ان الدمار الذي
حل بالعراق لم يكن نتاج معارك
عسكرية حصلت بين طرفين متصارعين
بل انه محصلة نهائية للمشروع
العدواني الذي اعد من اجل مجابهة
الامة العربية الناهضة بمشروعها
الحضاري المستقبلي المتجسد بجملة
الخطوات التي اتخذتها ثورة 17- 30
تموز 1968 في العراق الذي يشكل
البوابة الشرقية للوطن العربي
وجمجمة العرب على مد العصور
والازمنة كونه موطن الحضارات
والرسالات السماوية والانبعاث
الحضاري وان المشروع الامبريالي
الصهيوني الفارسي لم يكن وليد
الساعة او رد فعل لموقف سياسي
اتخذته القيادة العراقيه ماقبل
الاحتلال والمتتبع للاحداث
السياسية والاقتصادية والثقافية
والاجتماعية يستطيع التشخيص
بالدقة المعهودة لدى المتتبعين
والمتصفحين للتاريخ الانساني
ولنعد لقرون مضت باحداثها
ومعاناتها وتحديداً عام 1258يوم
احتلت بغداد وسقوط الدولة العربية
الاسلاميه نجد ان لم يتم اختراق
الامة الا من خلال اجتياح العراق
واحتلال عاصمة الخلافة بغداد
الرشيد وما الحق ذلك من افعال
وممارسات يراد منها تفتيت المجتمع
العربي الاسلامي واجهاض الولادات
التي كانت في مخاض النضج ومالحق
بالدين والعروبة من امور مازال
يعاني منها الفرد العربي والمسلم
والتي كانت تنصب كليا في مجال
واحد لاغيره الا وهو هدر كل
القدرات والامكانات التي كانت
تمتلكها الامة العربية والاسلامية
أو وئد كل ولادة فيها امل ورجاء
ولم يكن الغازي في حينه بمفرده بل
كان معه من هم حاقدين او مرتدين
أو عملاء باعو وجدانهم ونسو كل
عطاء الامة العربية لهم وروح
الالفة التي كانت تحيط بهم ...
وهنا نحن وبعد 745 عام يعاد الحدث
ولكن بروحية التدمير الشامل
والعميق بل بمحرك العقد والحقد
الذي يتسم به حلف الكفر والشرك
ومن تعاون معهم بغضا بالعرب
وتطلعا للتوسع والاستحواذ وتطبيق
الدور المخطط له من نحر الاسلام
من خلال تحريف مفاهيمه وقيمه
وتجريد العرب من دورهم القيادى
الرسالي المكلفين به الاهيا-
وكنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون
بالمعرف وتنهون عن المنكر - وان
مايحصل على الساحة العراقية منذ
يوم 9 نيسان الاسود وحتى الان من
قتل وخطف وتهجير وحرق وتدمير وهدم
بيوت الله بلباس ديني والدين منهم
براء ماهو الا مسلسل تأمري أوغل
فيه حلف الكفر والشرك من خلال
ادواتهم واذرعهم الخائبة الرعديدة
الحاقدة على كل عربي ومؤمن
بالاسلام الحنيف فاستثمره العملاء
من السنة لقتل الشيعة كما استثمرة
العملاء من الشيعة لقتل السنه
بغية اصطفاف السنه وراء الاحزاب
العملية الخائنة لعروبتها
واسلامها والتي غذاها ونماها
العدو وهكذا الحال مع الشيعة كي
يهرولو وراء العملاء المزدوجين
الذين هم بتكوينهم ونسيجهم
الاجتماعي ليس من ابناء الارض أو
اعتنقوا عقائد وافكار الحاقدين
على العروبة والمحرفين للدين حتى
يمرر العدو مخططاته واهدافه
الشريرة بكل يسر وسهولة لان
المواطن البسيط سيكون امام الامر
الواقع بأن خلاصة من القتل
الطائفي وما ماثله بوقوفه خلف
العمامة المدنسة بالولاء للكافر
المشرك خلافا لما امر به الله جل
وعلا من عدم اتخاذ اليهود
والنصارى اولياء - كما يراد من
ذلك ان يبتعد المواطن عن معاناته
والامة وحرمانه من ابسط الخدمات
وفقدان الامن والامان حتى في بيته
وسؤ الخدمات الصحية وهما النعمتان
الجليلتان ويجعلونه يعيش الاحلام
الوردية التي هي في خيال شياطين
العملية السياسية التي يزعمونها
والمسميات التي تملاء اذان
المواطن ضجيجا بل نباحا
الديمقراطية - الشفافية - الحراك
السياسي - الحرية - العراق
الجديد- النزاهة ---الخ والواقع
يعج بنقائضها بل الابعد من النقيض
لان من هم ينعتون انفسهم بأنهم
رموز العملية السياسية ورؤساء
احزاب وكتل برلمانية ماهم الا
منافقين افاقين ... |