بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الى دعاة الحرية والديمقراطية والشفافية .. اوقفوا النزيف الاعلامي
 الاعلام العراقي فـي خطر!
وداعا صاحبة الجلالة .. وداعا الشاهد المستقل
رئيس تحرير الشاهد المستقل يودع الساحة الأعلامية احتجاجاً!
سنترك الاقـلام لحين عــودة العراق الى اهلــه وابنـائه!
كلهم متهمون بقتل شهاب التميمي
آلاف المغدورين وملايين الجثث ولا جاني خلف القضبان!

 

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 سعد الاوسي

 

لم ينتابني ذلك الحزن والالم والحسرة مثلما انتابني وانا ارى نفسي عاجزا عن الحضور في مراسم تشييع فقيدنا ووالدنا الرائع الوديع ابا ربيع شهيد الكلمة الصادقة ونقيب صحافتنا التي اغتالتها الايادي الغادرة الآثمة التي باتت تنهش في العراق وابنائه منذ التاسع من نيسان 2003 ولحد اليوم، بعد ان حطمت القوات الامريكية الغازية باسلحتها المحرمة اسوار العراق الحبيب وفتحت حدوده لمن هب ودب فدخل الحاقدون والكارهون والمجرمون الذين يبغضون كل ما يمت للعراق بصلة! وبدأوا يتكالبون على تدمير ونهب وحرق وسرقة كل ما هو عراقي واغتيال وخطف وقتل كل من يحمل الولاء للعراق! وزاد ذلك الالم بي عندما وجدت نفسي قبل ذلك لا استطيع ان اعمل شيء لمعلمنا واستاذنا الحبيب الشهيد ابا ربيع وانا أراه ينزف دما وهو في عقده السابع لمدة خمسة ايام في المستشفيات يصارع جروحه وسنوات كبره حتى ارتفعت روحه الى الباري بعد ان وقف الجميع حكومة وبرلمانا ومجلس رئاسة وقفة المتفرج! وهم اسبابا رئيسية في غدره وكعادتهم (المسؤولين) لم يبادر اي منهم باخراج (بعض الدولارات)! التي نهبت ولا تزال تنهب من خيرات العراق! لتضميد شيء من جراح نقيب الصحفيين العراقيين صاحب (العكاز)! وهم يرونه يتصارع مع الموت!

مكارم الحكومة!

كعادتها المعروفة لدى الناس.. لم تقم الحكومة بما يمليه عليها حق الله والقانون و(الواجب الشرعي)! كونها مكلفة (شرعيا)! حسبما تدعي وتقوله وتصر عليه! وأكتفت بأن رئيس الحكومة اعطى توجيهاته الى مستشاره الاعلامي بنقل الشهيد التميمي الى مكان لاندري اين يقع في حينه وتبين فيما بعد ان المكان المقصود هو مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف!! وهي البارعة في ان تستغل كل مناسبة دينية او شعائر حسينية لتحشر أنفها فيه محاولة تجيير المناسبة لها وان الملايين التي تمارس هذه الشعائر مؤيدة لها! ان الحشود المليونية التي ذهبت الى سيدنا الامام الحسين عليه السلام ماهي  الا حشود كاظمة للغيض ذهبت الى ابن بنت الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام لتشكي له همومها من الظلم والجور والحرمان الذي تتعرض له والاستبداد والطغيان الذي يمارسه سلاطين جاءوا اليها باسم الدين واتباع اهل البيت عليهم السلام واتخذوا الدين غطاءً واسماء المراجع العظام وسائل للوصول الى كراسي السلطة ثم جاءوا بمن جاءوا به وسلطوه على رقاب المظلومين والابرياء والمحرومين ولكنهم لا يعلمون ان (خزعبلاتهم)! هذه و(كلاواتهم)! و(اكاذيبهم)! و(ملاعيبهم)! باتت اليوم مفضوحة ومكشوفة وان هذه الاوراق محروقة امام الاخرين ولا يمكن ان تنطلي مرة اخرى الا على (السذج)! والعملاء الذين يسيرون بركبهم من (الحرافيش)! و(العتاكة)! الذين اصبحوا مستشارين ووزراء ومسؤولين وضباط (منيفيست)! واعلاميين (نص ردن)! وغيرها من المواقع المعروفة للجميع التي يجلس البعض منهم على كراسي السلطة اناس (اميون)! حملوا الرتب العسكرية الكبيرة على اكتافهم زورا وبهتانا حتى ان بعضهم لم يجلس طيلة حياته على (رحلة دراسية)!

ضاع العراق.. وتهجر ابناءه وقتل من قتل!

لذا وعندما ارى نفسي وكصحفي منتمي لنقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب واحمل العضوية العاملة للنقابة منذ سنوات لا استطييع الوصول حتى الى نقيب الصحفيين وهو جريح للاطمئنان عليه كون عيون الحكومة والاحزاب الداخلة في قبة البرلمان تواجدت قربه من خلال ميليشياتها واحزابها والعصابات التي تأتمر بها وعملاءها الذين يسرحون ويمرحون وهم خفافيش ظلام تحولوا الى خفافيش تعمل في وضح النهار بسبب ديمقراطية (بوش الملعون)! وهم يمسكون اسلحتهم (الكاتمة الاصوات)! ولايتوانون في تصويب فوهاتها تجاه كل من حمل هموم العراق وابناء وطنه بل حتى مراسم تشييعه لم استطع حضورها بسبب عدم توفر الحماية الكافية لموكب التشييع! وان توفرت فغالبيتهم (علاسة)! لذا ارى من الرجولة ان اترك العمل الصحفي في هذا الزمان العجيب الغريب العصيب وان اضع قلمي جانبا لاعود اليه عندما اجد ان هناك بلدا مستقلا وحكومة وطنية ورجال مناسبون في اماكن مناسبة وبلاط صاحبة الجلالة خالية من الطارئين والمرتزقة والعملاء والجواسيس وكذلك بعد ان تخلو شوارع العراق والعاصمة الحبيبة من العصابات والمنظمات التي يتخذ بعضها غطاء العمل الانساني وهي تسفك الدماء وتزهق الارواح في وضح النهار وبسيارات الدولة الرسمية ولا احد يستطيع ان يتهمني بالتراجع او الخوف او الانصياع والامتثال لاوامر الاخرين لان خطي ونهجي وتوجهي وموقفي معروف لجميع الاطراف ولي اعتزاز كبير بجرأتي وصراحتي وقوتي التي استمدها من حب القراء والمتابعين لكتاباتي ولصحيفتي.. كما انني لم اخضع للابتزازات التي قام بها البعض من المسؤولين ولا لضغوطاتهم من خلال اقامة الدعاوى الرسمية في (محاكمهم)! النزيهة! وباشراف (قضاتهم الشرفاء)! او تعقبهم لخطواتي واماكن تنقلاتي وتتبعهم لسير حركاتي مابين الصحيفة والاماكن التي اتواجد فيها ولم اهتم لهؤلاء جميعا بل اتعبتهم بعد ان بدات العب معهم في احيان كثيرة واوهمت الكثير منهم بعض المرات بأنني موجود في مكان ما داخل بغداد وانا كنت حينها في دول بعيدة حيث هاتفي النقال من الهواتف التي لها ميزة (الخدمة الدولية الرومنغ)! ورغم كل هذه الامور لم اهتم لهم بل زادني هذا الامر اصرارا وقوة اكثر.. الا انني ارى من الرجولة القيام بأمر اكبر من الاستنكار او الشجب او الاحتجاب عن الصدور لعدد بل ترك العمل الصحفي برمته لحين عودة العراق الى اهله واحترام الصحفي في العراق وتوفير الحماية الكافية له وان تتحمل الحكومة ما جرى وما يجري للاعلاميين في العراق المغتصب، وهنا لابد من التساؤل.. هل يمكن لعصابة لا تتخذ غطاء حكوميا تستطيع ان تخطف وتقتل رئيس واعضاء اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ومسؤولين آخرين بذلك العدد وتلك الطريقة وفي وضح النهار وهم كانوا تحت حماية حكومية ايضا وهذا يعني انه لابد ان تكون هناك يد في هذا الموضوع لعصابات داخل الحكومة! والدليل انه لم يجرى اي تحقيق لحد الان عن هذه القضية ولم يكشف اي شيء عن الحادث! وكذلك لابد من التساؤل.. هل يمكن لافراد عاديين ان يقوموا بعملية خطف واغتيال لموظفي دائرة مثل البعثات والعلاقات العامة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالاعداد التي خطفت وتم اغتيالها ولم تحرك الحكومة ساكنا لحد يومنا هذا بل لم تعمل اي شيء يذكر حول الموضوع.. البعض يقول ان الاخرين يقومون بهذه الجرائم بعد ان استغلوا ضعف الحكومة! فهل استطاعت الحكومة ان تكشف خيوط جريمة واحدة من الجرائم التي ارتكبت بحق الاعلاميين في العراق وراح ضحيتها اكثر من 270 اعلامي شهيد؟! ما لم تكن لعصاباتها يد في الموضوع؟! وهل لها القدرة على كشف الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء العراق الابرياء في الوقت الذي كانت لاتمر ايام بل ساعات في زمن حكومة صدام حسين الا ويكون المجرم قد اخذ عقابه العادل؟! فأي زمن ووضع نعيش به اليوم؟! والله اننا اليوم نخجل امام النساء؟ على ما يجري في العراق الحبيب؟!

الحكومة الهزيلة الضعيفة التي لاتستطيع حماية ابنائها وتوفر لهم حصة تموينية للناس وخدمات اساسية وضرورية مثل الكهرباء والماء يجب عليها ان تكون شجاعة وتعلن استقالتها وتحترم نفسها وتكسب شيئا لتأريخها اذا كان لها تاريخ (اصلا)! وان تتصف بشيء من الرجولة وان تتحمل وزر ما جرى وما يجري لهذا الشعب المظلوم من حرمان وظلم واستبداد واضطهاد وقتل وسفك وتشرد ونهب وسرقة وجرائم كونها الـ(متصدية للحكم)! وان تترك الكراسي التي (لطشت بها)! لمن هو افضل واكفأ منها ويعرف كيف يدير المؤسسات والوزارات بمهنية وكفاءة ووطنية دون ان تكون للمحاصصة الطائفية المقيتة حصة فيها ويقود سفينة العراق الى بر الامان ليعيد الوطن المسلوب الى بعض مما كان عليه، حيث العودة الى ما كان من امان في زمن صدام حسين اصبح ضرب من الخيال!

منذ ان دخل الاحتلال وقواته الغازية والميليشيات والكتائب والمصائب والفيالق والقواعد والمنظمات والاحزاب التي تدعي بأنها اسلامية وهي لا تعمل سوى بالاسلحة (الكاتمة للاصوات)! وانا شخصيا كرئيس تحرير لصحيفة الشاهد المستقل لم احضر اي تجمع ولم البي اي دعوة داخل العراق مطلقا من قبل اي مسؤول او جهة او منظمة او تجمع او كتلة برلمانية او حزب (مليشياوي)! حيث دعوت في العديد من المرات في زمن غازي عجيل الياور عندما كان رئيسا للجمهورية ومن ثم في زمن الطالباني في حكومة الجعفري  التي كانت تصلني بعضها  من مكاتب الرؤساء واما حكومة المالكي فهي لم ولن ولا توجه لي اي دعوة لانها تعرف الرد جيدا! اما باقي الشخصيات والمسؤولين فأنا كنت التقي بهم على طريقة الصدفة! ولي مواقف سأذكرها في زمن آخر عندما يحين الوقت المناسب! لأنني لا يمكن ان اتعامل وفق مبدأ الثقة معهم  وكنت افاجئ بعض المسؤولين في اماكن لا يستطيعون ان يقوموا بأي حركة (كرعة)! على قول المصريين! واذهب اليهم بطريقة ما واخرج بطريقة اخرى! وافصح لاول مرة ان بعض المسؤولين في الحكومة مع الاسف الشديد اراد (علسي)! من خلال بعض الـ(حرافيش)! و(الاميون)! الذين باتوا اليوم يتبوؤن المناصب من خلال دعوات وجهت لي وهكذا بت العب بأعصاب هؤلاء المارقين القتلة على مدى السنوات الاربع عندما كنت اعطي موافقاتي على تلبية تلك الدعوات  الا انني اعتذر في اللحظات الاخيرة عن الحضور وكنت اراقب عن بعد ما يجرى عند معرفتهم بعدم قدومي وفشل خطتهم الـ(خسيسة)! واما عن السيارات والهواتف التي استخدمها فهي دائما في تغيير مستمر وحتى الملابس التي ارتديها في بعض الاحيان لا تخطر على بال هؤلاء القتلة؟

كما لا يمكن تجاهل دعاء الام لي والاهل والاحبة والقراء والمتابعين الشرفاء الوطنيين من اهل العراق الاصلاء النجباء وهي التي حفظتنا خلال هذه المدة العصيبة وقبلها رحمة الله سبحانه وتعالى؟ لهذا رأيت من المناسب ان اتخذ موقفا صعبا للغاية كوني مررت به في زمن الحكومة السابقة عندما كنت ممنوعا من الكتابة بأمرمن ابن رئيس العراق (عدي صدام حسين) واما اليوم فأنا ممنوع من الكتابة بمحض ارادتي لأنني ادركت بأنني اسير عكس التيار وان مجاذيفي لابد ان تستريح بعض الشيء ولكي يستراح كذلك عناصر وعملاء الاطلاعات الايرانية والعصابات الاجرامية والميليشيات التابعة لاحزاب الحكومة (الاسلامية)! كوني لا اتهم الاحزاب الخارجة عن قبة البرلمان كوني اعرف ان  بعضها لا تمتلك دفع ايجارات مقراتها منذ اشهر عديدة لأنها لم تمد اياديها للاخرين ولم ترتضي لنفسها الارتماء في احضان الخيانة والعمالة والرذيلة  والاجرام او ان تكون اياديها ملطخة بدماء العراقيين والابرياء وتقبض ثمن زهق الارواح وسفك الدماء!

انني اليوم امام مفترق طريق صعب، لأنني اعمل في بلاط صاحبة الجلالة منذ سنوات طويلة وعملت في صحف كبيرة ورسمية في العراق قبل الاحتلال مثلما عملت في الصحافة العربية خارج البلاد وفي كلا الحالتين لم يفارق قلمي حب العراق العزيز فكنت اكتب عن الحصار والدمار الذي الحقه الغزاة ببلادي في حرب الـ1991 ووثقت هذا الامر لدى السفارة التي كانت موجودة في البلد الذي كنت فيه بعد ان اتهمني من اتهمني بأنني اعمل في (المعارضة العراقية)! حينها كتبت للسفير انذاك وقلت ما نصه (لا يشرفني ان اعمل ضد وطني أوان اكون عميلا لاحد ضد العراق)! على الرغم من انني كنت مطلوبا من قبل عدي صدام حسين وهربت من العراق باعجوبة وهنا لا يمكن لي نسيان ذلك الموقف الذي ابداه لي (الاب والاخ الكبير عوني محمد جنيد) وهوحاليا في دهوك كونه من الاخوة الاكراد الذي ارتبط به بعلاقة وثيقة ومتينة حينها كان يمتلك اكبر اربع مسارح في بغداد ابلغني حينها بأنه مستعد لصرف الملايين من اجل تهريبي خارج الحدود عن طريق اقليم كوردستان وهو موقف لا يمكن لي نسيانه لأنه يعرف ان قضيتي هي مع (عدي صدام حسين) نفسه! بعد ان ادخل البعض من المقربين لعدي للاسف الشديد امورا ليس لي فيها شيء واعطوا للموضوع (تأويلا وتهويلا)! وحدث ما حدث في حينه!وعرفت من هو الصديق ومن هو العدو!

اليوم تعاد المأساة نفسها مرة اخرى ولكن بطريقة اخرى، حيث انني تركت البلاد مرغما.. غادرته وانا اذرف الدموع على وطني واهلي واحبتي وزملائي.. ولا يمكن لي كذلك ان انسى ما نقلته لي امي حينها.. وهي تقول ان والدي بكى امامها حين سماعه ان عدي يطلبني! وانني استعد للرحيل بعيدا عن العراق! ومعروف عن والدي انه يزداد في المحن صلابة قل نظيرها! فهو شديد جريء لا يخشى احدا.. يمتلك شجاعة معروفة لدى الاخرين كونه ابن ريف تربى في مجالس اجدادي وهم شيوخ ووجهاء معروفين وكما يقال عندنا انه (صدر ديوان) ولا يمكن له ان يكون في مكان الا ويكون فيه رأس، لذا كان موقفا صعبا لاهلي الذين تعودوا على كتاباتي المعروفة بالجرأة والوضوح ويعرفون بأننا لا يمكن لنا ان (نطخ) رأسنا للضعفاء والعملاء!

وهكذا غادرت البلاد مرغما متنقلا من مكان ودولة الى اخرى الى حين وصلت ما وصلت اليه ومن هناك تواصلت مع العراق عبر فضائيته التي كان يديرها الدكتور وليد الحديثي مدير عام (فضائية العراق) من خلال البرنامج الذي كانت تقدمه الزميلة العزيزة شيماء عماد زبيرالتي عملت معي في بعض الصحف واشتركت معي في كتابة العديد من من التحقيقات الصحفية، كنت حينها انقل مشاعري وسلامي من خلال برنامجها الى الاحبة والاهل والزملاء في العراق الحبيب، ولأعطي رسائل واضحة الى الاخرين من انني لم ولن ولا ابيع العراق! ولا اعمل ضد ابنائه.. حينها تركت الوطن ولم اترك القلم، اما اليوم فأنني ساترك القلم جانبا! ولا اترك الوطن! الى حين عودة الوطن الى اهله وابنائه وان تكون هناك حكومة قادرة على حماية ابناء الشعب وليس حماية نفسها فقط بالميليشيات وحراب الاحتلال وقواطعه الكونكريتية ومتفرغة لسرقة ونهب ثروات البلاد تاركة العباد الى رصاصات الغدر والخيانة والعمالة والويلات أذن هذه المرة لن اترك وطني وبلدي واحبتي بل سأكون بينهم حيثما اريد لأنني عراقي وابن العراق ولن اسمح للاغراب و(الغربان)! والخفافيش والقادمين من خارج الحدود ان يحققوا مبغاهم معي حيث انهم لم يفلحوا على مدى الفترة المنصرمة ان يحصلوا مني على أي تنازل او رضوخ او مساومة ويكفيني عزا وفخرا وشرفا انني قدت وترأست تحرير صحيفة على مدى سنوات صدورها اتسمت بالجرأة والشجاعة والموقف الثابت والصريح ولم تسبح بحمد اي من الحكومات ولم تكن تابعة الى من يقود الميليشيات والعصابات والمجرمين والقتلة. ووقفت امام الاحتلال بكل اسلحته التقليديية والمحرمة وامام كل العملاء بصلابة.

اليوم واذ انني اعلن عن مغادرتي لصحيفة الجرأة والشجاعة والموقف (الشاهد المستقل) احتجاجا على ما يجري لزملاء المهنة وليس اخيرهم الراحل ابا ربيع الاستاذ الشهيد شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين الذي غادر وهو مبتسما كونه بات يعلم اليوم بمصير من عبث ومزق وحرق ونهب وسلب وقتل وسرق العراق العزيز، يعلم مصير هؤلاء الذين يسيطرون اليوم على سدة الحكم ولا يغادرون هذه الكراسي العرجاء المحمية داخل المنطقة الحمراء ولا يخجلون حتى من حماياتهم بحراب اليهود والصهاينة والغزاة! الا من خلال ثورة وانتفاضة شعبية.. ثورة المظلوم على الظالم.. اليوم اغادر الشاهد المستقل واترك القلم احتجاجا على ما يجري وما جرى للعراق الحبيب وللاعلاميين والصحفيين خصوصا، حيث باتت عناصر العملاء والعصابات تقتل في وضح النهار باسم القانون وتطبيق العدالة.. القانون الذي يبيح لهم قتل الابرياء وسفك دماء المظلومين وزهق ارواح المسنين والعاجزين والاطفال مثلما حصل في مجزرتي (الزركة)! و(كربلاء)! التي لقب البعض حينها بلقب (حرملة)! والتي خلالها تم ذبح وقتل اطفال ابرياء تهمتهم انهم ابناء معارضين للحكومة الحالية او ابناء لقادة في التيار الصدري!.. اليوم اغادر (الشاهد المستقل) لاقول كلماتي  للعالم بأسره بأن بوش الملعون واعوانه وعملاءه ومن سار بركبهم قد سلموا العراق الى اسرائيل واليهود والصهاينة وايران وعناصر اطلاعاتها من (الحرافيش والخونة والمرتزقة) وانهم باتوا اليوم يسرحون ويمرحون في قلب المنطقة الخضراء بل حتى في مكاتب اعلى السلطات في العراق لقد قام بوش اللعين ابن اللعين بتسليم العراق الى اعدائه!

اللهم ندعو بك بالخزي والعار والخذلان لبوش ولمن ينفذ اجندته في تمزيق العراق.. اللهم انتقم من كل اصحاب (الكروش)! التي نهبت ولا تزال ثروات العراق وابناءه، و(العفنين)! الذين يتسيدون الحكم بفضل اللعين ابن اللعين (بوش) و(بلير)! اللهم واخذل جميع اصحاب العصابات واخزي كل العملاء وافضح كل المزورين منهم ولو ان غالبيتهم من (المزورين)! واحفظ العراق واعيده الى اهله الطيبين وان يعود كل ابناءه المهجرين والمهاجرين من بلاد الغربة.. اللهم امين يارب العالمين.

 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  24  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  02 / أذار / 2008 م