بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الوالي الهندي!

 

 

 شبكة المنصور

 سعد الاوسي .. رئيس تحرير جريدة الشاهد المستقل

 

يحكى ان احدى الولايات تسلط عليها (والي)! وجاء بمن جاء من حاشيته واتباعه الذين لا يقرأون ولا يكتبون فجعلهم مستشارين ومسؤولين ومدراء للشرطة ومساعدين له! كان بعضهم يمتهن مهن بسيطة منها (الكيشوانية)! في بعض الاضرحة ومنهم من كان يبيع (اللبلبي)! و(الباقلاء بالدهن الحر المغشوش)! واحدهم كان (جايجي)! والاخر (بائعا للمحابس)! اما افضلهم فكان يقوم باصدار (الفيزة المزورة)! اي التي تسمى (المضروبة)! وغالبيتهم كانوا لا يحملون اي شهادة دراسية سوى انهم تعلموا الكتابة والقراءة لدى بعض (الملالي)!

على اي حال ما ان تم تنصيب صديق هؤلاء (واليا)! حتى تسلموا المناصب القيادية في الولاية وبدأوا يسرحون ويمرحون على (كيفهم)! فالمعروف عند البدء بأي عمل يقولون (يا الله.. يا رحمن)! الا ان هؤلاء قالوا (يا شيطان)! فما ان يستلم احدهم المنصب حتى تبدأ (كواني الخمط)! (كواني الليرات.. هاه)! كون الدولارات لم تخترع بعد في ذلك الزمان! فنهبوا الولاية ودوائرها فالجميع رفع شعار (اخمط باقصى سرعة)! ثم (افلت كالغزال)! وشكلوا عصابات ومافيات لتصفية كل من يقف بطريقهم او يشخص سلبياتهم! وجعلوا لهم وسائل اعلام لتكون ابواقا لهم تطبل وتكيل المديح وتسبح بحمد السيد الوالي! وتتناقل اخباره عبر الاعلانات كون (السبتايتل) كذلك لم يخترع في حينه! وكانوا عندما يلتقون مع الوالي يكذبون عليه ويكذب عليهم لأنهم (دافنينه سوة)! والواحد منهم يعرف الاخر لأن (حرامي الهوش)! يعرف (حرامي الدواب)! وكانوا كل فترة يقومون بتمرير احد الافلام ليضحكوا من خلاله على ذقون الشعب المسكين الذي كان يدفع ثمنا باهضا لتسلط هؤلاء على رقابه! ووصلوا الى سدة الحكم بـ(لكلاوات)!

ساءت احوال الولاية من سيء الى اسوأ وتدهورت الحالة المعيشية للجميع حتى ان الولايات المجاورة وغيرها التي كانت تستقبلهم اصبحت ترفضهم بسبب سياسة (الوالي وجماعته)! الذين كان تاريخهم معروف لتلك الولايات اذ ان بعضهم كان يعتاش فيها ولديه ملف اسود (كير.. بل فحم)! لدى اجهزة (مخابراتها)! وتدهور القضاء في الولاية بسبب سيطرة بعض الجهلة مثلما ساءت احوال الشرطة كون العديد من افرادها (اناس اميون)! لا يفقهون شيئا في الامور التنفيذية! حتى وصل التدهور والتدني الى المدارس فأصبح التعليم في الولاية في حالة يرثى لها! والذي لا يحمل اي شهادة بات يناديه البعض بـ(الدكتور)! واصبحت الحياة اليومية لابناء الولاية في غاية الصعوبة بعد انتشار الامراض الفتاكة والاوبئة التي فتكت وهتكت بالكثير من اطفال الولاية وغاب القانون وساد بدلا عنه قانون الغابة فتشرد الآلاف من ابناء الولاية وهاجروا الى ولايات اخرى ثم سرعان ما فرض حصار وقوانين صارمة عليها مما اجبرها على العودة الى الولاية مرة اخرى.. واصبح حال الولاية وابنائها يدمي القلوب ووصل الى البؤس والدمار بعد خراب الولاية ودمار بنيتها التحتية ويأس الجميع من اصلاح الوضع والحال!

وصادف ان ذهب (الوالي)! الى ولاية بعيدة كونه (عطس)! اربع (عطسات متتالية)! وهذه حالة نادرة فسافر لاجراء الفحوصات الطبية وبعد مكوثه لايام معدودة قليلة حتى عاد الى الولاية فاستقبلته جماهير الاحزاب (المظلومة)! التي تسيطر على الحكم! وهي تحمل صوره المتشابهة التي وزعها (اعلام الوالي)! بـ(الهوسات)! و(المزيقة)! و(الهلاهل)! و(الجكليت)! و(الركص على الوحدة ونص)! و(هله بيك.. هله)! مثلما استقبله الاطفال عندما وضعوهم على شكل طابورين (مناه ولد.. ومناه بنات)! لأن الخلط (حراميس)! ثم بدأ (الوالي) يستقبل في قصره المهنئين بسلامة عودته معافى (سالما غانما) من معارك المصير! اما ما حدث من دمار وخراب وتهجير وتشريد وقتل للولاية فليس مهم! (اكيد هذا الوالي معجب بالافلام الهندية)!

saadalawsi@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 05 محـــــرم 1429 هـ الموافق 13 / كانون الثاني / 2008 م