بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

دلالات التحدي في دخول محمود احمدي نجاد الى العراق

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

تشير الكثير من الدلائل على إن طبيعة العلاقات الإيرانية الامريكية مع قطع التمثيل الدبلوماسي الى إنها أكثر من جيدة منذ أن استولى خميني على السلطة فيها الى يومنا هذا , ابتداءا من التعاون ألتسليحي الذي قدمته امريكا لإيران خلال اعتدائها على العراق من خلال إطالة أمد الحرب الى أكثر من ثمانية سنوات ذهب خلالها عشرات آلاف البشر من الجانبين في محاولة منها لاستمرار بسط النفوذ الفارسي في منطقة الخليج العربي مع تغير بسيط لا يتعدى وجوه اللاعبين مع شراسة اكبر في تنفيذ الدور ولأسباب كثيرة لا تقتصر على تاريخ علاقاتها بالمنطقة وأطماعها فيها استمرت بعدها جارة السوء إيران تستغل كل الظروف لممارسة أقذر السياسات التي من شأنها الأضرار بالأمة العربية عامة وبالعراق بصورة خاصة لإدراكها انه يمثل درع الأمة الحصين الذي يبدأ من خلاله التغلغل والانتشار في عموم المنطقة العربية ويتعداها الى كل الدول الإسلامية .

ولعله من الأمور البديهية المسلم بها إن غزو مغول العصر همج العالم الأمريكان الى قطرنا العزيز وإسقاط نظامه الشرعي وإدخالنا في عصر من ابرز ملامحه الفوضى العارمة التي شملت كل مفاصل الحياة وغياب القانون والنظام وما رافقه من تسلق اللصوص وعصابات الإرهاب وقطاع الطرق والرعاع الخارجين على القانون الى المناصب العليا فيما يسمى بالحكومة إنما هو تحصيل حاصل للتعاون بين ثلاثي الشرك والشر امريكا – والصهيونية العالمية – والفرس مع احتفاظ كل منهم بممارسة دوره المرسوم مسبقا وبدقة عالية حسب اعترافات عملائهم المزدوجين في الهوية والولاء وحسب اعترافات رموز حكم ملالي طهران نفسهم وان تظاهروا رياءا ودجلا خلاف ذلك ومصداقية ذلك تأتي من خلال ما يسود اليوم من أعمال عنف وتصفية للعناصر الوطنية المناهضة للاحتلالين بتغطية من القوات الامريكية تمارسها مليشيات الأحزاب العنصرية الفارسية في العراق او من تموله وتدعمه غير عمليات السرقة المنظمة لثروات القطر وما يرافقها من عمليات تهجير قسري طائفي اثني وتمزيق للنسيج الاجتماعي العراقي تمهيدا لفدرلته ومن ثم قضمة بالتتابع .

ومن المعلوم إن العراقيين يرفضون التدخل الإيراني في شأن بلادهم حيث عبر عن ذلك العديد من الشخصيات الوطنية وشيوخ العشائر بنفس الحدة التي يرفضون بها الاحتلال الامريكي لإدراكهم انه من أهم عوامل استمراره وأطالت فترة وجوده من خلال الأعداد الكبيرة جدا من الفرس الذين دخلوا العراق وتحت تسميات وواجهات مختلفة والتي لعبت دورا كبير في تنفيذ السياسة المشتركة للاحتلالين .

والآن فان وصول هذا القرد المسخ الفارسي للعراق إنما يأتي لتحقيق العديد من الأهداف التي من بينها على الصعيد الفارسي حيث إن هذه الزيارة هي سابقة أولى منذ سيطرة الملالي على السلطة في إيران عام 1979 وتأتي لكسب جولة ضمن صراع الملالي الفرس ضد خصومه ومعارضيه وتأكيدا وترسيخا للشراكة الامريكية الفارسية في احتلال العراق بمعنى كسب اكبر عدد من المؤيدين لتيار المحافظين الفرس الذي يمثله نجاد خصوصا وان انتخاباتهم البرلمانية على الأبواب حيث كان هذا التيار قد تعرض الى الكثير من الضعف والمعارضة على اثر الحملة الإعلامية الكاذبة التي كانت تمارسها إدارة الولايات المتحدة الامريكية حيث إن هذه الزيارة تؤكد عمق الصلة بين الإدارتين والشراكة القوية في اغتنام ثمار الحالة البائسة التي وصلت إليها الأوضاع في العراق وبلوغ مرحلة استثمار النتائج .

في الوقت الذي يرغب فيه هذا السفاح في إثبات نجاح سياسته في المنطقة العربية وفي الخليج العربي بالذات حيث لأول مرة في تاريخ هذه المنطقة يتم توجيه دعوة من القمة الخليجية الى جهة اجنبية للمشاركة في اجتماعاتها مما يعبر عن عمق تأثير الفرس في قرارات قمة عرب الخليج وما تبع ذلك من زيارة الشيخ زايد ووفد الإمارات الى إيران في الوقت الذي تتمسك فيه الادارة الفارسية باحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى بل وراحت الى الأبعد من هذا تطالب بتبعية وعائدية البحرين الى بلاد فارس , وان دل ذلك على شيء إنما يدل على ما في نفوس حكام الخليج من رعب وقلق أدى بالنتيجة الى مزيد من ارتمائهم بأحضان الغرب والذي كانت من ثماره اقامة قاعدة فرنسية في البحرين بما يعني ابتزاز المزيد من أموال الخليج لصالح دول اجنبية في الوقت الذي يعاني اقتصاد اغلب الدول العربية من التدهور والانحطاط .

لقد مثل تدنيس محمود احمدي نجاد للأراضي العراقية قمة التحدي للقوات الامريكية حيث إن رئيس إدارتها لم يتمكن من الحصول على استقبال من حكومة العمالة بنفس الطريقة التي استقبل فيها نجاد وهو الذي أعلن انتهاء العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يعبر فيه عن قوة تأثيره على من تعتبرهم امريكا موالين لها بعد إن نصبتهم على كراسي العمالة الرسمية في الوقت الذي يؤكد إمساكه لأوراق اللعبة العراقية شعبيا ورسميا من جميع أطرافها.

بعدا هذا هل يمكن إن تستمر ادعاءات الأمريكان او الفرس بمعاداتهم لبعضهم البعض وهو على رأس قائمة الإرهابيين المطلوبين أمريكيا وهذه فرصتهم لو صحت ادعاءاتهم , فقد انكشفت أوراق اللعبة بشكل واضح وجلي فان نجاد دنس ارض الرافدين في البدء بالعناصر الفارسية وسرقوا كل شيء ابتداءا من بسمة أطفال العراق ومرورا بتهديم اقتصاد الدولة والقضاء على الزراعة فيه وسرقة المعامل وكل مقومات البنى التحتية العراقية والتمدد على حساب الأراضي العراقية وقضمها ونهب خيراته الثابتة الى تهريب مليارات الدولارات من العملة الصعبة اثر حادثة إحراق البنك المركزي العراقي واليوم بقذارته شخصيا وبشكل رسمي وفرت له القوات الامريكية الحماية أرضا وجوا بما لم توفره لغيره .

إن القوى الوطنية العراقية والعشائر العربية الأصل والانتماء لا يمكن إن تعتبر وصول هذا القاتل والسفاح الحاقد الى ارض العراق امرأ مرحب به ولو بأدنى الدرجات , لأنها لا يمكن إن تنسى ولو للحظة ما قامت به قواته التي تقاسمت الغزو والاحتلال مع مغول العصر الحديث الأمريكان فمليشياتهم التي يرعاها عملائهم المأجورين رملت مئات الآلاف من الماجدات العراقيات واعتدت على أعراضهن وفجعت وثكلت مثلهن وهجرت العوائل العراقية الآمنة وقتلت ما يقارب المليونين حسب الإحصائيات الدولية المعلنة من اشرف وأنبل أبناء العراق وأشاوسه الذين جرعوهم بالأمس السم الزعاف في رد الاعتداءات الفارسية ولا يمكن بأي حال من الأحوال إن تهون دماء العراقيين التي سالت انهار روت ارض الرافدين على شرفائهم فلا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا بهذا السافل الفارسي المجوسي وأتباعه وعملائه وسنرى كيف يكون الرد إن شاء الله .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  /  25  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  03 / أذار / 2008 م