بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الكلف الاقتصادية للحرب

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 ترجمة : ميمونة بنت الرافدين

 

مع ارتفاع أسعار النفط القياسية ،ارتفاع الدين العائلي ،وبطء سوق البيع والشراء ،الأمريكيون الان قلقون أكثر من ذي قبل بشان الاقتصاد.45% من الاقتصاديين يتوقعون كساد هذه السنة.بأنفاق ادارة بوش 10 بليون دولار في الشهر على الحرب في العراق ،فانه ليس مفاجئا ان يرى الأمريكيين وعلى نحو متزايد ،الانسحاب من العراق كمخرج من هذا الركود الاقتصادي.

*وقد أعلن تحالف المجموعات المتقدمة عن حملة جديدة حول (العراق / الكساد ).حيث ان 150 مليون دولار ،جهد وطني سيهدف إلى إنهاء الحرب برفع الكلف المحلية التي اهملت بسبب البؤرة المنفردة للرئيس بوش على العراق.

وقد اخبر عضو مجلس الشيوخ السابق جون ادورد المراسلين "بان هناك مخاوف عظيمة ،قلق ،وخشية شديدة حول امن الاقتصاد.كل هذه الأشياء ساءت بسبب حرب العراق...الناس لا يفهمون لماذا ننفق 500 بليون دولار ،وفي نفس الوقت عندنا 47 مليون بدون رعاية صحية ،و37 مليون يعيشون حياة فقيرة".

- أخطاء في التقدير قبل الحرب:

ادارة بوش كانت متلهفة لدخول الحرب ،لكنها ليست متلهفة لدفع ثمنها.في نيسان من عام 2003 تعهد آنذاك مدير وكالة التنمية الدولية اندرو ناتسيوس بان دافعو الضرائب الأمريكيين سوف لن يدفعوا أكثر من 1.7 بليون دولار لإعادة بناء العراق.وفي شهر آذار من نفس العام وبصورة شائنة تنبأ بول ولفوتز بان العراق سيكون قادر على "تمويل اعادة بنائه الخاص".

في الواقع ،مجمل طلبات وتفويضات حرب العراق قد بلغتا 624 بليون دولار.فحال شهرين فقط بعد إعلان احتلال العراق ،طلب بوش أول اكبر استقطاع ضريبي في التاريخ.فعند تسلمه الإدارة كان الدين 5.7 تريليون دولار ،وسيصبح 10.3 تريليون دولار بحلول وقت مغادرته للإدارة.وقد توقع الاقتصاديون هذا.في عام 2002 قال غيرد هوسلر مدير أسواق رأس المال الدولية "نزاع جدي مع العراق سوف لن يكون تنمية سليمة للأسواق المالية".كما ذكر روبرت شابيرو وكيل وزارة التجارة في ادارة كلنتون "اذا حدثت حرب العراق فالآثار الاقتصادية ستكون خطيرة".ومؤخرا كتب جوسيف ستيغليتز الحائز على جائزة نوبل "السعر المرتفع للنفط يتعلق بشكل واضح بحرب العراق".

- توظيف لمقاولي الدفاع:

خلال الأسبوع الماضي صرح الرئيس بوش بان حرب العراق ليس لها علاقة بالاقتصاد المتعثر."في الحقيقة اعتقد ان الانفاق في الحرب قد ساعد على الوظائف...لأننا نشتري أجهزة ،والناس يعملون". لقد خلقت حرب العراق الوظائف لمقاولي الدفاع حلفاء الادارة.وميزانية بوش الأخيرة ،ربح مفاجئ لهم.على اية حال ،خمس سنوات بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ،فان البطالة الوطنية في حالة ارتفاع.فما بين كانون الأول من عام 2006 إلى كانون الأول من عام 2007 ،زاد معدل البطالة الوطنية ما يقارب 13.6 % .

- إهمال الأولويات المحلية:

"في وقت العجز المتزايد ،عندما ننفق حوالي 10 بليون دولار شهريا في العراق ،فان قضايا إصلاح نظام الرعاية الصحية وإصلاح البنية الأساسية الوطنية من المحتمل بان تبقى مهملة".(جون بوديستا ولورنس جي)."الولايات المتحدة لديها الكثير من الأولويات الوطنية التي لا يمكن ان تتحقق في حالة اطالة هذه الحرب المكلفة الغير مرغوبة".(مركز التقدم الأمريكي ،مجلس العلاقات الخارجية).

وفي الواقع ، يبدوا إن بوش يرى الأولويات المحلية بأنها "انفاق مفرط".وأعرب مؤخرا حق النقض ضد مشروع قانون لتوفير التامين الصحي الموسع ل 10 ملايين طفل ،وطلب بعد ذلك 172 بليون دولار للحرب.وعندما طلب مجلس الشيوخ توسيع معونات البطالة ومساعدة المقترضين ،ادعى البيت الأبيض مجددا ان الانفاق الحكومي غير قابل للتحمل.

- ارتفاع تكاليف الرعاية للمحاربين:

بينما تكرس ادارة بوش موارد كبيرة للحرب في العراق ،فأنها تولي اهتمام اقل لما سيحدث عند عودة القوات الأمريكية إلى ديارهم.حيث قدرت مجلة أمريكية لدراسة الصحة العامة ان في عام 2004 كان هناك "ما يقارب 1.8 مليون من المحاربين غير مٌؤمًنين وغير قادرين للحصول على الرعاية في تسهيلات المحاربين القدماء.وقد قفز هذا العدد بشكل مثير منذ عام 2000 عندما كان هناك 290,000 محارب غير مٌؤمًن.مؤخرا ،المحاربون المسرحون يجدون صعوبة في الحصول على وظائف مدنية.هذه الكلف ستستمر بالتصاعد كلما طال بقاء الولايات المتحدة في العراق.

 

...........................................................................
*(Move on ,Center for American Progress Action Fund ,US Action ,SEIU , Vote Vets &Americans United for change).
………………………………………………………………………………
Center for American Progress Action Fund.
The Economic Costs of War.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  21  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  28 / شبـــاط / 2008 م