بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

سباق العملاء مع نهاية حكم بوش

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  عراق المطيري

 

كلما اقتربت نهاية السنة حيث نهاية فترة حكم المعتوه راعي البقر الامريكي من نهايتها ومع نهاية حكم بوش الابن حيث يبدأ عصر جديد من إدارة السياسة في الولايات المتحدة الامريكية التي قد تكون من نصيب الحزب الديمقراطي الذي سيطر على الكونغرس بمجلسيه او تبقى إدارتها بيد الجمهوريين , وفي كلتا الحالتين فان الادارة الجديدة ستكون لها خصوصيتها التي تسيّر من خلالها البلاد كأكبر قوة في العالم تنفرد في القرار السياسي الدولي دون رادع او واعز من ضمير سوى مصالحها , علما إن الخطوط العريضة ستبقى ثابتة حتما ومن بين أهمها مشروع امريكا في غزو واحتلال العراق , رغم إن موضوع سحب القوات العسكرية الغازية يأتي في المقدمة من بين وسائل الدعاية لكسب أصوات الناخبين , فمعروف إن الشارع الامريكي ضد بقاء قوات بلاده في العراق لكثرة ما تعرضت له هذه القوات من ضربات قاسية على يد الأبطال رجال المقاومة العراقية مما تسبب في إذلال امريكا وكسر شوكتها على اعتبارها القوة العالمية الأولى التي لا تقهر وغليان الشارع هناك وطريقة عرض الموضوع العراقي من قبل المرشحين وما حصلوا عليه من أصوات في الولايات التي تم التصويت فيها مصداق لما تقدم .

بوش الذي أعلن عقب غزوه للعراق إن العمليات العسكرية قد انتهت وانه قد نجح في مصادرة الشرعية العراقية , لابد له بعد مغادرته للبيت الأسود الامريكي إن يثبت نجاحه خوفا من المسائلة التي ستوجه له لان واقع الأحداث يشير الى عكس ذلك , فقد ارتفع عدد قتلاه الى ما يزيد على أربعة آلاف عسكري عدا المرتزقة وعناصر الشركات الأمنية الخاصة وباستثناء قتلى الدول المتحالفة مع امريكا بينما ارتفعت تكاليف الحرب الى مليارات الدولارات التي هزت بعنف قاعدة الاقتصاد الامريكي , وتؤشر قرب حدوث كارثة اقتصادية إذا استمرت على نفس الوتيرة مما دفعه الى تدويل المشكلة العراقية وإصراره على حشر الأمم المتحدة فيها , وأساليب الضغط والترغيب والمساومات التي جرت مع أنظمة حكم نفطية او من تلك التي تعتبر ذات قوة إقليمية عسكرية عالية عربية وإسلامية لزجها في المستنقع الذي أوقع امريكا فيه, وقد فشل في تحقيق أي من وعوده الى الشعب العراقي والى الشعب الامريكي فلا ديمقراطية قد تحققت ولا امن ولا استقرار, بل قتل وتدمير ونهب وتقطيع أوصال وتدمير للبنى التحتية وسرقة معامل العراق وأزمة حادة في الخدمات وطرح لمشاريع مقيتة مميتة لا يمكن إن بسمح بها الشعب العراقي في يوم من الأيام , وقلق لكافة دول الجوار العراقي دون استثناء , فاندلاع النيران لابد إن يصيب الكل بشكل او بآخر والمشاريع المطروحة تخالف مصالح الدول المجاورة وهذا موضوع آخر يحتاج الى نقاش طويل .

مع اقتراب هذه الحقبة التي أهانت التاريخ الامريكي بل وتاريخ الحضارة الإنسانية حيث لم يبقى منها إلا أشهر معدودات بدأت نواقيس الخطر تدق أجراسها في أذهان المتحالفين معها كما أصبح حال عملاء إدارة بوش بما لا يحسدون عليه , وبذات الحدة التي يجهد نفسه فيها لتوطيد ما بدأته رعونته ولم تنجزه , والتي سبق وان قطع فيها عهود على نفسه بتحقيقها خصوصا في دورته الانتخابية الثانية في ما يخص منطقتنا العربية التي يأتي من بين أهمها بالنسبة له المسألة الفلسطينية التي لم تشهد انجازا حقيقيا سوى ما توصلوا إليه في مؤتمر أنا بولس الذي شهد موافقة اغلب الدول العربية على الوجود الصهيوني اليهودي في الوقت الذي تكون فيه فلسطين تابعا لها واستمرار هدر دماء وتجويع الفلسطينيين أمام أنظار العرب ومسامعهم دون أي اعتراض منهم .

أما على الصعيد العراقي فان الفرس الذين يدركون جيدا إن وجودهم مرهون بانسحاب حليفهم الاستراتيجي فقد بدؤوا يسابقون الزمن من اجل تثبيت أقدامهم في العراق من خلال انتشارهم الواسع خصوصا في جنوب العراق ووسطه , فعلى امتداد الفترة السابقة من عمر الاحتلال دخل مئات الآلاف ممن جندوا ضمن فيلق بدر والقدس الى الأراضي العراقية وتم منحهم الجنسية العراقية وبالأخص ممن يجيدون اللهجة العراقية وتعين أعداد كبيرة منهم خصوصا لحراسة الحدود , فبعد إن تمت السيطرة شبه المطلقة على الحدود في محافظة البصرة ثم الامتداد الى محافظة ذي قار والمثنى والنجف وكربلاء غير ما جرى من تمدد فارسي في محافظة ميسان ومحافظة واسط وبالتنسيق مع قوات الاحتلال الامريكية في محافظة بغداد كما حصل في استهداف عرب الجبور, ولتغطية حدود الانبار بحذر وتجري عمليات تجنيد لتطويع أهالي المناطق الحدودية ضمن هذه الفرق للتمكن من تحقيق هدفين يتمثل الاول في بناء حاجز بشري شيعي يدين بالولاء المطلق لإيران ضد أي تغلغل عربي خليجي ربما يحمل دعما للعرب المجاهدين في داخل القطر ممن يرفض الاحتلال الامريكي والفارسي على حد سواء , ويعمل على منع أي اتصال بين عشائر العراق وخصوصا الحدودية مع امتدادهم العشائري في الأقطار العربية المجاورة من جهة وتأمين خطوط انسحاب إضافية فيما إذا تعرض الوجود الفارسي في العراق للخطر في حالة الانسحاب المفاجئ للقوات الامريكية وفيما إذا انقطعت خطوط الانسحاب الداخلية التي تسيطر عليها الآن أعداد كبيرة منهم ومنتشرة على طول خط النقل الدولي السريع بين بغداد والبصرة .

أما عصابات الأكراد من بيشمركة جلال ومسعود فبالإضافة الى نواياهم التي يبيتها كل منهما فيما بينهم غير مشاكلهم الداخلية وبعد إن جرت العديد من المساومات بين أطراف الاحتلال والخيانة والذين يعملون على التأسيس لدولة قومية كردية تنطلق نواتها من كردستان العراق وتكون حلقة الوصل بين الأكراد في إيران وتركيا وسوريا فلازالوا يشعرون بأنهم لم يحققوا شيئا يذكر لأنهم على يقين من إن العراقيين الأشراف بعربهم وأكرادهم وبكل طوائفهم لا يمكن إن يفرطوا بأي شبر من ارض العراق العزيز وان هو إلا ظرف الاحتلال هذا هو من وفر لهم هذه الأجواء التي ستزول فور انقشاع الظرف المسبب , فان فكرة ولاية الموصل حسب التقسيم العثماني تراود أحلامهم بإلحاح , فتحت تغطية من حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء تمارس يوميا عمليات استهداف المدنيين من الوطنيين والقوميين المناهضين لعملية تكريد المنطقة وتغيير وجهها العربي وآخرها نقل التفجيرات إليها كما حصل في الزنجيلي وتعليقها بذمة القاعدة واستهدافها عسكريا تحت ذريعة مطاردة تنظيماتها ومسلحيها.

في زحمة الأحداث وتلاحق فشلها في العراق وضيق الوقت المتبقي مع جسامة ما زجت به إدارته وفشل وزيرته في تحسين صورته القبيحة في الشرق الأوسط راح يتنقل بين دول أفريقيا التي ساهم مع حلفائه بإفقارها ونشر كوارث المجاعات فيها , وحملات التنصير وسرقات أطفال البشر وكأنه يبرئ نفسه مما جرى ويجري في الصومال وفي جنوب السودان من مذابح يومية , ولأنه يدرك ومعه أركان إدارته القذرة فداحة المآزق التي ادخل امريكا فيها والتي أوصلتها الى شيخوخة مبكرة عجلت من نهايتها إن شاء الله والذي نتج عنه انسحابات متكررة منهم وزيري الخارجية كولن باول والدفاع رامسفيلد وغيرهما وامتناع الأمريكان من الذهاب الى العراق كجيوش او كموظفين في السفارة الامريكية في بغداد , ووصول الديمقراطيين الى الكونغرس الامريكي كما نتج عنه ارتفاع مستوى الوعي لدى الشعب العربي لضخامة وجسامة التحديات الراهنة , الأمر الذي فرض إعادة الوجود الفرنسي كقوة عسكرية جديدة وفاعلة في المنطقة كما هو دورها في دارفور الآن قاعدتها المزمع إنشائها في البحرين كمحاولة لمنع الانتشار الصيني او الروسي الذي بدأت به روسيا من خلال التعاون مع الفرس .

مع اقتراب بوش من نهايته يتسابق الكل ليضمن له مكان للسيطرة والنهب والابتزاز متناسين إرادة الشعب العربي المتضرر الوحيد في معادلات بوش القذرة , فقط نقول احذروا غضب شعبنا العربي الحليم .


Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد  /  10  صفر 1429 هـ الموافق  17 / شبـــاط / 2008 م