بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أم المعارك الامتداد الطبيعي لثورة الحسين (ع)

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

أيام قلائل وتحل علينا ذكرى أليمة على نفوس المسلمين ، حيث تم استشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) , ابن بنت رسول الله محمد (ص) الذي ثار ضد الظلم والطغيان , لطلب الإصلاح في امة جده بعد أن ساد الفساد والقهر بين الرعية على يد طاغية عصره يزيد بن معاوية .

وإذ مثل خروج الحسين ثائرا بوجه الرذيلة التي سادت أطراف الأمة الإسلامية معلنا تحديه لها , إنما مثل الشموخ والثبات على المبادئ وقمة في الشجاعة على تحدي الجمع الذي خرج على الدين الإسلامي الحنيف , فقدم الصحب والولد والنفس على مذبح الحرية , إنما كان درسا لكل من خلفه من ثوار الارض على مر التاريخ البشري منذ ذلك الحين الى يومنا هذا , ونحن إذ نستذكر فاجعة الإسلام في ابن بنت الرسول الأكرم محمد (ص) , نقف ومعنا كل أحرار العالم إجلالا لهذه الذكرى التي تتزامن مع امتدادها الطبيعي ثورة الشعب العربي في العراق في مقاومة العدوان الصليبي على امة الإسلام .

لقد عمل الفرس بكل طاقاتهم لاستغلال ثورة الإمام الحسين للانحراف بالدين الإسلامي بخلط الأوراق وزج الممارسات المجوسية في تعذيب النفس وأضافت بدع لم يعرف لها الإسلام سابقة ولم ترد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية , وحتى إن وصيته ( ع ) وهو يودعها بعد أن خلت ساحة الجهاد من الناصر والمعين لأخته العقيلة زينب أن لا تلطم خدا ولا تشق جيبا , فحدد واجبها في الحفاظ على آل بيت الرسالة من النساء والأطفال ودفع الاعتداء عنهم , فادخل الصفويون ما يفرغ هذه الثورة العملاقة عن محتواها الذي اختط منهجها الرسول الكريم محمد ( ص ) , فأصبح تعذيب النفس واللطم والتطبير وإسالة الدماء بالشكل الذي يقزز النفوس بديلا لتدارس خطها الجهادي من خلال التجمعات الكبيرة , وتبديد وتبذير الأموال بديلا لتوجيهها للصالح العام في مشاريع مؤداها خدمة الدين الحنيف , والتوجه سيرا على الأقدام الى كربلاء بطالة مقنعة من نوع جديد يمارس خلالها أنواع المحرمات فزورت أحاديث عن أهل البيت ( ع ) لإعطاء تلك الممارسات شئ من الشرعية وفق ما يثير استجداء العواطف بدل شحذ الهمم للاقتداء ببطولة الإمام الحسين (ع) .

وإذا كان شهيد الحج الأكبر الرئيس الراحل ( صدام حسين رحمه الله وأرضاه ) حفيد إمامنا وسيدنا الحسين بن على ( ع ) قد اختار لهذه المعركة اسم أم المعارك للثورة الحاسة بوجه ظلم وحوش العصر لوعيه التام والناضج بما سيتبعها من معارك تصب في نفس الاتجاه ومتفرعة عنها وان اختلفت التوقيتات والمسميات والشخوص, فكانت التسمية نوعية شاملة لكل ما حصل وسيحصل بعد إعلان تنفيذ الاعتداء الامريكي على قطرنا المناضل الصابر .

لقد امتدت أم المعارك الى يومنا هذا فأصبحنا في معركة متواصلة لن تنتهي إلا بنهاية الاحتلال الناتج عن تحالف كل قوى الظلم والضلالة من حثالات الارض الأمريكان الصهاينة مع الفرس وعملائهم أحفاد ابن العلقمي , وشملت كل جوانب الحياة , فأصبحت لنا معركة لاستعادة الكرامة التي أهدرها ذلك التحالف ثم يتدرج أبناء الشعب العراقي في المعارك ابتداءا من معركة الوجود والحضارة وليس انتهاءا في معركة الصراع من اجل لقمة العيش مرورا بمعارك الماء والكهرباء ...... الى آخر القائمة التي لا تعد ولا تحصى .

لقد انبرى أحفاد الإمام الحسين ثوار العراق المجاهدين للتصدي لكل الممارسات الفارسية الصفوية التي علقت بالثورة الحسينية وفضحها لإسقاطها من اجل إعادة بناء قطرنا الحبيب بعد تطهيره من دنس هؤلاء القابعين في سراديب الظلام وأسيادهم المحتلين , وذلك أسمى الغايات والوسائل لاستمرار ثورتنا الفاصلة في أم المعارك .

المجد والخلود لشهداء العروبة والإسلام .


Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 06 محـــــرم 1429 هـ الموافق 14 / كانون الثاني / 2008 م