بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------

العـــدد :

التاريخ :  09 / 01 / 2008

 

يوليوش كويلو

 

شبكة المنصور

 

في مقالنا السابق الذي نشر في بداية هذا الشهر من العام الجديد قدمنا خلاله كشفاً بنشاطات السفير الامريكي رايان كروكر عندما عمل في السفارة الامريكة في بغداد واوضحنا كيفية تجنيده العملاء للتجسس على العراق ابان الحكم الوطني بقيادة الرئيس صدام حسين رحمه الله .

كان من بين نشاطات كروكر تجنيد السكرتير الثاني يوليوش كويلو في السفارة البولونية في بغداد كجاسوس لصالح دائرة ال C I A في النصف الثاني من عقد التسعينات .

اليوم نسلط الضوء و نفتح ملف الدبلوماسي الجاسوس يوليوش كويلو ليطلع ابناء العراق الوطنيين وابناء الامة العربية المجيدة عن حجم التأمر الذي خطط للعراق وقيادة العراق الوطنية كواحدة من مفردات العمل الاستخباراتي المعادي وقادته امريكا عدوة الشعوب لتحقق مصالح اسرائيل في المنطقة والعالم .

دخل هذا الموظف الدبلوماسي الى العراق لأول مرة اواخر تموز عام 1996 برفقة زوجته للعمل في شعبة رعاية المصالح الامريكية المعتمدة في العراق و كان بدرجة سكرتير ثاني و هو من الجنسية البولونية و ترجح المعلومات المتوفرة انه يهودي الاصل من مواليد 1967 .

و هو شاب وسيم جذاب يقود سيارته بنفسه نوع سلبرتي بيضاء اللون موديل 1990 و يقضي معظم اوقات فراغه في ملاحقة الفتيات في منطقة عرصات الهندية في الكرادة و شارع الربيعي في زيونة و هو يجيد اللغة العربية .

اخذ يتعلم ويطور لغته العربية على يد المدرسة (...... ) في معهد اللغات السامية و كانت تتردد على منزله لتعليمه و تارةً يذهب هو الى منزلها الكائن في منطقة البساتين قرب حي الشعب .

عندما وضع تحت المتابعة من قبل الاجهزة الامنية المعنية بهذا الشأن تم اختراقه و وجد في حاسبته الشخصية تفسير القران الكريم باللغة العربية و كان يهدف من وراء ذلك غايات و اهداف استخبارية وثقت في حينه .

كما لوحظ عليه طيلة فترة وجوده في العراق عدم استخدام الهاتف الارضي وسلوك سبل متعدده ومتقنه للتمويه على طواقم الاجهزة المسؤولة عن وضعه في العراق ولكنها فشلت امام الخبرة والمهنية التي تضطلع بها الاجهزة الوطنية .

بعد عدوان الرجعة الثالثة في عام 1998 ولقائه بالدبلوماسي رايان كروكر الذي زار القطر في تلك الاثناء ...

اخذ الدبلوماسي البولوني يو ليوش يتردد الى منطقة كربلاء قاصداً بحيرة الرزازة و كان يستأجر زورقاً صغيراً من سكنة المنطقة هناك ويذهب الى وسط البحيرة و يقوم بأنزال الانكر و يبقى ساكناً لعدة ساعات و هو يدقق في معلومات و صلته من C.I.A بأن اسلحة الدمار الشامل المزعومة مخبأة في اقبية خاصة تحت مياه بحيرة الرزازة وهو يحاول البحث عنها و كانت تلك المعلومات قد وصلت الى C.I.A من عناصر تسمى المعارضة العراقية و في مقدمتهم اعضاء زمرة المؤتمر و زمرة الوفاق (و سيتم كشف ملفهما في مرحلة مقبلة ) و استمر الدبلوماسي العميل اليولوش يرتاد تلك المنطقة اكثر من سنتين .

في تشرين الاول من عام 1998 رصدت الاجهزة الامنية المختصة ذلك الدبلوماسي العميل من تغيير سيارته الشخصية التي تحمل لوحة دبلوماسية في بارك جامع الربيعي في منطقة زيونة و ينتقل بسيارة اخرى كانت من نوع سوبر رصاصي موديل 1982 تقودها المهندسه المعمارية (...) التي اشرنا اليها في المقال السابق و التي كانت والدتها عارضة ازياء في دار الازياء العراقية تدعى (...) التي تعتنق الديانة الصابئية ثم اعتنقت الديانة المسيحية و هي متحررة اجتماعياً و قد انجرفت ابنتها المهندسة المعمارية لتكون عميلة لدى السفير رايان كروكر الذي ربط عملها مع الدبلوماسي البولوني .

كانت تلك المهندسة على دراية و خبرة عالية في مجال الالكترونيات و وسائل الاتصال المتطورة و قام الدبلوماسي البولوني بتعيينها في منظمة الصليب الاحمر في بغداد منطقة بارك السعدون كمسؤولة عن الاتصالات في المنظمة المذكورة و استخدم ذلك العمل كغطاء كان يتيح لها تسلم و تسليم المعلومات بين ضباط ال C.I.A المتواجدين في شمال العراق / قاطع اربيل و بين ما يسمى مكتب العلاقات الذي يتولى تجنيد الجواسيس المترددين الى بغداد و ادارة العمليات الاستخبارية .

و عند متابعة الجاسوسة المهندسة المعمارية (...) من قبل الاجهزة الامنية العراقية تم اختراقها امنياً و ادلت باعترافات عن كافة مداخلات و مراحل تجنيدها التي قام بها الدبلوماسي البولوني العميل .
و لكن حكمة و انسانية السيد الرئيس صدام حسين رحمه الله وجه بعدم احالتها الى المحاكمة المختصة و توجيهها الى السبيل الوطني الذي يكفر عن خطاياها و العودة بها الى جادة الصواب .

اما الدبلوماسي البولوني العميل فقد ادرك تماماً ان نشاطاته تحت سيطرة الاجهزة الامنية الوطنية و قام بتجميد نشاطه لفترة من الوقت لغرض التمويه ثم عاود مرة اخرى بنشاط ينحصر في جمع المعلومات و استطلاع مواقع وسائل الدفاع الجوي المحيطة بمدينة بغداد و قد تزامن ذلك النشاط في الفترة التي حدث فيها طرد الدبلوماسي العراقي حميد المشهداني من البعثة العراقية في واشنطن و صدر قرار القيادة السياسية في ذات الوقت بالمعاملة بالمثل و استدعي القائم بالاعمال لشعبة رعاية المصالح الامريكية بالعراق الوزير المفوض رييتشارد كريستو شك الى وزارة الخارجية العراقية و ابلاغه عن نشاط الدبلوماسي يوليوش كويلو اما نزع الحصانة الدبلوماسية لتقديمه للمحاكم العراقية او حمله الى مغادرة القطر و فعلاً بعد اسبوع غادر المذكور الاراضي العراقية .

 
 
 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة

الوطنيـــة

 

 

شبكة المنصور

الإثنين / 29 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 07 / كانون الثاني / 2008 م