بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سقط الصدر ذليلا كغيره والبقية تأتي

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

من بين الأساليب التي مارستها سلطة الاحتلال بعد غزوها الهمجي المغولي للعراق إن فتحت ابواب البلاد مشرعة لكل من هب ودب ممن هم على شاكلتها ومن المناوئين لها لاستدراجهم الى العراق على أمل إن تكون ارض العراق مسرحا لتصفية الحسابات الامريكية بعد إن فشلت في أفغانستان , وقد نتج عن ذلك إن فسح سيء الذكر القذر بريمر المجال لتشكيل الأحزاب والكتل السياسة والدينية تحت عنوان الديمقراطية والتعددية الحزبية وذلك لا من اجل إشاعتها كما حاول الاحتلال التظاهر به وإنما من اجل تعدد الزعامات واحتواء اكبر عدد من أبناء الشعب العراقي تحت ألوية تلك الزعامات لتفتيت الجهد الوطني العراقي وبعثرت الجهود لإفقادها أي قابلية على التأثير في حالة تبنيها لمشروع مقاومة الاحتلال ولسهولة السيطرة عليها او وئدها عندما تشكل مصدر خطر او عند الضرورة بعد تقاطع المصالح .

إن تلك الحالة بلورت أفكار أدت الى بروز تجمعات تقاربت مصالحها وتوحدت أهدافها استطاع الاحتلال إن يدير القسم منها بشكل مباشر من خلال رموزه الذين دخلوا معه على ظهور دباباته استطاعوا شراء ذمم القسم من فاقدي الضمير او انخرط قسم بين صفوفهم من أصحاب النوايا الخسيسة من قطاع الطرق واللصوص والقتلة ليؤمنوا الحماية الكافية لممارساتهم التي يرفضها الشعب العراقي , أما القسم الآخر من تلك التجمعات والتي لم تتمكن سلطات الاحتلال من اختراقها او إدارتها بشكل مباشر فقد استطاعت الالتفاف عليها وتسخيرها لخدمة مشروعها عن طريق حلفائها وتحت واجهات وعناوين مختلفة أخذت الصبغة الدينية او الطائفية وأيضا هي الأخرى نجحت الى حد ما في بعض حالاتها باستقطاب عناصر ممن عرفت بنزاهتها او وطنيتها لفراغ الساحة العراقية من الأحزاب الوطنية بشكل مؤقت كنتيجة طبيعية لهول الصدمة التي نتجت عن الاحتلال والتي طاردها المحتل وعملائه من جهة ولأنها صدقت ادعاءات هذه التحزبات التي ارتدت زى الفكر الوطني وحيثما انكشفت اللعبة سارعت بالانسحاب او غادرت القطر حرصا على سلامتها .

إن التفاعلات التي أفرزتها حالة غزو العراق والصراعات التي دارت على مسرح الأحداث التي جاءت سريعة وثقيلة على شعبنا أدت الى نتائج كثيرة يأتي من بين أهمها انقسام المجتمع العراقي الى صفين اثنين لا ثالث لهما هما :

أولا / الصف الوطني المقاوم للاحتلال وقد اخذ أدوارا وأشكالا متعددة توحدت قيادته تحت راية الجهاد والتحرير كنموذج عسكري مقاتل ومجاهد استهدف الاحتلال وعملائه من جهة وروافد ذلك النموذج وحاضنته الشعبية الداعمة له من خلال التنظيم والكلمة المقاتلة والمال وكل أشكال الإسناد وقد تمترس تحت راية تلك القيادة غالبية أبناء شعبنا العراقي بكل نسيجه الاجتماعي المعروف بغض النظر عن الانتماء الطائفي او العرقي او القومي باتجاه تحقيق هدف سامي أول لا يتقدم عليه هدف آخر وتهون بل تذوب من اجله كل الأهداف الأخرى هو تحرير العراق .

ثانيا / الصف الآخر الذي ضم عناصرا تقاربت مصالحها او التقت مع مصالح الاحتلال فأصبحوا مطاياه الرخيصة وأدواته التي تعمل على تنفيذ برنامجه الذي احتل العراق من اجله وقد تعددت واجهات تلك العناصر وتبنت وسائل متعددة للنفاذ الى الشعب العراقي أهمها إثارة عواطف الشعب الطائفية والعرقية وبطبيعة الحال قد حصلت على الدعم المادي والتسليحي الكبير بالإضافة الى تأمين الحماية اللازمة من سلطات الاحتلال لتمكينها من فرض هيمنتها وقوانينها وممارسة شرائعها غير الطبيعية على ارض الواقع .

ولان المجتمع العراقي يمتاز بعاطفته الدينية المتوقدة فقد استطاع تحالف الاحتلال القذر الامريكي – الصهيوني – الفارسي استثمارها من خلال دعمه الكبير الذي قدمه لعملائه من آل الحكيم الطباطبائي الذين يحملون الحقد الدفين المبطن للشعب العراقي الذي طردهم من أرضه الطاهرة لخستهم وغدرهم وعملهم ألتجسسي لصالح الفرس فقد تزعموا عدد من المليشيات مثل مليشيات بدر, والمجلس الأعلى غير الأحزاب والحركات الطائفية مثل حركة ثار الله إضافة الى المليشيات الخاصة التي تقودها المخابرات الفارسية , فقد تمكنوا من إثارة عواطف أعداد من المغرر بهم من خلال الممارسات والشعائر الطائفية التي مارسوها في المناسبات الدينية وهؤلاء بدؤوا ينفضون من حولهم بعد انكشاف وانفضاح غاياتهم إلا من ارتبطت مصالحه مصيريا بهم لتورطهم بأعمال القتل والنهب والسلب فأصبحوا مطلوبين أمام الشعب العراقي .

أما الجهة الثانية التي قدم لها تحالف الاحتلال الخسيس دعمه فهم أتباع محمد صادق الصدر حيث كان قد ترك بعد إن اغتالته يد الغدر الفارسية عدد غير قليل من الأتباع في البدء شكلوا تحت زعامة ابنه مقتدى تيار بدأ يركب موجة المطالب الشعبية فتوشح بمظهر الرافض للاحتلال المتبني للمذهب الجعفري بصبغته العربية , وسرعان ما استطاعت المليشيات الفارسية وعناصر آل الحكيم الطباطبائي من اختراقه وتسخيره لصالح تنفيذ أغراضها وخصوصا جناحه العسكري حيث أصبح عبارة عن مليشيات قتل وإرهاب استهدفت تصفية العناصر الوطنية والقيادية في المجتمع العراقي الرافضة للاحتلال بطرفيه الامريكي الصهيوني والفارسي وبعد تضارب المصالح بين العائلتين من آل الحكيم طباطبائي وال الصدر وأتباعهما من بعد إن تكشفت النوايا أصبح الصدريون هدفا سهلا تعاونت لتصفيته مليشيات الحكيم التي تسيطر على أجهزة حكومة العمالة والاحتلال والتي انخرطت ضمن مليشيات الدولة الرسمية مع القوات الامريكية الغازية , فتمت مطاردة واعتقال أتباع الصدر وتصفية أعداد كبيرة من قياداتهم وتم تحجيمهم بعدة طرق منها تجميد نشاطاتهم او طرد قسم من قياداتهم او دعم انشطارهم وتشكيل تيارات بنفس التوجهات والصبغات تحت زعامات منشقة متورطة في عمليات مليشياوية غادرة للعراقيين الأبرياء وغيرها وبعد إن فقد هذا التيار أسباب وجوده ومبرراتها وخشية من عودة الابن مقتدى من تبني نهج أبيه محمد صادق الصدر والاتجاه بالحوزة الدينية الشيعية في النجف الاشرف نحو الطابع العربي الرافض للفرس وانحرافهم المذهبي أصبح لابد من التخلص منه بشكل نهائي فتعرض مقتدى لمحاولات تصفية عديدة غير انه مطلوب قضائيا وآخرها تسميمه عن طريق الطعام التي قد لا ينجو منها وإدراكا منه لنهجه الخاطئ في معاداة الصف الوطني العربي العراقي ولو بشكل متأخر كثيرا أعلن استسلامه فأعلن انزواءه وانعزاله تحت ذريعة مصطنعة يلوذ بها عند أسياده الفرس كطالب علوم دينية على الطريقة الفارسية تاركا أتباعه فريسة سهلة لمليشيات عزيز الطباطبائي وابنه والاحتلال وسلطته .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  02  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  09 / أذار / 2008 م