه بان فلان بعثي يهدد وجودنا وكان هذه الكلمة تكفي أيام الحكم الوطني في العراق لملاحقة هذا الإنسان وعدم حصوله على الجنسية ، أما اليوم فالآمر قد اختلف وقد يلجأ البعثيون إلى الجهات الأمنية الأوربية ليقولوا إن أعضاء المليشيات الفلانية لهم علاقة بالحكومة العميلة في العراق ويهددون وجودنا ، لكن من تربى بمدرسة البعث لا يقوم بما هو مشين.

على رفاقنا الذي يصلون إلى الدول الأوربية حديثا أن يقولوا الحقيقة كل الحقيقة وبفخر بأننا ننتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وإننا نعاني الاحتلالين الأمريكي والإيراني ، وان يستقبلوا رفاقهم القدامى في المهجر و الذين يريدون مساعدتهم بالحب والترحاب وان يبتعدون عن الخوف الذي لا مبرر له ، فنحن في بلدان تؤمن بحرية الرأي ، فليس هناك قانون يسمى اجتثاث البعث كما الحال بالعراق ، صحيح إن هناك قانون مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع الإرهاب ، الذي صدر بعد تفجيرات البرجين ، لكن هذا القانون لا ينطبق على حزب البعث العربي الاشتراكي وأعضاءه لاسيما وان سنوات الاحتلال كانت كفيله بفضح الادعاءات الأمريكية التي أرادت أن تشوه صورة البعث العظيم ، فلم نعرف إن بعثيا قد قدم إلى أوربا بهدف التفجير أو التجاوز على حياة المواطن الأوربي ، والمقاومة البعثية في العراق للوجود الأمريكي والإيراني حق مشروع يكفله القانون الدولي ومن ضمنه الأوربي ، فأوربا قد عانت الاحتلال النازي الهتلري وقد قاومت شعوبها وأحزابها الاحتلال وبالأساليب المتاحة ، علينا كبعثين أن نفخر بذلك وان نتصرف وفقا لما تعلمناه في مدرسة البعث من أخلاق حميدة وان نحدث الأوربيين عن تطلعاتنا المشروعة في التحرر والانعتاق ، وان نبني مجتمع متحضر كما هو حال الدول الأوربية وبخصوصياتنا العربية والإسلامية ، لا مجال أمامنا إلا قول الحقيقة والتعبير عنها بشكل هادئ منطقي ، إن كل ما هو مطلوب منا القيام على مساعدة عوائل رفاقنا الذين يتساقطون في المنفى والداخل جراء الجوع وفقدان المعيل جراء القوانين الجائرة التي سنها الاحتلال ويعمل على تنفيذها المليشيات التابعة لإيران ، لا اعتقد إن هناك قانون يمنعني من مساعدة أمي وأختي وأبى و أمي وبالطريقة التي لا تضعني تحت قانون جمع التبرعات للإرهاب.

انتهت حكايتي والرباط ، والنصائح التي قدمتها ، اجزم إنها مفيدة ، فمن يعمل بها فسوف يصل إلى النتيجة التي وصلها الطالب العراقي ورفيقنا الذي يحمل تسعة انواط شجاعة ، لو أنكر الطالب حبه للشهيد رحمة الله عليه ولو أنكر رفيقنا انه بعثي ولديه انواط شجاعة ، فماذا ستكون النتيجة ، سيعيش الطالب وصفة الكذب والجبن تلازمه طوال حياته ولو أما نفسه ، وسيكون مصير رفيقنا الطرد كحال أخيه وقد يسلم إلى العملاء في العراق.

إن هناك ملاحظة لابد من ذكرها أخيرا وهي إن هناك البعض من أصحاب المناصب المختلفة والذين سرقوا أموال الحزب التي وضعت لديهم أمانات يختبئون في جحورهم في البلاد الأوربية يتنعمون بما لديهم وأخواتنا الأرامل يتساقطن جوعا ، وإذا ما اتصلت بهم وأخبرتهم إن عوائل رفاقنا بحاجة إلى الدعم يصموا آذنهم وهم يرتجفون ، وحين تعود بك الذاكرة إلى الأيام الخوالي وتتذكر كيف كان هؤلاء يتبخترون ، تقف حائرا أما خوفهم وهم في أوربا والسؤال ماذا لو كان هؤلاء الجبناء يعيشون في ارض العراق الطاهرة في حومة الجهاد مع المجاهدين الأبطال ، إن الرسالة التي يجب أن تصل إلى هؤلاء وبشكل واضح وجلي يجب (إذا كانت دولة المقاومة بعد النصر المبين بعون الله كفيلة بملاحقة الخونة والعملاء لا استرداد أموال الشعب ، فالبعث وأعضاءه يتكفلون بملاحقتكم لاسترداد أموال الحزب ومحاسبتكم الحساب العسير وكما يقول المثل العراقي (الذي يأكله العنز يطلعه الدباغ) ، نتمنى من الله أن يهديهم للعودة إلى رشدهم قبل فوات الأوان.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  28  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  06 / أذار / 2008 م