بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 النموذج السياسي في العراق ... من يحتذي به ؟؟

 

 

 

 

 شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

معلوم لدينا أن السياسة فن الممكن ظاهرها يتمتع بأخلاق رياضية عالية وتميز بالآداب العامة (الأتيكيت) , وأهم أسلحتها الوعي و الدبلوماسية والثبوت الانفعالي والاتزان والثقافة والبداهة والحضوروالدبلوماسي شخص غير عادي بالمرة – فقد اهتم وسعى ودرس أكاديمياً وتمرس عمليا وتقلب عبر أداء ووظائف شتى , حتى بلغ المرحلة التي يمكنه فيها أن يتحدث بارتجال ودونه إلى الناس – متحسبا لكل شيء –وان يصرح أو يمثل البلاد أو الواجهة التي إليها ينتمي أو المؤسسة التي ينتسب ... وكما الأشجار عانت ونمت وترعرعت قبل العطاء , تلي بعد ذلك سني الراحة والتقاعد كنهاية لحقب من تقديم جليل الخدمات والملفت في التجربة العراقية الجديدة إنها شبت (نابغة) دون أدوار استحالة – أحرقت كل مراحل التصاعد والترقية والمسالك والتجارب والخبرات - اللهم الآ إذا ما استثنينا (النضال السياحي) المقبوض الثمن دون المطالعة الدقيقة للسطور والأهم ( ما بينها) المهم هو ما لدينا الساعة وهو طفل الأنابيب المسترخي في غرفة الإنعاش وحياته واستمرار بقائه رهن ما يحقن به من جرع – تتفاوت حسب الظرف في المقدار والتوقيتات والكيفية فالعملية السياسية في العراق هي ليست أكثر من مسرحية ارتجالية من الكوميديا السوداء يضطر أبطالها تجاوز النصوص الباهتة كونها لا تنسجم والمتلقي –فالشارع والرأي العام مصدومان بالواقع والحدث والمُخرجُ يبحث عن مَخْـرَج وعبثا يحاول إنجاحها بعدما تململ الحاضرون وبدأوا بمغادرة القاعة تدريجيا- وأوشكت الصالة ان تلفظ كل الحاضرين الذين اشمأزوا رائحة الدم وأنين الأجساد والمشاهد الحية لصراخ العذارى – تنسلخ عن أجسادهن جلود الشرف والكبرياء فرغم الإعلام المسخر والدعاية والتجربة المصطلح عليها بالديمقراطية كفرا والأساطيل والمليارات من الدولارات والخلع والعطايا والإغداق على الأدوات – من أموال اليتامى والغارمين والمحرومين - ودور الفضائيات والجرايد الرخيصة إلا أن ذلك كله باء بالفشل الذريع , لإن التجربة ولدت ميتة أساسا,ولاتتناسب مع المقاسات ما على الأرض حقيقة مختلف عما هو عليه في التصور ومن يطالع الحال من خرم الباب سيجد العجب العجاب ومواقف تسلب الألباب مما (كوّرهُ المجلس الإمّعة والنواب الدّمى).

اربع سنوات عجاف شداد أُُقحم بها الناس من سادات البيوتات القوامين على الوطن والقصَّر وذوي العلل والنساء اللائي أضرّ بهن القحط الديمقراطي والعمليات السياسية والعسكرية والخطط والتصريحات الهوجاء الجوفاء –لمن لا يملكون أنّى المبارحة والقيام !!!

كلها تسير في محور الفلك الأمريكي حتى التي تظهر لنا أنها مشاكسة معاكسة ممارسة لمهنة احتكرها أصحاب الأقمار الاصطناعية التي تفرض إتاوات على خلق الله في مشارق الأرض ومغاربها باسم حرية وتنوع البث الفضائي وإيصاله إلى ابعد قرية نائية وأقصى الشمال والجنوب , تلهث وراء( سراب بقِيعةٍ يحسبه ألضمآن ماءً) فبعد التي واللتيا تمخضت الانتخابات عن مجلس نواب هزيل متهالك طائفي كل يغني ليلاه والتمسك بالكرسي الذي يهون دونه كل شيء, والشعب يعد الايام والشهور والسنين ولم يجن سوى مواعيد (عرقوب) فانقطاع التيار الكهربائي مبوق , والمسؤل لاشغل له ولامشغلة سوى صياغة التصريحات والمواعيد والاتفاقيات وكلها تصب بأمل مفقود ومواعيد والتزامات وكلمات (شرف)(وساقدم استقالتي) كلها هواء في شبك ...مجلس نوابنا الموقر نسي الشعب عالقا في حل خلافاته ومشاكله وعندما يعلن الاعلام ان جلسته ستعقد وستكون علنية يتحلق حول التلفاز الصغا والكبار- لا لإنتظار بيان هام او بشرى ساره يزفها عن حل وانعتاق من الفوضى باتفاق الاطراف المتحاصصة والمتربصة بعضها البعض, تفتش وتبحث وتنقب عن كل شارة وواردة في لفظة وزلة لسان - فهم بانتظار الهرج والمرج وكانهم سيرك يتقاتلون على توافه الامور ويجمعهم (الثريد ودجاج التنور) ويوما بعد اخر ايقن الناس المستغفلون انهم وقعوا في فخٍ كبير واصبحوا نادمين على مجرد ان لطخوا ايديهم بلون الحبر البنفسجي الذي لم يستحق قيمة صابون إزالته وأن الجماعة الذين يحاولون تقليد مجلس العموم البريطاني , تبين انهم لايشبهونهم إلا في الرواتب ويفوقونهم بكثير في مجال العقود و الحظوة والمخصصات والتخدير.

 

obeadhs@yahoo.com

 

 

 

شبكة المنصور

                                            الاثنين /  03  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  10 / أذار / 2008 م