بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

آلام شعب واحد وتجاهل الحكومات

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

من المؤكد والواضح إن المواطن العربي على امتداد وطنه الكبير من المحيط الى الخليج يعيش في وادي والحكومات العربية تعيش في واد آخر مختلف عنه في كل شيء فالمواطن له تطلعاته وأمانيه ورغباته وتصوراته في بناء طريقة حياته التي يبنيها على أساس من وعيه وتحليله لوقائع الأحداث , بينما الحكومات لها أهدافها وسياساتها في تحقيق تلك الأهداف وربما يتحقق عرضا شيء ولكن المحصلة النهائية تصب في مصلحة الحكومات وما وراءها ممن يسيرها وليس هناك من ضرورة في الخوض في التفاصيل فالشعب العربي واحد ومعاناته واحدة في جميع أقطاره وهو كالجسد الواحد تصيبه الحمى والسهر لإصابة أي جزء منه بالأذى , ولكن إذا كان من عتب او لوم فلابد إن يقع على المثقف العربي ذلك لأنه يمثل الشريحة الواعية التي تقع عليها مسؤولية توعية المواطن البسيط من خلال كشف ممارسات الحكومات وارتباطات سياساتها بمصالح حكامها ومن نصبهم وما يجنون من ذلك التنصيب .

ولعلنا لا نحتاج الى دليل لتوضيح ذلك , فحين طفح الكيل بشعبنا العربي الفلسطيني في غزة بعد تجويع وتقتيل في حصار قاسي , لن تستطيع الحواجز ولا القوات ولا الأسلحة إن تمنعه فاجتاز معبر رفح معلنا قراره بكسر الحواجز , وبينما تعود قوات الحكومة المصيرية لتفرض حواجزها ثانية قبل حكومة الاحتلال الصهيونية صاحبة المصلحة الأولى في فرض الحصار , وتنطلق الجماهير العربية في مختلف أقطارها تندد بالحصار وأصحابه فتسير مظاهرات الاستنكار في تحد من نوع ثاني وإحساسا بألم عضو مهم من أعضاء جسد امة العرب والإسلام , فهل بعد هذا تباعد أكثر بين الجماهير العربية والحكومات ؟

إن حكوماتنا خرجت تستقبل بوش بالأحضان وتقدم له الهدايا والأوسمة والسيوف ورقصت غانياتهم تتمايل بأجسادها على مرأى ومسمع كل العالم بل الأكثر راحت الساقطات من عوائلهم تقبله وتحتضنه ( والله اعلم بما خفي فبالتأكيد كان أعظم ) في تحد وضيع لإرادة الشعب العربي الرافض لتلك الزيارة , وكأن هذا المتوحش لم يكن سببا في قتل ما يقارب من المليونين من العراقيين وتشريد أضعاف ذلك العدد من العراقيين والفلسطينيين وكأن يده الخبيثة لم تفعل ما فعلت في لبنان ولا أجاعت او قتلت أحدا في الصومال او السودان وكأن فكره وسياسته لم يحتضن الإرهاب الشعوب الدولي ناهيك عن حربه الشرسة على المسلمين في كل بقاع الارض ....!!!

إن أداء الشارع العربي برفض سياسات حكوماته من خلال التظاهرات والتنديدات لا يكفي لكي تعود الى رشدها وتنتهي عن غيها وتحتضن جماهيرها فمصالحها ارتبطت بأسيادها الأجانب وهم من يوفر لهم حماية وجودهم على كراسيهم , فنحن اليوم بحاجة الى كسر حاجز الخوف والرهبة التي أحاطت به الحكومات العربية نفسها , نحن كشعب عربي اليوم بحاجة الى قرار قوي وفعال من بعده نسقط أشباح الأجنبي المسلطة على رقابنا فنسحق تلك الرؤوس العفنة التي تاهت منها غيرتها , ونحكم نفسنا بقرارنا , ولكن هذا لا يمكن إن يحصل إلا إذا تهيأت القيادات التي توجه مسار الجماهير وتجمع شتات فعلها لتصب في صالح تحقيق أهدافها فتعود امة العرب ... امة لا اله إلا الله كما كانت رافد الإنسانية الاول.

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 18 محـــــرم 1429 هـ الموافق  26 / كانون الثاني / 2008 م