بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حكايات لها ( ربّاط )

 

 

 شبكة المنصور

 عبيد حسين سعيد

 

كثرت في الآونة الأخيرة ترهات إبدال العلم العراقي , ومع أنّ هذا الموضوع قد مجّه السامع والقارئ والعابر السبيل ,من حيث النيّة والفكرة وما يبطنه الداعي والمضمون ... حيث تندّر بعض الشيوخ العراقيين ممن أوكلتهم السياسات الباهتة الخائبة للعهد البالي الجديد – قارعة الطريق ومقاهي المتقاعدين - ذلك العهد اللقيط الذي ولد ميتا رغم شهادة الميلاد المزورة المسخ التي يتبجّحون بها ويعلّقونها على جدران الديمقراطية المزيفة وتطبيل إعلام المنتفعين ذوي أحلام الهيمنة المريضة وعقد العظمة – العاجزة عن إضفاء صفة الشرعية - وعلى حساب تناثر أشلاء ومصائر الأبرياء من أبناء الوطن الحقيقيين - ممن بنوه بالعرق والدماء وجاءت الريح الهجينة والصفراء لتذروا أحلام الطامحين الشقاة والطفولة إدراج المجهول– وضياع كل ما أسسوا له من حلم  هزّ ذلك الرجل كتفيه مقهقهاً – معلّقاً على الموضوع بأنّه أشبه بحكاية الرجل المتحذلق والذي جاءته الرئاسة على قومه في غفلة من التاريخ- تلبّستهُ كغلطة من فلتات الزمن لا تختلف عن التي , فكان يقصده أبناء القرية طمعاً في الأمن والمجلس والثريد – تقول الرواية - انه كان يتحدث باستمرار كعادة كل (ريّس) ثرثار فارغ عن اليوم والأمس البلاد والعباد - عما شاهد وسمع وحفظ واستنبط من أهل العلم والرأي والدراية - منصّباً من نفسه مرجعاً لكل شيْ لا يستعصيه أمر بطبيعة الحال – وكان البعض يسايره لأن السلطان أعلم – وقد ينطلي الجزء الآخر على المزارعين والبسطاء المعدمين لكن أحد الأذكياء تأبّط أمراً خبيثا لحاجة في نفسه –ذات يوم وهرع إليه يخبره على طريقة الانبهار والمفاجأة - عن أن ثمة كائن خرافي ربما , هبط على كوكب الأرض قادما من كوكب آخر ليلا وهم نيام وهو موجود الآن ببطن الوادي – راجيا من سعادة الأمير الولي الفقيه النجدة والتعريف- وهرع الناس إلى المكان المنشود  .

الأمر كان ببساطة إن بعيراً ضل من إحدى القوافل المارة - هو الذي كان مثار الدهشة والتساؤل هناك- لخلو المنطقة من سفينة الصحراء ضل الناس بانشداه يتلفتون ونحو زعيمهم الملهم يتطلعون – آملين الجواب الشافي عمن يكون هذا الكائن الغريب كذلك فعل (الريّس) مثلهم – لكنه حاول أن يخفي ما بداخله من حيرة – ثم ما لبث أن مطّ شفتيه وفتل عزيمته قائلا : ليتكم لم تضيعوا وقتنا الثمين في تافهة كهذه واسترسل : الموضوع يا سادة وببساطة( وكان يريد بتأخير الإجابة ) أن يغطي العجز والإحباط والحيرة مما وقع فيه ولكن الأمور لم تأت بما تشتهي السَفَنُ واعد عدته ليجيب عن السؤال والناس من حوله ينتظرون ودهشة ينظرون- اعتلى منصته وعقد حاجبيه على هيئة الواثق المتأني قائلاً: يا أبناء قبيلتي الكرام – أليس فيكم من رجل رشيد – كي تأتون بي لمثل هذه المسألة التافهة البسيطة – ولو كنت أدركت – لبعثت بحماري يجيبكم عما لبس عليكم وأردف مبتسماً: هذا الحيوان هو أرنب استفحل معمّراً وأجزم أن عمره أربعون سنة بالتمام والكمال !!هذه هي الحكاية- امّا رباطها فبين تماماً لكل ذي لب سليم – أما لم أصرّ على ان الامر ما يزال شائكاً فنقول – انه ومن سوء الطالع ان تدول الأمور وسط غفلة من عمر الزمن الى من هو ليس بأهلها فيصمتون قسراً وينطقون كفراً- ويحلمون أحلام العصافير- خصوصاً قيما يتعلق بتمزيق نسيج الوطن وثوابته....واحدى الفريات هي إبدال العلم العراقي – وكان الله اكبر حكراً على احد او جهة لا نقول إلا إنّ الكبرياء رداء صاحب الكبرياء ومن نازعه عليه قصم ظهره – فتعللوا بالخير والمعروف ياأولي الالباب لعلكم ترشدون ...

 

obeadhs@yahoocom

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 11 محـــــرم 1429 هـ الموافق  19 / كانون الثاني / 2008 م