بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وقعوا على دفن القضية العربية

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

نحن كشعب عربي كثيرا ما القينا نتائج الأحداث الفاشلة او علقنا الانتكاسات العربية على هذا القطر او ذاك لأننا ليس لنا القدرة على تشخيص الخطأ او معالجته ليس لأننا كشعب مغلوب على أمرنا لا نستطيع أن نوزن الأمور بميزانها , بل لان قياداتنا أطبقت الحصار علينا من كل اتجاه وصوب , فأجهزتها الأمنية الاستخبارية على أهبة الاستعداد لإيداع من يتجرأ ويعارض قرار قيادته او لمجرد التعليق البسيط على أي قرار , فسجون أقطارنا مشرعة أبوابها تسمح بالدخول ولا تسمح بالخروج إلا وقد تركت ذكرى أبدية على جسد او في نفس من يخرج .

ما دار في خاطري حال إخواننا الفلسطينيين وقد ذهبوا الى مؤتمر إنا بوليس أحاطت بهم زفت عرس عربية كبيرة لم تحدث إلا في أرقى المناسبات ليشهد الجميع على دفن قضيتهم الى الأبد وبإرادة قياداتهم , دبر وجهز وأنهى كل شيء العم الكبير بوش تشد من أزره وتعينه وتقويه العمة كوندا ليزا رايز .

في وقفة تأمل لنتساءل لماذا ذهبت القيادة الفلسطينية ( والأحرى بنا أن نقول قياد فتح ونعزل حماس لأنها عارضت وبشدة ) وبمحض إرادتها ؟

ببساطة وبدون عناء , لأنها لم تجد من العرب من يقف معها في محنتها .
ولماذا ارتمت حماس في أحضان الفرس ؟
وبنفس البساطة يكون نفس الجواب ... !

الولايات المتحدة الأمريكية درست الحالة العربية فوجدت إن العراق هو أكثر الأقطار العربية الداعمة للمقاومة الفلسطينية وبكل الاتجاهات , فقررت كسر الذراع الذي تستند إليه القضية الفلسطينيين وكل القضايا العربية , فكان ما كان من غزو العراق ولنتفحص ما جرى بعد ذلك بشكل بسيط وسريع ...
لنرى أولا أين الأقطار العربية من أحداث المنطقة ؟

أم العرب مصر الحاضنة الكبيرة والأولى للعرب فقدت موقعها وتخلت عنه عندما ذهب الرئيس محمد أنور السادات الى القدس ثم مؤتمر كامب ديفد وما جرى بعد ذلك حتى أصبح يندى جبين المواطن المصري من تخاذل قيادته , ثم أكمل الرئيس حسني مبارك المشوار فأصبحت إسرائيل اقرب إليه من أية دولة عربية متحديا بذلك أي وطني معارض بعد أن اتكأ الرجل على الحماية الأمريكية .

دول الخليج وخصوصا بعد الدخول العراقي الى الكويت أعلنت وبكلمة واحدة تخليها عن أي اتجاه عربي بعد أن اطمأنت خطأ إن الفرس لن يجرؤا بعد انكسارهم في الحرب الإيرانية العدوانية على العراق على الاقتراب من العرب مع الدرس البليغ الذي قدمته امريكا في العراق إضافة الى الارتباط الوثيق بين قادة الخليج مع الدولار الامريكي وما يترتب على ذلك من تبادل مصالح وإسناد وتكامل , باستثناء بعض المواقف السعودية ولاعتبارات خاصة , فإدراكها لخطورة التمدد الفارسي في المنطقة العربية وعمليات التشيع على الطريقة الصفوية التي تقوم بها إيران في الأوساط العربية خصوصا الفقيرة , حركتها لتبني بعض المواقف والتي لا تخرج عن إرادة العمة الكبيرة امريكا ولا تتعارض مع توجهاتها في المنطقة .

أما سوريا فما عادت متمسكة بمشروعها القومي لاعتبارات عديدة , فقد وجدت نفسها تغرد لوحدها خارج السرب العربي , ففي الوقت الذي أغلقت جميع الأبواب العربية فتحت إيران أبوابها لسوريا , فانصهر مشروعها بالمشروع الطائفي ولاعتباراتها الخاصة وبعد انسحاب جيشها من لبنان وجدت ضالتها في من يقوم لها بدورها بالنيابة فكان حزب الله , نعم الوكيل بعد أن التقت المصالح , ولعل ما يحدث اليوم في لبنان من تمزق في الصف الوطني هو تمثيل حقيقي لصراع الإرادات الدولية والإقليمية , والشعب العربي دائما هو الضحية .

لعل ليبيا استوعبت الدرس القاسي في العراق , وتفهمت المواقف العربية الحكومية , فاتجهت الى أفريقيا فوجدتها في وحل الفقر ترزح تحت رحمة الاستعمار الغربي الذي لا قبل لها به فاقتنع ألقذافي باحتواء ليبيا ضمن الوحي اللا جماهيري , فبعض الشئ احسن من اللاشيء .

وعودة على ذي بدء فان الادارة الأمريكية بعد أن أيقنت إن العراق يلعب اكبر دور قومي من الممكن أن يؤثر في القرار العربي حيث يملك اقتصادا قويا وجيش ساهم الى حد كبير في حسم المعارك العربية وقيادة لا تغريها عروض امريكا ومنهج فكريا ثابتا يراهن على تأثير الشعب العربي لا قرار قياداته , قررت واهمة كسر تلك الذراع .

والآن وبعد موقف الحكومات العربية هذه ماذا نتوقع ممن اجتهدت القيادات اليهودية في وصوله الى القرار الفلسطيني , ومن صوب بندقيته بوجه شعبه ليحتذي بغيره من حكام العرب , بالتأكيد لن يكون أمامه خيار سوى احتضان بوش فانه اقرب إليه من كل الحكام العرب مجتمعين , فأغمض عينيه عن كل ما يجري في فلسطين من قتل وتجويع وتهجير لعله يحصل على مباركة سيده الامريكي فيطول جلوسه على كرسي الدم الفلسطيني ضمن دولة اليهود .

وها نحن نرى حكوماتنا العربية تفتح ذراعيها لبوش ليؤمن لها حمايتها دون الشعب العربي فلا تستقرئ التاريخ , رغم يقينها انه الرهان الخاسر , وان غدا لناظره قريب.

Iraq_ almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 04 محـــــرم 1429 هـ الموافق 12 / كانون الثاني / 2008 م