بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الكيل بمكيالين وأكثر
هجوم الأتراك على المتمردين PKK

الحلقة الثانية

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

مما لا شك فيه إن القوات التركية قد اعتدت على العراق ولا ينفع معه بأية حالة أن تقدم تركيا تبريرات تقدمها تقنع بأنها محقة في ذلك التوغل مهما كانت لأنها مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية ولاتفاقيات حسن الجوار , فما من مواطن عراقي غيور يوافق على مثل ذلك التجاوز , وهذا موقف يجب أن يسجل ضد الحكومة التركية , منافي ومخالف لموقف الشعب التركي من العدوان الامريكي – الصهيوني – الفارسي الغاشم على قطرنا العزيز عام 2003 حيث رفضت تركيا استخدام أراضيها كقواعد انطلاق لقوات تحالف الشر رغم إنها عضو في حلف شمال الأطلسي ولكن ما ينبغي الإشارة إليه هو إن حكومة الاحتلال في بغداد وما يسمى بحكومة إقليم كردستان آخر من يحق لهم الحديث عن الكرامة والسيادة والمواطنة , لان فاقد الشيء لا يعطيه وذلك يعود الى :

إن دخول أي عسكري من أي جنسية كانت الى أي شبر من ارض العراق من زاخو والعمادية في أقصى شماله الى الفاو في أقصى جنوبه خلافا للأصول الدبلوماسية المعروفة هو اعتداء على القطر بكامله على سيادته وكرامته ويمثل اختراق لحرمته فلا فرق بين الجندي الفارسي او الامريكي او ياباني كان او تركي او أي جنسية أخرى ومهما كان نوع سلاحه , ولما كانت هذه الحثالة قد تربعت على قيادة مجموعة من عصابات البيشمركة وسيطرت على شعبنا الكردي في شمال القطر وقد تعاونت مع قوات التحالف الامريكي – الصهيوني – الفارسي في الدخول الى العراق والغدر بأهله وحكومته الوطنية التي سبق وان قدمت للأكراد ما لم يقدمه أي بلد من بلدان المنطقة من احترام لحقوق هذه القومية كما هو معروف في آذار 1972 , وقد عمدت الى مساعدة متمردي الأكراد الأتراك PKK وقدمت لهم الدعم المادي المسروق من ثروات العراقيين والدعم العسكري من سلاح الى معسكرات تدريب الى الخبرة الإسرائيلية التي سبق وان تزود بها البيشمركة , كان لابد لها أن تتحمل نتيجة هذه الممارسات التي أضرت لا بالأكراد فحسب بل بجميع العراقيين , وعليه فمن يطالب بالفعل بالكرامة لا بد أن تكون له فعلا كرامة وان عصابات مسعود وجلال فقدت كرامتها عندما تعاونت مع الأمريكان .

أما حكومة الاحتلال بقيادة القرد الإرهابي الفارسي نوري المالكي وما يسمى برلمان المعتوه غير المحمود مشهداني فأين هم من معنى السيادة وقد جعلوا العراق بلا سيادة حتى يطالبون باحترام سيادة العراق , أين هم من الاحتلال الامريكي الذي نصبهم على هذه الكراسي كدمى لقيطة يحركها كيفما يشاء فالعسكري الامريكي ومنتسب الشركات الأمنية غير خاضع لأي مسائلة قانونية تنتج عن أي فعل جبان يقترفه فاستهانوا بالدم العراقي حتى أصبحوا يقتلون للمتعة والتسلية , واعتدوا على أعراض العراقيات الماجدات أمام عيون الخنازير الذين توحدوا في عمالة البرلمان وبمسامع سكان السراديب أصحاب عمائم الشر القادمة من قم وطهران .

أي سيادة هذه التي تطالبون بها وبالأمس تطلبون من مجلس الأمن تمديد فترة بقاء قوات الاحتلال الامريكي الفارسي فوق رقابكم الهزيلة لضمان بقائكم على كراسيكم العفنة, وانتم كالنعامة تدفنون رأسكم في الرذيلة وأجسامكم في العراء تحسبون شعب العراق الأبي غافل عما تعملون وإذا كانت عصابات مسعود تطالب الحكومة التركية بتعويضات عما أصاب المنطقة من أضرار فمن سيعوض الشعب العراقي عما أصابه من قتل ودمار وسلب لثرواته وتدمير البنى التحتية فيه طيلة الخمس سنوات الماضية من عمر الاحتلال .

حقا ولله في خلقه شؤون ... يعلن رجب طيب اردوغان وهو صادق في ذلك إن إدارة الاحتلال الامريكية قد باركت الهجوم وزودت القوات التركية بمعلومات استخباراتية وصور مستمدة من الأقمار الصناعية وغيرها وان حكومة الاحتلال العراقية بما فيها طالباني ومسعود والمالكي على علم بدخول القوات التركية , ثم يخرج دباغهم علي ليعلن استنكار أسياده للهجوم التركي على شمال العراق , فأي تناقض هذا الذي نراه .

لقد قلنا سابقا أكثر من مرة أن من يخون بلده يفقد كرامته أمام أسياده وأمام العالم وانه من السهل على امريكا التفريط بعملائها سواء من الأكراد او الفرس المستعربين تجاه الأتراك المتحالفين مهم في حلف الأطلسي الذين يحترمون بلدهم وشعبهم .

إن الوحيد الذي من حقه أن يستنكر الاعتداءات التركية على شمالنا الحبيب هو المقاومة العراقية البطلة لأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي ولأنها الجهة الوحيدة صاحبة الكرامة العزيزة التي قدمت من اجلها مئات آلاف العراقيين على منحر الحرية .

عاش العراق عزيزا كريما حرا موحدا وعاشت فلسطين

والله اكبر .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  20  صفر 1429 هـ  الموافق  27 / شبـــاط / 2008 م