بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

خسئوا .. إنه العلم .. الضمير !؟

 

 

 شبكة المنصور

 الرفيق الكاتب المقاوم سعد فوزي رشيد

 

نجوم تلألأت في السماء شامخة بشموخ هذا العلم الذي ما انحنى يوماً رغم صروف الدهر .. نجمةٌ ارتوت من دماء الشهداء وهم يدافعون عن البوابة الشرقية للوطن العربي .. ونجمةٌ ارتشفت من استبسال أبناء العراق وهم يذودون عن حماهم ضد أعتى غزو همجي في العصر الحديث في موقعة أم المعارك الخالدة .. ونجمةٌ اغترفت من شجاعة واستئساد أبطال المقاومة بسلاحهم التقليدي ضد أضخم آلة عسكرية غاشمة للحيلولة دون انتكاس راية الله أكبر بنجومها الثلاث ... بل وهي نجوم طالما مثلت العراق بشماله ووسطه وجنوبه .. وإنها تمثل حتى مياه العراق بدجلته وفراته وشطه العربي ... لو أردنا الأسترسال بالحديث عن معاني هذه النجوم لطال بنا الحديث وأحتجنا إلى صفحات وصفحات .. لكن لا يغيب عن ذهن أي مواطن عربي حقيقة هذه النجوم التي رسمت أول نواة لأحلامه وآماله بالوحدة المصيرية في أعظم تلاحم عربي في عصرنا الحديث بين العراق وسوريا ومصر .. وكما هو حال أي محتل في سياسته يرفع شعار ( فرق تسد ).. نرى هذه السياسة البغيضة واضحة للعيان في عراق اليوم .. فالمحتل يريد أن يمحو أي رمز يمثل الوحدة العربية حتى وإن لم تكتمل تلك الوحدة المنشودة عام 1963 ف( السادة الوطنيون ) أعضاء مجلس النواب غير مكتمل النصاب صادقوا على قرار تشويه العلم العراقي برفع نجومه الثلاث على اعتبار أنها تمثل أهداف البعث في الوحدة والحرية والأشتراكية مع إبقاء كلمة الله أكبر التي خطها القائد الشهيد صدام حسين لكن بعد تعديلها وكتابتها بالخط الكوفي ليصبح علماً بلا نجوم ! 

إنجاز جديد تحققه ( الحكومة العراقية المنتخبة ) بعد إنجازاتها العديدة التي أتحفت بها العراقيين بعدما تغنى أسلاف السيد المالكي ب( الأحلام الذهبية ) التي حققوها للعراقيين ثم جاء هو ليكمل هذه ( الأحلام ) ـــ كي لا يعاتبنا السيد المالكي وأسلافه بأننا لا نذكر إنجازاتهم العظيمة أو نحجمها ـــ والتي منها .. إجتثاث الشعب العراقي والوطنيين والعلماء والأدباء بحجة أنهم بعثيون ، ثم أردفوا ( إنجازاً ) آخر ألا وهو رفع صورة الرئيس الشهيد من العملة العراقية وتغيير تلك العملة ، هذا من غير تغيير إسم كل معلم حضاري وصرح شامخ من صروح النظام الوطني بحجة إنه يمثل ذلك النظام .. ولا يسعني أن أكمل ( الأحلام ) التي حققها السيد المالكي وأسلافه بما يتعلق ب( إنجازات ) النفط والكهرباء والغاز .. حيث يقر العراقيون بأنهم ينعمون بالطاقة الكهربائية لمدة (24) ساعة في اليوم دون انقطاع ولو للحظة !! ويعترفون كذلك بتوفر النفط والغاز الفائض عن الحاجة حتى أنهم بدأوا يصدرون منه للدول الفقيرة !! أما عن الأمن والأمان فحدث ولا حرج حيث بات العراقيون ينامون على الأرصفة والشوارع وأبواب بيوتهم مفتوحة على مصراعيها !! وبعد كل هذه ( الإنجازات الهائلة ) لم يتبق لدى ( الحكومة الراشدة ) إنجازاً آخر تحققه سوى تغيير العلم بعد أن حققت كل شيء ! 

كلمة حق لا بد أن تقال .. يبدو أن حكومة السيد المالكي بدأت تكشر عن أنيابها بعدما ظنت واهمة أن نجمها سطع ومجدها بزغ وحلمها تحقق في امتصاص الدم العراقي العربي واستبداله بدماء صفراء لطالما كانت تمثل عدواً لدوداً للعراق وشعبه العربي .. فهم اليوم بتشويههم للعلم العراقي ورفع نجومه ينهشون جسد العراق العربي وينفثون فيه سمهم الخبيث .. ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فمثلهم كمثل الأرضة التي تنهش كل شيء لكنها عجزت على نهش كلمة ( باسمك اللهم ) .. فهم حاولوا نهش العلم العراقي وتغييره جذرياً إلا أنهم وقفوا عاجزين أمام راية الله أكبر مع أنهم غيروا من معالم هذه الراية برفعهم نجومها .. إلا أن النجوم وإن رفعوها من العلم فستبقى تتلألأ في سماء العراق لتعانق راية الله أكبر كلما رفرفت خفاقة بالمجد .. وستبقى المعاني المضيئة لهذه النجوم في ضمير كل عراقي وعربي شريف ... فلا تحزن يا علم العراق . 

ودمتم للنضال

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 18 محـــــرم 1429 هـ الموافق  26 / كانون الثاني / 2008 م