بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

العلم العراقي باقي .. ومسعود البرزاني الى زوال

 

 

 شبكة المنصور

 محمد العماري

 

أتحفنا مجلس نواب محمية المنطقة الخضراء وبتصويت أقل من نصف أعضائه, ومن أجل سواد عيون العميل مسعود البرزاني, بواحد من إنجازاته الفريدة من نوعها عندما أقرّ قانون تغيير العلم العراقي وذلك بحذف النجمات الثلاث منه بذرائع وتفسيرات واهية لا تقنع حتى المجانين. غيرأن الهدف الحقيقي من هذا "الانجاز" التاريخي العجيب لبرلمان الخرفان التابع للسفارة الأمريكية في بغداد, هو سلخ العراق خطوة خطوة من محيطه العربي الاسلامي وإقصائه قدرالمستطاع بعيدا عن دائرة الفعل والتأثير, وألهاء شعبه,الذي سرقوا لقمة عيشه وأغرقوه بما لايُحصى من المآسي والمصائب, بأمورهامشية لا تشكلّ حتى الرقم المئة من قائمة إهتماماته ومشاغله.

قانون تغييرالعلم العراقي هذا ذكرني بقانون مشؤوم آخرأقرّه مجلس نواب المنطقة الخضراء وإعتبر فيه يوم 9 نيسان, يوم دخول القوات الغازية الى عاصمة الرشيد وصدام حسين المجيد, عيدا وطنيا!. واللافت إن هولاء "النواب" العملاءالذين أنتخبهم الشعب كما يدّعون لا يكفّون أبدا عن توجيه الطعنة تلو الأخرى لهذا الشعب الذي يُفترض أنه أعطاهم الحق بتمثيله. لكن سرعان ما تبيّن أنهم لا يمثلون الاّ أنفسهم وأسيادهم وأرباب نعمتهم في واشنطن وتل أبيب وطهران. وتركّزت كل قدراتهم وطاقاتهم وجهودهم العدوانية على إستئصال العراق, تاريخا وحضارة ورموزا, من قلوب العراقيين. لكنهم وعلى مدى خمسة أعوام تقرببا, فشلوا فشلا ذريعا. وإذا كان باستطاعتهم اليوم حذف النجوم الثلاث من العلم العراقي, مستغلّين الظرف الاستثنائي الذي يمرّ به العراق, فانه من المستحيل عليهم حذفها من وجداننا وقلوبنا.

تستطيع أية دولة في العالم أن تغييرعلمها الوطني أو تجري عليه إضافات أو تعديلات إذا توفّرت الشروط والظروف الأساسية لمثل هذا الاجراء. وأهمّ هذه الشروط هي أن تكون الدولة تتمتع باستقلال تام وسيادة غيرمنقوصة, وليست خاضعة لأكثر من إحتلال, أمريكي وإيراني في حالة العراق. وأن تكون لتك الدولة حكومة وطنية منتخبة لا معيّنة وتمثل المصالح العليا للشعب والوطن, لا أن تكون حكومة أحزاب وطوائف وعشائر, كما هي حكومة العراق الجديد اليوم. فضلا عن ذلك أن تغييرالعلم الوطني أو تعديله يجب أن يكون نحو الأفضل من جميع النواحي, وأن تمنحه التعديلات أو الاضافات عناصرإيجابية تزيده جمالا وتألقا, وتقرّبه أكثر من قلوب وعقول الناس كما حصل عندما أضاف الرئيس الشهيد صدام حسين عبارة الله أكبرعلى العلم.

أما في ظرف العراق الحالي فلا يوجد شرط واحد يدعو الى تغييرالعلم الوطني. فالعراق دولة خاضعة للاحتلال وباعتراف المحتل نفسه, وحكومته لا تتمتع باية شرعية لا في الداخل ولا في الخارج, وتعمّ الفوضى والشلل واللامبالاة والغياب والتناحر بين صفوفها, وهي ليست أكثر من إداة طيّعة في يد من نصّبها, وبالتالي فانها قابلة للتغييرفي أية لحظة إذا إقتضت حاجة أسيادها. غيرأن ما يثيرالعجب في حجج وتفسيرات من سكب أحقاده الموروثة على علمنا الوطني هو أنهم بحاجة الى علم يمثّل المرحلة الراهنة أو العراق الجديد. وإذا ألقينا نظرة سريعة على جوانب هذا "الجديد" في عراق اليوم ومنذ الغزو الأمريكي وحتى هذه اللحظة, فاننا سنجد دون كثير عناء مايلي:

أكثر من مليون ضحية وما زال الحبل عالجرار, أربعة ملايين لاجيء ومشرّد, خمسة ملايين يتيم ونصف هذا العدد من الأرامل, فساد مالي وإداري جعل العراق ثالث بلد من بين أكثر بلدان العالم فسادا. لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية. إنعدام الأمن والاستقرار في معظم مدن العراق. إنتشارالبطالة والفقر وتفشي ظواهر لم تكن موجودة في العراق أبدا, كالأمية والأمراض المختلفة والتفسّخ الخلقي والاجتماعي والكآبة وفقدان الأمل والاغتراب داخل الوطن والشعور بلا جدوى الحياة, مما جعل المواطن العراقي يلعن اليوم الذي وُلد فيه.

فاذا كانت هذه هي خصائص ومواصفات العراق الجديد فهل يحق لأعضاء برلمان, مشكوك أصلا في إنتمائهم وإخلاصهم ونزاهتهم,أن يغيّروا علمنا الوطني الذي رفرف فوق روؤسنا بكل شموخ وإعتزاز لعشرات السنين؟

mkhalaf@alice.it

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين / 19 محـــــرم 1429 هـ الموافق  27 / كانون الثاني / 2008 م