بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الاخوة الارهابيون !

 

 

شبكة المنصور

سعد الاوسي .. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

 

تبقى ايام الجامعة هي احلى الايام في حياة اي فرد يدخل اليها وفيها تبنى العلاقات المبنية على محبة الله وقد يرتبط احد الطلبة من مدينة السليمانية بعلاقة مع ابن البصرة وهكذا..

ففي سنوات ما قبل الاحتلال لم نكن نعرف الطائفية ولا التنابز بالالقاب التي حملها من جاء الينا من خارج الحدود، لذا توسمت العلاقات ما بين طلبة الجامعة او الكلية الواحدة بالمحبة والاواصر والالفة وهكذا ارتبطت بعلاقة مع ابن ديالى هيثم العزاوي ومع القادم من محافظة ميسان جواد السوداني وثالثنا من النجف الاشرف زيد الجواهري والرابع اياد العامري من الراشدية وشكلنا نحن الخمسة علاقة وطيدة وحميمة على الرغم من انتمائنا لطوائف مختلفة حتى وصلت العلاقة بيننا الى حد ان بعضنا تزوج وانطلقت (زفته) من منزل صديقه بعد ان انتقلت علاقتنا الى اهلنا فكنا نختار دار احدنا لننام سوية كمجموعة واحدة في نهاية كل اسبوع لنقضي الخميس والجمعة فيه، كان منزل زيد الجواهري يقع في قلب منطقة الاعظمية على الرغم من انه (نجفي قرص)! ويمت بصلة قربى بشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري مع هذا كان الاكثر اختيارا لنا لقربه من المطاعم الواقعة في الجهة المقابلة للامام الاعظم ابي حنيفة النعمان (رضوان الله عليه) ومع هذا كنا لا نفكر بأي مطبات او مشاكل قد تحدث لنا من اي جهة غير مبالين لما كان يشاع من ان اقرباء الجواهري تحت المراقبة الحكومية! على اي حال كانت سهراتنا في تلك المطاعم تستمر حتى ساعات الفجر تعقبها السهرة حتى الصباح في بيت الجواهري الى ان نرقد في الفراش حتى نستيقظ حينها لنتوجه الى الله للصلاة التي كان يؤمنا فيها العزاوي كونه ضليع في الامور الدينية (حسب ما كان يدعي حينها)! بعضنا كان يصلي في حينه وهو (مجتوف الايادي)! والاخر (مسبل)! وامامه تربة من ارض الامام الحسين عليه السلام، كنا لا نتناقش في هذا الامر ابدا ولا ندخل في اية تفاصيل كوننا اتفقنا على اننا نشأنا في بيوتنا هكذا.. فمن كانت عائلته (تجتف) اصبح يصلي وهو (مجتف)! ومن كانت عائلته (تسبل)! فأصبح (يسبل) ويصلي على تربة!

لم نكن حينها ننطق بكلمة (سني) او (شيعي).. نتناول النكات والنقاشات فيما بيننا كون علاقتنا تسمو فوق ميولنا واتجاهاتنا الدينية او المذهبية.. هذه العلاقات الانسانية والاجواء الاخوية الصادقة والامان والسلام الذي كنا نعيشه في زمن ماضي قريب لا نعرف متى يعود ويتحقق الينا ونحن نعيش حروبا نفسية بعضنا مع البعض الاخر.. اقسم بالله ان علاقتنا نحن الاصدقاء المجموعة التي تحدثت عنها اصبحت اكثر تماسكا وقوة ومحبة بعد احداث تفجير مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء، فما من يوم يمر الا ويكون اتصال بيننا.. اما اليوم وبعد ان قطعت مناطقنا بـ(الكتل الكونكريتية الشفافية)! اصبح لقاؤنا في منطقة واحدة شبه المستحيل وضرب من الخيال! وكذلك لا يمكن لنا التجمع لاكثر من ثلاثة اشخاص في بيت واحد في منطقة تسمى ساخنة كون ذلك (حراميس)! في قاموس البعض.. وتواجدنا في مكان واحد قد يؤدي بنا الى تهمة وفق المادة (4 ارهاب)! الجاهز منذ يوم التاسع من نيسان 2003 حيث بات كل من يقف امام المشروع الامريكي ويتخذ موقف المقاومة الشريفة تطلق عليه صفة (ارهابي)! مثلما ستطلق هذه التهمة الجاهزة والصفة التي كنا لا نعرفها في السابق على كل من يحاول تصحيح وتشخيص سلبيات اداء الحكومة تجاه الشعب والوطن.. عليه قررنا نحن الاصدقاء الخمسة عدم اللقاء بصورة مباشرة او التواجد في مكان واحد! لأننا سنتهم حينها بأننا نشكل مجموعة ارهابية! وحينها سنقول ... (كام الداس يا عباس)!

saadalawsi@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 01 محـــــرم 1429 هـ الموافق 09 / كانون الثاني / 2008 م