بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أم المعارك منازلة الكرامة التي نتفاخر بها

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

في تعليق للسيد المهندس حاتم النطاح الدليمي على مقالة لنا بعنوان " أم المعارك الامتداد الطبيعي لثورة الحسين ( ع) ورد الآتي ننقله كما هو :

((اما وصفك لام المعارك فانها برايي هي من زادت الامه فرقة وتناحر ونكسه بدون ان تكون لها ضروره لقيامها اصلا فجاءت بالجيوش الغازيه من اوكارها وبددت المليارات من اموال المسلمين وكسرت ظهر جيوش العراق وانهار اقتصاد العراق وشرد شعبه وقتل اطفاله ومازال لتلك المعركة اثرها المفجعه في نفوس العراقيين والشرفاء من هدة الامة فادا كانت المعركة دارت رحاها من اجل استعادة الكويت فلمادا تراجع قائدها وامر الجيوش بالانسحاب من الكويت والرجوع الى البصرة بعد ان كان يابى التحدث عن اي تراجع وهكدا كشفت الجيوش المنسحبة الى البصرة امام طائرات التحالف الغاشم لكي تقتل شبابنا وجنودنا في ابشع المدابح وبدون داع فقط لان سيد بغداد خاف على كرسيه في الحظة الاخيرة وترك مئات الالوف من خيرة ابناء العراق يمتون حرقا وجوعا اين الحكمة باللة عليك من كل هدا حرام عليكم قولوا الحقيقة هداكم الله ))

ومع كل تقديرنا للتعليق وصاحبه وما تطرق إليه من ثورة الإمام الحسين (ع) ولأننا لسنا ممن يمررون المعلومة دون الوثوق منها وبدون القدرة على الدفاع عنها ولتأكيد الحقائق للقارئ الكريم , ولان واجبنا الأساسي مشاركة الخيرين في تبصير المواطن العراقي بشكل خاص والعربي والإسلامي أينما وجد بشكل عام لتمكينه من إداء دوره الإنساني في صد العدوان على قطرنا الغالي وفضح السياسات الامريكية ومن تحالف معها من الصهاينة والفرس وعملائهم من خونة الأمة من أشباه الرجال المدعين بالانتماء الى العروبة نعرض الحقائق التالية التي لا يختلف عليها احد .

بعد أن قامت ثورة الملالي الطائفية في بلاد فارس في نهاية العقد السابع من القرن الماضي اثر تخلي الولايات المتحدة الامريكية عن شرطيها الذي زرعته في الخليج العربي آنذاك ولظروف معروفة من بين أهمها قيام اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران وتخليه عن دعم التمرد الكردي في شمال العراق وحاجة الإستراتيجية الامريكية لوجوه جديدة لتنفيذ برنامجها باستهداف العراق والأمة العربية الذي أنهى كل وجود استعماري في الداخل وبأخر ضربة لمصالحهم من خلال تأميم النفط العراقي ونجاحه إضافة الى الدور الريادي القومي الفاعل الذي اتسم به الحضور العراقي في حرب تشرين 1973 والشعار الذي فرضته القيادة العراقية أثناء المعركة باستخدام النفط العربي كأحد الأسلحة لحسم تلك المعركة ناهيك عن الدور البطولي الذي لعبه الجيش العراقي الباسل بكل صنوفه في الذود عن الأراضي العربية على كل الجبهات التي كانت مفتوحة مع الكيان الصهيوني وما ترتب بعد ذلك من إحراجات للأنظمة العربية مع أسيادها التي أرادتها حرب تحريك لا حرب تحرير ونتائجها التي لا زالت كل الأمة العربية تعاني منها , ابتداءا من كسر الحاجز النفسي الذي ابتدعه سيء الذكر أنور السادات في زيارته للكنيست الصهيوني وموقف القيادة السياسية العراقية من تلك الزيارة ومباحثات كامب ديفد التي رعتها الادارة الامريكية وانتهاءا بمؤتمر أنا بولس رغم تغيير بيادق اللعبة , كل تلك العوامل وغيرها أدت الى أن تتبنى الولايات المتحدة مشروعا إستراتيجيا لا يستهدف إسقاط نظام الحكم الوطني الثوري في العراق, بل تفتيت هذا القطر العربي وتحويله الى كانتونات ليتم من خلالها ضمان امن الكيان الصهيوني المزروع في قلب الوطن العربي لأهداف لم يعد ابسط عربي او مسلم يجهل شيء عنه خصوصا في عصرنا هذا حيث الفضائيات والشبكة العنكبوتية يسرت للمتتبع الاطلاع على الحدث ساعة وقوعه .

لقد رسمت الادارة الامريكية لتنفيذ سياستها باستهداف العراق عدة صفحات تكمل بعضها البعض , فبعد أن فشل مصطفى برزاني في تنفيذ صفحته الأولى المتمثلة بالخيانة لصالح امريكا والكيان الصهيوني وبعد أن لعب على أكثر من حبل وانكشفت كل أوراقه أمام الأطراف الداعمة له سواء الاتحاد السوفيتي " السابق " او امريكا , بدأ الفرس بتنفيذ الصفحة الثانية من خلال ريحهم الصفراء وتحت شعار تصدير ما سمي حينها بـ " الثورة الإسلامية " وبرهان على إثارة الفتنة الطائفية في العراق , ومعلوم للجميع كيف إن حاخامهم الأكبر خميني في 8 آب 1988 تجرع السم الزعاف عندما أعلن عن رضوخه الى الارادة الدولية ومشاريع ومبادرات وقف القتال التي تبنتها الدول الإسلامية والعديد من دول العالم الثالث بعد أكثر من ثمانية سنوات من حرب ضروس , ولعبت الادارة الامريكية والكيان الصهيوني دورا كبيرا في إطالة أمد تلك الحرب وليس هناك من ضرورة لإثبات الدعم الامريكي أكثر من فضائح إيران كيت وطائرة الأسلحة التي سقطت فوق الأراضي التركية , وما يحدث اليوم في العراق دليل لا يحتاج الى إثبات في قوة التحالف الامريكي الصهيوني الفارسي .

بعد أن أثبتت القيادة السياسية العراقية قدرتها على إسقاط وإفشال صفحة العدوان تلك وما رافقها من إنهاك للقدرات العسكرية والاقتصادية للعراق رغم قوة تماسك وتلاحم الشعب العربي في العراق مع قيادته , بدأت الصفحة الثالثة ولكن هذه المرة اشد قوة وشراسة من سابقتها وباستخدام الأداة العربية التي كانت قد استنفذت استحقاقات أداءها لدورها المرسوم لها , فعمل حكام الكويت " وإذا شئت لأثبتنا بالوقائع التاريخية ومن مصادر بريطانية او عن لسان المسنين من أبناءها عائديتها الى العراق وهي جزء باق منه إن طال الزمن او قصر , وهما تعددت وتلونت أسباب فصلها من العراق " , نقول عمل حكام الكويت على إغراق السوق العالمية بالنفط مما أدى الى تدهور أسعاره الى دون سعر الكلفة وبالتالي الى إضعاف الاقتصادي العراقي الذي كان بأمس الحاجة لدعمه اثر الرد على الاعتداءات الفارسية , وبعد إسقاط كل الوسائل الدبلوماسية وخلاف تعهداتهم في مؤتمر قمة العرب في بغداد في 28/5 1990 المثبتة في وثائق جامعة الدول العربية ومحاضر جلسات المؤتمر, ازدادوا في العمل على تحطيم اقتصاد العراق , والاهم من ذلك كله فقد استهدفوا كرامة العراق من خلال طرح ولي عهدهم آنذاك " القذر سعد غير الصباح " المعروف للجميع أثناء الوساطة السعودية , فكان لا بد لكل عراقي غيور أن تنتفض فيه قيم الرجولة والشرف ليضع الأمور في نصابها الصحيح وهنا لابد من تأشير تقصير القيادة آنذاك في أن تركت هؤلاء الأنجاس يهربون بدلا من أن تترك الجندي العراقي يسحق رؤوسهم العفنة فراحوا ينسجون المؤامرات لتدمير العراق وقصة ابنة سفيرهم "ليرة" لازالت ترددها الذاكرة , غير تصريحاتهم ودعواتهم وأمانيهم .

ولتفويت الفرصة على من ينوي توسيع حدة النزاع لإمرار المشروع الامريكي وتماشيا مع رغبة الإخوة الأعداء الحكام العرب وتعهدات المجتمع الدولي فقد انسحبت القوات العراقية بعد أن أعلن بوش الأب وقف العمليات القتالية من جانب واحد , ولم يكن الجيش العراقي الباسل قد خسر المعركة او انسحب أمام الجيوش الغازية رغم تفوقها العددي والآلة الحربية المتطورة التي استخدمتها الولايات المتحدة الامريكية لأول مرة في وما أدل على ذلك من معارك الخفجي التي أذهلت المراقبين الأعداء قبل الأصدقاء , وما حصل أن تم استهداف القوات العراقية من قبل طيران العدو بعد قرار وقف إطلاق النار كتدليل على غدر القوات الامريكية ومن تحالف معها , وفقط نشير الى إن الحشود التي شاركت في الاعتداء الامريكي على العراق ضمت جيوش أكثر من ثلاث وثلاثين دولة ومع الأسف الشديد من ضمنها الجيوش العربية التي سبق وان ذاد الجيش العراقي عن عواصمهم وحماها بدماء أبنائه الشرفاء من السقوط, أما عن تفاصيل أم المعارك ومجرياتها , فهي درس بليغ لا اضن إننا بصدد مجرياتها ومفاخرها ويكفي أن نشير إنها أول مرة في التاريخ المعاصر تدك صواريخ الحق العربية تل أبيب وجعلت الصهاينة يلوذون كالفئران بالجحور , فكانت أول سابقة عربية تثبت قدرة المقاتل العربي على استرداد حقه المغتصب في الوقت الذي أعادت الى المواطن العربي ثقته بجيشه , ولو كان الرئيس الشهيد مهتما "للكرسي " لما قدم نفسه وأولاده بالرجولة والشموخ التي أغاضت الأعداء وسرت كل أحرار العالم فختم مشواره البطولي بالخلود المعرف ( رحمه الله ورحم كل الشهداء وأرضاهم ) .

إن مسألة استهداف العراق كانت ستحصل مهما حاولت القيادة العراقية دفعها بالحكمة وصواب القرار الذي تميزت به , ولم تكن المسألة الكويتية إلا ذريعة لاستهداف العراق على اعتباره العمق السوقي الأقوى في الوطن العربي ومن خلاله تستهدف كل الأمة العربية والأمة الإسلامية , وقد أثبتت الأحداث صحة ما ذهبت إليه القيادة السياسية العراقية وما نراه اليوم ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة العربية والإسلامية دليل واضح على مصداقية هذا المنطق , وهنا نسأل كل ضمير إنساني حي , لو كانت القيادة السياسية العراقية حاضرة بثقلها العربي المعروف , هل ستصل قضية العرب الأولى في فلسطين الى هذا الذي وصلت إليه ؟ وهل كانت الأمور في لبنان تلتبس الى الحد الذي لا يجد فيه اللبنانيون طريقا لانتخاب رئيسهم ؟ وهل يحتاج السودان لان يكون ساحة صراع وبين مختلف الجنسيات الأسيوية والأوربية والأمريكية أضف إليها الأصابع الإقليمية الخفية , وتحت مختلف الذراع والحجج ؟ وأين عدالة المجتمع الدولي والشرعية الدولية من الغزو الصليبي للصومال ؟ وأين الحضارة العالمية الجديدة من المذابح التي تجري في اغلب الأقطار العربية وبمختلف الطرق ومن مختلف الجهات ؟ وهل نحن بحاجة الى التطرق لما يجري في اليمن او الى الأموال العربية وكيف تهدر وكيف تسرق والى من تذهب وكيف ؟ والى القواعد الأجنبية التي غصت بها الأقطار العربية ؟

لقد كشفت زيارة بوش الابن الأخيرة الى المنطقة سواد وجوه الحكومات العربية وعمالتها وعمق الهوة بين الجماهير وبينها , وصواب منهج القيادة السياسية العراقي ودقة تصوراتها واستنتاجاتها والآن نؤكد إن أم المعارك كانت منازلة الكرامة التي نتفاخر بها .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 09 محـــــرم 1429 هـ الموافق  17 / كانون الثاني / 2008 م