بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

قمة عربية أم سفح ذليل

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

تتوالى الأحداث القاسية والنكبات على امتنا العربية بشكل غريب ونحن العرب أبناء هذه الأمة من يعاني أكثر من غيره والمتضرر الوحيد من ويلات تلك الأحداث لقسوتها ونعي أسبابها ودوافعها فهي ليست جديدة على امتنا وقد تناقلناها عن أجدادنا وآبائنا وان تغيرت الطريقة فالهدف واحد وإذا كان المنفذون قد تبدلوا فان الأداة ثابتة واحدة ونحن العرب والمسلمون هم الهدف دائما , وقد تعارفت الأمة ومنذ أمد غير قصير على إن يعقد زعمائها من ملوك ورؤساء مؤتمرات يناقشون فيها مشاكل امتنا وأزماتها يوحدون فيها موقفهم في وضع الحلول الجذرية الناجعة لها كأحد الأساليب الحضارية التي يتبعها قادة التجمعات الإقليمية التي تختلق أسباب تجمعها رغم عدم امتلاكها ما لامتنا من مقومات , فتلك أوربا جمعت نفسها رغم كل الاختلافات العرقية والدينية والسياسية في منظمة خاصة بها لتعمل على توحيد سياساتها وكذلك في أفريقيا وفي وأمريكا الجنوبية وغيرها من بلدان العالم التي طورت لقاءاتها الى أحلاف عسكرية او منظمات دولية معلومة لسنا بحاجة الى الخوض في تفاصيلها .

ونحن امة تجمعت فيها كل مقومات الوحدة حتى في التبعية للأجنبي باستثناء رغبة زعماءنا , فرغم إن الأقطار العربية كلها اليوم تخضع إرادتها لإدارة الدولة الكبرى واعني الولايات المتحدة الامريكية بقيادة الصهيونية العالمية , إلا إن زعماء امتنا يصرون على خلق الاختلافات غير المبررة وغير المنطقية ويصرون على إن يمزقوا وحدة الصف العربي وطيلة القرن الماضي وبداية عصر ما سمي بالاستقلال العربي الى يومنا هذا يقلد الزعيم الخلف من سبقه وسلفه في تبني نظرية إهمال الشعب وقهره وتجاهل مطالبه مهما حملت في مردوداتها من ايجابية .

ولكي نكون منصفين للقمم العربية فلابد من تذكر إن قمتهم قررت فرض الحصار على العراق اثر استعادته لمحافظة كاظمة فأعطت المسوغ المنطقي للغطرسة الامريكية بحصار العراق لأكثر من ثلاثة عشر عام عجاف عانى منها ما عانى أبناء العراق فجاع من جاع وقتل من قتل من أطفال ونساء وشيوخ وأمطرت صواريخ الحقد وقنابل الخسة الامريكية مهدت لاحتلال القطر والحق يقال فان زعماء العرب حافظوا على رباطة جأشهم وصمودهم فمنحوا ضمائرهم إجازة أبدية حتى أصبح العراق تحقيقا لرغبة المغول الأمريكان والفرس المجوس مجزرة لم تعرف لها الإنسانية مثيل وصولا الى غايات وأهداف لا تغيب على احد مهما بلغت درجة سذاجته .

وإذا رغبنا في إن نكون أكثر عدلا وإنصافا فان قمة العرب قبل خمس سنوات اجتمعت وقررت إن تعقد سلاما دائما مع الكيان الصهيوني صاحب القرار العالمي الاول فطرحت ما أسموه حينها المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل كثمن لتحطيم العراق احد أهم دعائم القومية العربية فكانوا موضع سخرية للعالم اجمعه ابتداءا من صاحبة الشأن إسرائيل وأداتها امريكا التي بادرت هي الأخرى فجمعتهم أخيرا في انابولس في مؤتمر اعترفوا فيه لإسرائيل بحدود شملت كل دولة فلسطين على إن تكون هذه الدولة يهودية ومكافئة للرئيس بوش في نهاية فترة حكمه دوره المتميز في تدمير امتنا العربية بشكل يكاد إن ينهي أي أمل في نهوضها ثم توجوا تلك المكافئة بالأوسمة والأنواط والسمسرة في عقر ديار بني يعرب .

وفي هذا الشهر سيجتمع الزعماء العرب في قمة لهم كانوا قد قروها في دمشق وبين قمتهم في العام الماضي وقمتهم المقبلة التي يترقبها من يحتاجها مآسي عربية كبيرة حملت بين طياتها علامات الفشل التي وضعها أصحاب القرار الاول في العالم بتحديات اكبر من إن يفكر فيها زعماء العرب وان يضعوا لها الحلول فهم ينطلقون من امن قطري ونظرة قطرية عجزة حتى إن تتفهم حاجات أقطارهم وأمنها بل تلبي الابتزاز والسيطرة الأجنبية , فاختلفوا في فرض الارادة على الشعب اللبناني في من يمثله في القمة لا بل راحت إسرائيل تمزق أجساد أطفال فلسطين الغرة بعد إن جوعتهم وحرمتهم حتى من العلاج لاستنساخ ما حصل في العراق.

إن السادة زعماء على امة العرب عبيد للأجنبي يدركون إن احدهم لن يكون زعيم إلا إذا نزع الحياء من جبينه والرقة والرحمة من قلبه وقتل ضميره ولا هم له إلا الحفاظ على كرسيه فأضاعوا بقممهم فلسطين والعراق والصومال وسيضيعون لبنان والأقطار العربية تباعا فكم سيرتقوا فعلا الى القمة لو رحلوا عن الشعب العربي فهو وحده الكفيل والقادر الوحيد على تجاوز أزماته التي صنعوها له .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  29  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  07 / أذار / 2008 م