|
أيتها الزميلات.. أيها الزملاء
منذ التاسع من نيسان 2003 حين
وطأت أقدام الغزاة المحتلين أرض
عراق المجد والحضارة وقلب الوطن
النابض بغداد دار السلام والعز،
لم تتسيد المشهد في العراق إلا
صور القتل والدمار على أيدي
المحتلين وأذنابهم الذين عاثوا في
الأرض فساداً وإفساداً، وجرت
أنهار الدم في كل حي ومنطقة
ومدينة، بل في كل زقاق وحارة
وشارع في العراق، وكانت النتيجة
قتل أكثر من مليون و300 ألف عراقي
بينهم علماء وصحفيون وأساتذة
ومهندسون وطيارون وعسكريون وقادة
ووطنيون شرفاء ونساء وشيوخ وأطفال
كل ذنبهم أنهم عراقيون منتمون
لجذرهم الأصيل، وأكثر من مليون
أرملة وأربعة ملايين طفل يتيم،
وأربعة ملايين عراقي هاجروا أو
هجروا قسراً نتيجة زرع الاحتراب
الطائفي الذي افتعلته حكومات
الاحتلال المتعاقبة، وأصبح العراق
الزاهي الجميل لوحة لدمار وخراب
رسمتها أطراف الطائفية والعنصرية
بتشجيع من المحتل الباغي وأذنابه
وأعوانه، ولونتها جرائم الاختطاف
والتهجير والذبح على الهوية
والفرز الطائفي.
واليوم ـ أيتها الزميلات أيها
الزملاء ـ وبعد قرابة خمس سنوات
من عمر الاحتلال اتضحت الصورة حتى
للذين كانت على أعينهم غشاوة، وهي
أن واشنطن تريد العراق ممزقاً
واهياً ومثقلاً بأنواع المشكلات
وغارقاً بالفوضى ليتسنى للإدارة
الأمريكية وأذنابها إبقاؤه ضعيفاً
والسيطرة على ثروات العراق
وإفقاره وإفقار أجياله المقبلة.
وانطلاقاً من هذا كله تنادى زملاء
لكم يشعرون بمتاعبكم ومعاناتكم في
ظروف الاحتلال وفي ظلّ قطع سلطات
الاحتلال وحكوماته مصادر عيش
الأغلبية منكم، إلى تأسيس رابطة
للصحفيين العراقيين الرافضين
للاحتلال وإفرازاته لتأخذ على
عاتقها جمع شمل الصحفيين على درب
تحرير الوطن من العبودية والإذلال
في إطار نقابي مهني بعيداً عن
مغريات المحتل وأعوانه الذين
خابوا في شراء ذمم الصحفيين
العراقيين لأن بناءهم الوطني جرى
على أرضية صلبة.
لقد رأينا نحن زملاءكم أن أفضل
سبيل إلى هدف حشد الجهد الصحفي
الوطني هو تأسيس رابطتكم هذه وجعل
أبوابها مشرعة أمام جميع الزملاء
المناهضين للاحتلال والرافضين
لإفرازاته، وحتى زملاء المهنة
الذين لم تتضح لهم الرؤية في
البداية ومررت عليهم ألاعيب
المحتل وعملائه، فكانت لهم مواقف
هم نادمون عليها الآن، فهؤلاء
مرحب بهم أيضاً بين صفوف إخوانهم
ورفاقهم وزملائهم على وفق الثوابت
الوطنية التي ذكرناها.
إن هذه الرابطة هي أحد مكونات
الجبهة الوطنية والقومية
والإسلامية في العراق، الجناح
السياسي للمقاومة الوطنية
العراقية الباسلة التي يترنح
المحتل بفعل ضرباتها الماحقة في
كل يوم وساعة، وأقضت مضاجعه
ومضاجع صنائعه، هذه المقاومة
الباسلة التي تمثلكم وتمثل شعبنا
العظيم بكلّ إرثه وأمجاده وعزّه
ومستقبله الوضاء المرسوم بالدماء
الزكية الطاهرة.
لقد توكلنا على الله سبحانه
وتعالى يحدونا الأمل لخدمة شعبنا
فنحن حملة الأقلام التي كتبت
للوطن والأمة وستظل تكتب للعراق
المحرر حريُّ بنا أن نكون في ركب
الوطنيين المقاومين الأحرار لأن
معاني الشرف وقيم الكرامة لا تقبل
التجزئة مثلما هو العراق لا يقبل
التجزئة وسيظل عصياً على الأعداء
بوحدة أبنائه المخلصين
المجد لشهداء العراق
.. المجد لشهداء الصحافة
العراقية
عاش العراق وليندحر الغزاة
وأعوانهم
والله ولي التوفيق
Iraqi_jornalist@yahoo.com
|
