بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بيعة الشموخ والعز

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

مع الغزو الامريكي لقطرنا العزيز , كان الجميع من العراقيين والعرب او من غيرهم قد أصيبوا بدهشة كبيرة من هول الصدمة , إلا القيادة والمقربين منها , ذلك لأنها وبوحي من حكمتها وبناءا على تجاربها السابقة , كانت تعرف إن قوى الغطرسة كانت قد عزمت على غزو العراق لا محال ولأسباب كثيرة ومعروفة , وقد أعدت وحشدت وزورت حقائق وضغطت امريكا وبكل الاتجاهات ابتداءا من مجلس الأمن الدولي في المنظمة الدولية وانتهاءا بالتهديدات التي مارستها حتى على حلفائها سواء في حلف شمال الأطلسي او خارجه من اجل إنجاح غزوها , وقد حشدت لذلك الجيوش الجرارة والعتاد الفتاك , نقول إن القيادة قد أدركت ذلك , وقد صرح المجاهد طارق عزيز " أنجاه الله من اسر الأعداء وحرره " قبل الاعتداء, إن الغزو الامريكي للعراق واقع لا محال ولإيقاف ذلك العدوان نحتاج الى معجزة سماوية , وعلى ذلك الأساس فقد أعدت القيادة آنذاك لبدء الصفحة الثانية من القتال , وهي حرب الشوارع وحرب العصابات , لذلك فقد كانت بداية المقاومة العراقية في اليوم التالي مباشرة , أي في يوم 10 نيسان 2003 , وذلك أمر معلوم للجميع ولا يحتاج الى إثباتات .

إن الصدمة التي أصابت قسم من الرفاق أعضاء حزبنا المجاهد , حزب البعث العربي الاشتراكي جعلتهم يتراجعون خطوة الى الخلف ودون وعي منهم مما ولد فراغ في الشارع العراقي ساعد الى حد بعيد في تقدم عملاء الاحتلال أحفاد أبو رغال والعلمقي , ممن ركب الدبابة الأمريكية واضعا البسطال الامريكي على رأسه العفن للتموضع في الخنادق ولقتال العراقيين بالنيابة عن الغازي الامريكي , تساندهم الآلة العسكرية المتطورة تكنولوجيا والطائرات المحملة بكل أنواع القنابل الفتاكة والمحرمة دوليا .

إن من جاء مع الأمريكان ممن كانت قيادتنا للرحمة التي أودعها الله في قلبها تعفو عنهم وكثيرا ما سامحتهم عن جرائمهم بحق العراق والعراقيين , جاءوا مع الأمريكان محملين بالحقد والدسيسة التي علمها لهم عملهم لدى المخابرات الأجنبية فملؤا المنطقة الخضراء وعاثوا في الارض فسادا فسرقوا واحرقوا وكالجراد دمروا كل شيء والأدهى والأمر أنهم شكلوا عصابات ومليشيات تأتمر بأمر الحاكم سيدهم المحتل فقتلوا الأبرياء ومثلوا بأجسادهم الطاهرة ولم يرحموا طفلا او امرأة او شيخا, ثم عكفوا على تنفيذ البرنامج المهم الذي من اجله قامت الإدارة الأمريكية بغزو العراق, برنامج الفتنة الطائفية , لتقسيم القطر وتحجيم دوره الحضاري , فتكالبوا واشتدت شراستهم الى أقصى ما أمكنهم , فكان ما كان من عمليات التهجير ألقسري للعراقيين وبالملايين , سواء داخل القطر او خارجه .

إن الانكسار الذي أصاب المهزوزين والانهزاميين وألإنتهازيين ساعد الى حد ما في الوصول الى ما وصل القطر إليه , بينما البعثيين الصميميين المبدئيين يشاركهم كل غيور شريف قادوا عمليات المقاومة الجهادية فأرعبوا المحتل وأعوانه العملاء حتى باتوا لا راحة لهم يتوقعون الموت في كل لحظة , لذلك فقد تقوقعوا في المنطقة الخضراء وأحاطوا أنفسهم بتحصينات كونكريتية فشرنقوا أنفسهم في سجنهم بانتظار الغضب الشعبي العارم الذي يزلزل الارض التي ستلفظهم , ليكون ذلك مبررا لهم للهزيمة من ارض العزة والكبرياء والشموخ , ارض العراق العظيم .

وعودة على ذي بدء , فالقيادة ولشجاعتها المعهودة رفضت كل المساومات في مغادرة العراق كما رفضت المهادنات الرخيصة , كما حكمة الشاعر العربي

فأما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيظ العدى

ولله درك أبا عدي سيد الشهداء مثالا لكل حر غيور , فإذ عشت , كنت ملاذ لكل مناضل مجاهد , فجن جنون الأعداء , وارتقيت سلم العلياء فأخزاهم الله على فعلتهم الجبانة فسجلت اسمك في صفحات النور الخالدة فطوبى لك وهنيئا لك مجدك أبو الشهداء " سلام من الله عليك وعلى كل الشهداء الأكرمين ".

لقد كان بإمكان القيادة مغادرة مواقع الجهاد ورغم كل المغريات أبت على نفسها إلا الثبات , فاستشهد من استشهد , واسر من اسر منهم , إلا إن الله العزيز وبحكمة منه وبأمره كان شيخ الجهاد والمجاهدين أبو احمد ورغم شيخوخة سنه ورغم صحته منارة وبوصلة اهتدى بها أبطال البعث ومعهم كل من آمن بالعراق العظيم , ليقود الجهاد ضد المحتل وأعوانه الرعاديد الجبناء , فأصبح بفضل الله وبحكمة قيادته وشجاعة مواقفه في سجونهم وباختيارهم قابعون , بينما أصبح البعث كما كان سيد الشارع العراقي مؤثرا وفاعلا .

والآن وبعد كل الذي حققته المقاومة الباسلة وقيادتها للجهاد والتحرير من انتصارات أبهرت الأعداء , بتوجب على كل عراقي غادر موقعه عن جهالة او ضلالة أن يعود الى موقعه فيجدد بيعته لشيخ الجهاد والمجاهدين ويحمل السلاح بكل أنواعه ويصطف مع الأبطال ليكمل مشواره بالاتجاه الصحيح ويشارك في انجاز النصر في معركة الكرامة والتحرير الفاصلة لسحق رؤوس المعتدين وعملائهم الخاوية , فإلى النصر ولا غير النصر .

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بقيادة شيخ الجهاد والمجاهدين

عاش العراق وفلسطين وكل امة العرب والإسلام حرة كريمة

المجد لشهدائنا يتقدمهم أبو الشهداء شهيد الحج الأكبر

الله اكبر ... الله اكبر

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الإثنين / 29 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 07 / كانون الثاني / 2008 م