بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الناطق باسم البعث والمقاومة لـ ( الحرية )

نجلس مع المحتل على مائدة واحدة لاستعادة حقوقنا لا للتفاوض معه

 

 

شبكة المنصور

أجرى الحوار: سلام الشماع

 

نشرت جريدة الحرية مقابلة مع الناطق بأسم البعث وفصائله المقاومة الدكتور ابو محمد فيما يأتي نص المقابلة .

الناطق باسم البعث والمقاومة لـ ( الحرية )
نجلس مع المحتل على مائدة واحدة لاستعادة حقوقنا لا للتفاوض معه

* أدعو جميع فصائل المقاومة إلى تشكيل جبهة موحدة للجهاد للتعجيل لطرد الاحتلال.
* الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق هي الجناح السياسي للمقاومة العراقية.
*حزب الحرية والعدالة الكردستاني الصوت الصادق للتطلعات الوطنية للأغلبية الكردية التي غيبها الحزبان الحاكمان
* المقاومة العراقية نسجت علاقات مع قوى التحرر في العالم.
* إحصائيات أمريكية: 81 بالمائة من العراقيين يؤيدون المقاومة ويناهضون الاحتلال.
* أدعو عناصر الصحوة للعودة إلى الصف الوطني واستثمار ما حصلوا عليه لدعم خندق المقاومة.
* ليس كل عناصر الجيش والشرطة هدفا للمقاومة.
* المقاومة ليست كلها بعثية، لكن الثقل الأكبر فيها يحمله البعثيون.
*الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الكردستاني السيد جوهر الهركي جزء أساس من الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق


استهلت المقاومة العراقية الباسلة العام الجديد 2008 بتسديد ضربات مكثفة وقوية لقوات الاحتلال وأعوانه، وتتابعت بياناتها المبشرة بتصاعد عملياتها العسكرية، لكن القليل من الناس يعرف حجم الخسائر التي تتكبدها قوات الاحتلال بسبب التعتيم الإعلامي الكثيف على عمليات المقاومة ونشاطاتها، والضخ الإعلامي الهائل ضدها وضد فعالياتها.

وهناك أسئلة كثيرة تدور في أذهان العراقيين عن مقاومتهم الوطنية منها أسئلة تتعلق بكفاءة الأسلحة التي تستخدمها المقاومة وجهاز مخابراتها وفصائلها وبرنامجها السياسي، وغير ذلك، وكلها أسئلة تبحث عن إجابات، وهذه الإجابات موجودة، ولكن كيف بالإمكان إيصالها إلى الناس في ظل تعتيم إعلامي لم يشهد له تاريخ المقاومة في العالم مثيلا.

(الحرية) أجرت حواراً شاملا وصريحاً مع الدكتور (أبو محمد) ممثل البعث ومقاومته الوطنية، رئيس اللجنة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، كانت هذه حصيلته.
برنامج التحرير والاستقلال

قبل أن ابدأ بطرح أسئلتي قدم الدكتور (أبو محمد) شكره لـ(الحرية)، وقال: نحن مسرورون بصدور هذه الجريدة المعبرة عن الحركة الوطنية لشعبنا الكردي ممثلة بحزب الحرية والعدالة الكردستاني بزعامة الأخ الوطني الشيخ الهركي الذي هو جزء أساس ومهم من الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق.

وأضاف: إن حزب الحرية والعدالة الكردستاني استطاع رغم أنه أنشئ حديثاً أن يكون صوتاً صادقاً للتطلعات الوطنية للأغلبية الكردية في العراق، التي غيب الحزبان المتسلطان على كرد العراق صوتها.

سألت الدكتور (أبو محمد): استهلت المقاومة العراقية العام 2008 بعمليات قتالية مكثفة استهدفت الاحتلال وهياكله وقواعده.. هل سيكون هذا التكثيف سمة هذا العام؟.

** د. أبو محمد: إن المقاومة الوطنية العراقية بفصائلها كافة، ووفق رؤيتها وإستراتيجية عملها التي وضعت في حزيران عام 2003 ، والتي تم تجديدها في العام 2006 عندما أطلقت برنامج التحرير والاستقلال، تعمل وفق رؤية إستراتيجية تستند إلى تكتيكات في العمل الميداني هدفها إصابة العدو المحتل وعملائه بالإعياء واستنزافهم بالكامل، وصولاً إلى إلحاق الهزيمة الكبرى بهم بعون الله، والعمليات العسكرية ضد الاحتلال وقواته وهياكله السياسية والاقتصادية وقواعده وخطوط إمداداته لم تهدأ أو تتوقف يوما واحداً وفق المنهج المذكور، فإذا رأينا أن المقاومة ركزت عملياتها في هذا اليوم أو ذاك، أو نقلت عملياتها من هذه المنطقة إلى تلك، فإن ذلك ليس رد فعل على فعل، وإنما هو كفاح مستمر هدفه إيقاع أكبر الخسائر بقوات الاحتلال، وعندما بدأت المقاومة بتصويب عملياتها بداية هذا العام، فهذا دليل على أنها مستمرة، وأن عملياتها تتطور، وأنها ماضية في عزمها على تحقيق أهدافها.

تحرير بغداد

* (الحرية): أوعزت القيادة العليا للجهاد والتحرير، قبل أيام، إلى فيلقين جهاديين بالاستعداد لتحرير بغداد.. ما مغزى ذلك؟.

** د.أبو محمد: من المؤكد أن لبغداد أهمية كبرى فهي حاضرة العرب والمسلمين، وهي مثلها مثل أية عاصمة في الدنيا، تشكل مركز الدولة وقلبها، وتحريرها من الاحتلال وعملائه هو أحد أهم الأهداف للحركة الوطنية كلها، وفي مقدمتها القوات المسلحة، كما أن تحرير بغداد سيكون مفتاحاً لتحرير العراق كله، وبداية لانهيار الاحتلال ومشروعه في العراق، ومن هذا المنطلق فأن المقاومة عازمة على تحرير بغداد، كما هو عزمها على تحرير العراق كله، وأعني بذلك تحريره ليس من الاحتلال وعملائه فحسب، وإنما أيضا من كل أشكال التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية.

رابطات للمثقفين والأكاديميين

* (الحرية): وممن تتشكل الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق؟

** د.أبو محمد: انطلقت هذه الجبهة عام 2005، وشكلت مكتباً سياسياً العام الماضي 2007، وهي تضم مجموعة من الأحزاب والحركات والشخصيات الوطنية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق)، والحزب الشيوعي العراقي (إتحاد الشعب)، وحزب الحرية والعدالة الكردستاني، وجبهة مثقفي العراق، وجماعة علماء العراق، ومكتب تنسيق العشائر العراقية، بالإضافة إلى أنها ووفق هيكلها تضم مكتباً للعلاقات الخارجية ومكتباً للثقافة الإعلام، تم تحت لوائه تأسيس عدد من الرابطات المهنية، كرابطة الصحفيين العراقيين، ورابطة الأكاديميين،رابطة الأدباء والمثقفين ، ومكتب للقانونيين وحقوق الإنسان، ورابطة للبرلمانيين العراقيين، ورابطة للفنانين والشعراء الشعبيين وقد بدأت هذه الرابطات بتشكيل هيئاتها ووضع خطط لعملها بما يعزز العمل الوطني المقاوم للاحتلال والرافض لمشاريعه، وبما يساعد على نشر ثقافة المقاومة، وأدبياتها وإعلامها.

هذه ثوابتنا

* (الحرية): ضمن برنامج سياسي واضح، طبعاً..

** د.أبو محمد: لقد وضعت الجبهة برنامجاً سياسياً يحتوي على المبادئ والأهداف والثوابت نفسها التي تضمنها برنامج التحرير والاستقلال وإستراتيجية المقاومة وبيان المؤتمر التأسيسي للقيادة العليا للجهاد والتحرير، وهذا البرنامج يتضمن مرحلتين من العمل النضالي والجهادي هما: مرحلة مقاومة الاحتلال، وتتضمن تأكيد المبادئ الآتية والتركيز عليها والتمسك بها، وهذه المبادئ هي: إن المقاومة الوطنية العراقية بفصائلها الوطنية والقومية والإسلامية المسلحة وغير المسلحة كافة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق، الانسحاب الكامل وغير المشروط من العراق، إلغاء العملية السياسية والقرارات والقوانين والهياكل السياسية والاقتصادية التي أقيمت في ظل الاحتلال، لأن الاحتلال باطل، وما أقيم على باطل فهو باطل، التعويضات للعراق دولة وأفراداً، إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين دون استثناء، إيقاف المداهمات والملاحقات والاعتقالات للوطنيين العراقيين وتعويض المتضررين منهم بسبب هذه الإجراءات الإجرامية، إعادة الجيش العراقي وقوى الأمن الوطنية الأخرى وفق قوانينها وأنظمتها وفعالية عملها الوطنية المعروفة، وأخيراً محاكمة العملاء والجواسيس والخونة ممن ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى بحق الشعب والوطن والأمة.

الجناح السياسي

* (الحرية): وماذا عملت الجبهة في هذا الاتجاه؟

** د.أبو محمد: من أجل تنفيذ هذه الحقوق فإن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق تعمل في المجالين السياسي والإعلامي لإسناد الفعل الميداني للمجاهدين وتبني خطابهم الجهادي، والعمل بموجبه من أجل تحشيد الجهد الوطني والقومي والدولي لمساندة المقاومة ودعمها بمختلف أنواع الدعم المادية والسياسية والإعلامية وغيرها، كما أن الجبهة تشكل سندا وجناحاً سياسياً من أجل انتزاع هذه الحقوق من المحتل، وعدا ذلك فأنها تؤمن، كما هو إيمان المجاهدين في الميدان، بأن المقاومة مستمرة جيلا بعد جيل ومهما غلت التضحيات من أجل انتزاع هذه الحقوق وإعادتها إلى العراقيين.

لا تفاوض

* (الحرية): وإذا اعترف المحتل بهذه الحقوق، هل أنتم على استعداد للتفاوض معه؟

** د.أبو محمد: عندما يعترف العدو المحتل بهذه الحقوق ويعلن استعداده لتنفيذها، فإن ممثلي فصائل المقاومة مستعدون للجلوس معه على طاولة واحدة لتنفيذ هذه الحقوق، وليس للتفاوض حولها، وإلا فإن المقاومة ستستمر حتى إلحاق الهزيمة الكاملة به وبأعوانه وعملائه، وإن ذلك لن يطول.

ما بعد التحرير

* (الحرية): قلت لنا إن البرنامج السياسي للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق يتضمن مرحلتين، وقد تحدثنا عن مرحلة مقاومة الاحتلال، فما هي المرحلة الثانية؟

** د.أبو محمد: نعم.. المرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد التحرير والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق تعمل مع القوى الوطنية الأخرى وفصائل المقاومة كافة لخلق جبهة وطنية عريضة تقود البلاد بعد التحرير وفق عملية ديمقراطية يتفق عليها الجميع بعد طرد الاحتلال، وهدف هذه الجبهة إنشاء نظام وطني ديمقراطي تعددي يؤمن بالانتخابات ويعمل بموجبها ويحترم حقوق الإنسان ويصون الحريات العامة ويحافظ على الثروات ووحدة الوطن الأزلية وعروبة العراق الذي هو جزء من الأمتين العربية والإسلامية.

دعوة للتنسيق والالتحام

* (الحرية): هناك فصائل مقاومة لم تنضو تحت لواء الجبهة، وكان هناك مؤتمر لتوحيد هذه الفصائل في جبهة واحدة، ولكن المؤتمر فشل، أو أفشل.. هل هناك محاولة لإعادة الكَرَّةِ بهذا الاتجاه؟

** د.أبو محمد: المؤتمر الذي كان متوقعاً عقده في تموز الماضي لعدد من الحركات والتيارات المناهضة للاحتلال لم يفشل، وإنما تم تأجيله لظروف موضوعية وذاتية تتعلق بطبيعة تعقيدات المرحلة وانعكاسات الماضي على بعض الشخصيات مما دفعها لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك، وتأجيل المؤتمر لا يعني نهاية المطاف، فالجبهة الوطنية والإسلامية والقيادة العليا للجهاد والتحرير على مستوى الميدان تدعوان فصائل الجهاد والمقاومة والحركات والتيارات والشخصيات الوطنية للانضواء، أو للالتحام، أو للتفاعل، أو للتنسيق مع الجبهة، أو القيادة العليا للجهاد والتحرير على مستوى الميدان، أو الاتفاق على خلق أية صيغة من الصيغ لإطلاق جبهة الجهاد المقاومة على المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية بحيث تضم القوى الوطنية كافة دون استثناء، سواء كانت عسكرية، أم سياسية، أم إعلامية، ومن يتخلف عن ذلك، فإني أعتقد أنه، من حيث يعلم أو لا يعلم، يضر العمل الوطني، ويعطل عملية التحرير، ويطيل عمر الاحتلال للبلد، وبالتالي فإنه لا عذر لأي وطني في العراق، سواء كان حزباً، أم حركة، أم هيئة، أم تيارا، أم شخصية وطنية في عدم التوحد في جبهة واحدة على المستوى السياسي، كما لا عذر لأي فصيل مقاوم للاحتلال في الميدان في عدم الانضواء تحت جبهة عسكرية واحدة، فالوطنية الحقة والصادقة تقتضي التنازل عن المصالح الشخصية الضيقة والفئوية والطموحات الشخصية لصالح القضية الأساس للوطن، وهي تحرير العراق.

إنجازات المقاومة

* (الحرية): وماذا عن إنجازات المقاومة الوطنية العراقية في العام 2007؟

** د.أبو محمد: أستطيع حصر إنجازات المقاومة الوطنية العراقية المتحققة عام 2007 في الاتجاهات الآتية:

على المستوى العسكري: حققت المقاومة أكبر قدر من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال وعملائها وهياكلها وقواعدها وخطوط إمداداتها، بحيث بلغ عدد العمليات اليومية قرابة 300 عملية عسكرية، والعدد الكبير من هذه العمليات استهدف القواعد والمعسكرات الأمريكية، ويمكن أن نتصور حجم الخسائر التي ألحقها هذا العدد من العمليات بالاحتلال وأعوانه، وهذا العدد متسرب ليس من بيانات المقاومة بفصائلها كافة، بل جرى تأكيده في بيانات أصدرها الجيش الأمريكي نفسه.

على المستوى السياسي: أفشلت المقاومة المحاولات السياسية كافة، التي قام بها العدو وعملاؤه لإنقاذ وترميم ما يدّعون بأنهم قد أنجزوه في العراق من عملية سياسية استخبارية بغيضة، حتى أن المقاومة قد أوصلت هذه العملية والقائمين عليها، ومن ورائهم الاحتلال إلى اليأس من إمكانية استمرارها..

على المستوى الإعلامي: حققت المقاومة عام 2007 حضوراً إعلامياً متميزاً على المستوى الوطني والقومي والدولي من خلال العديد من الحوارات واللقاءات والزيارات التي قام بها ممثلو فصائل المقاومة المختلفة لعدد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية على المستوى الشعبي، فإن المقاومة حققت امتداداً شعبياً واسعاً بسبب الفعل الميداني الجسور لرجال العراق الشجعان، وهذا ما أكدته بعض الإحصائيات التي قام بها الأمريكان أنفسهم، فشبكة (سي أن أن) و(يو أس أي تودي) الأمريكيتان أجرتا إحصائيات في محافظات العراق كافة وتوجهت الإحصائيتان بسؤال لعينة عشوائية من المواطنين، هو: من يؤيد المقاومة العراقية؟.. فتبين أن81 بالمائة من أبناء العراق الشرفاء يؤيدون المقاومة ويناهضون الاحتلال والتقسيم والتدخل الإيراني .

على المستوى العربي والدولي : التأييد الشعبي متزايد للمقاومة التي شجعت بفعلها الجسور الكثير من أحرار العالم ووفرت لهم الفرصة لكي يقفوا في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني ويعلنوا رفضهم له ، كما حدث ويحدث في أمريكا اللاتينية وروسيا وغيرها من بلدان العالم الأخرى .

المقاومة والصحوة

* (الحرية):هل تشكل مجالس الصحوة عائقاً أمام المقاومة .. وما موقفكم من هذه المجالس ؟

** د. أبو محمد : نحن ضد أي عمل يمكن أن يساعد المحتل أو يقوي مركزه أو يعمل لإنجاح مشروعه ، ونحن ندعو كل عراقي وعربي أن لا يساعد الاحتلال في أي عمل عسكرياً كان أم سياسياً أم اقتصاديا ، لان ذلك يصب في مصلحة الاحتلال ويقف بالضد من إرادة الشعب العراقي ومقاومته الباسلة الممثلة له، وعلى هذا الأساس فنحن لا نؤيد مطلقاً ما ذهبت إليه بعض الأطراف بتشكيل ما يسمى بمجالس الصحوة ، وندعو من انخرط في هذه المجالس أن لا يجعل من نفسه درعاً لجنود الاحتلال الذين عاثوا فساداً في ارض العراق وبشعبه تقتيلا واغتصابا وبثرواته سرقة ونهبا، مشوها بذلك تأريخه وتاريخ عشيرته وقبيلته ومدينته، وندعو الجميع إلى العودة إلى الصف الوطني المقاوم واستغلال الإمكانيات كلها التي حصلوا عليها لتكون في خندق المقاومة .

الجبهة مستمرة

* (الحرية): أثير في بعض الأوساط أن هناك جماعات أو أشخاصا قد غادروا الجبهة .. وضح لنا الأسباب ؟ ومن هذه الجهات ، أو هؤلاء الأشخاص؟

* د.أبو محمد: أنا لا اعرف أن أحدا قد غادر الجبهة مطلقا، فهي قائمة بعملها الآن واللقاءات مستمرة مع الشرائح كافة التي يراد من خلالها تشكيل روابط وتنسيق عمل الجبهة على المستوى الاجتماعي ، وان جميع الأحزاب والحركات المنضوية تحت لواء الجبهة ملتزمة بأهداف الجبهة ومبادئها ، وقد رشحت ممثلين لها في المكاتب الفرعية للجبهة، ولكن هناك بعض الإخوة في اللجنة السياسية لديهم بعض الملاحظات حول بعض تفاصيل العمل ، وان ذلك في طريقه للحل.

رسالة القائد الأعلى

* (الحرية):وجه القائد الأعلى للجهاد والتحرير رسالة إلى أبي مجاهد السلمي قائد الجيش العربي لتحرير الجنوب تلفت النظر فيها هذه العبارة ( اعلم أن العدو أعمى لولا الجواسيس فابذل كل الجهود لكشفهم وتصفيتهم ) .. من المقصود بذلك؟

* د.أبو محمد: المقصود كل من يخدم الاحتلال ويدافع عنه ويقاتل نيابة عنه ويعمل لإنجاح مشروعه، فهو سيكون هدفا للمقاومة ، كما أن هدفها الرئيس هو الاحتلال، وعلى هذا الأساس فانه ليس جميع من انخرط في الأجهزة الأمنية الحالية في ظل الاحتلال سيكون هدفا للمقاومة بدليل هذه الفقرة من الرسالة : ( تعاملوا مع الخونة والجواسيس بدقة وبتأن كي لا يؤذى مواطن بريء، واعلموا أن تشكيلات ما يسمى بالجيش والشرطة ، فهي معكم ومع الشعب والوطن، عدا حفنة الجواسيس والخونة الذين زجهم العدو وأحزاب العمالة الطائفية في هذه التشكيلات ، مما يجب التعامل مع هذه التشكيلات بدقة وعناية فائقة لكي يكون الاستهداف فرديا وليس جماعيا ومحصورا بالخونة والجواسيس فقط . أما خارج هذه الحدود فتعاملوا مع الجميع وفق الأمر الرباني الذي جاء في كتابنا العزيز، إذ قال جل شأنه : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحبُّ المعتدين).

المقاومة عراقية

*( الحرية ): ما ردك على فريقين : الأول يغالي بالقول إن البعثيين لا نصيب لهم في المقاومة، والآخر يغالي بالقول : إن المقاومة كلها بعثية؟

* د.أبو محمد: أنا لا اتفق مع من يقول إن المقاومة كلها بعثية ، كما لا اتفق مع من يقول إن البعثيين لا نصيب لهم من المقاومة ، فالمقاومة العراقية بكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية هي شرفنا وعزنا ومجدنا ومستقبلنا وبقدر تعلق الأمر بالسؤال فأن البعث وفصائله المقاومة هو جزء أساس مهم وطبيعي في هيكل المقاومة وفعلها الجسور .. أنا ضد من يقول إن المقاومة إسلامية ، وكأن هناك مقاومة إسلامية ومقاومة غير إسلامية في العراق، فالمقاومة هي مقاومة المسلمين في العراق ولا ننسى هنا الأديان كلها في العراق، وفي طليعة المقاومين البعثيون الذين هم بأغلبيتهم الساحقة مسلمون متمسكون بمبادئ الدين الحنيف وقيمه ورسالة الإسلام الخالدة، وعلى هذا الأساس فان للبعث الآن فصائل للجهاد في المحافظات كافة وتحت مسميات وعناوين مختلفة وجميعها الآن مؤتلف مع فصائل وطنية وقومية وإسلامية تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادة شيخ المجاهدين عزة إبراهيم وهي تضم 22 فصيلا من فصائل الجهاد والمقاومة منتشرة في جميع أنحاء العراق وتشكل – بتواضع - أكثر من 80 بالمائة من فعل المقاومة الحقيقي الموجه ضد قوات الاحتلال وهياكله وأعوانه.

* (الحرية): هل للمقاومة جهاز مخابرات واستخبارات يرصد عناصر فرق الموت والمليشيات والعملاء؟

* د.أبو محمد: المقاومة العراقية بفصائلها وبالحركات والتيارات والشخصيات الساندة لها كافة تمثل دولة العراق الوطنية، وكيف لك أن تتصور مقاومة شعبٍ مثل شعب العراق تعمل بخبرات دولة العراق الوطنية، ولا يكون لها مثل هذا العمل الواسع والمنوع والذي يخدم إستراتيجيتها؟، والشيء المهم والأساس هو أن المقاومة بخير وفي تطور مستمر عدةً وعدداً .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 03 محـــــرم 1429 هـ الموافق 11 / كانون الثاني / 2008 م